علي التركي يكتب: 6 محاور رئيسة لتقييم الجوانب التحريرية في المواقع الإخبارية «77»

«التحرير».. هو صلب العملية الإعلامية برمتها، وجوهر الرسالة وملك المشروع، وبه يمكن إثارة النزعة الإنسانية لدى القراء، وبه يمكن التعبير بدقة عن السياسة التحريرية وأهداف الموقع، ويمثل 30% من نسبة النجاح في نماذج التقييم.

والمحتوى الصحفي، هو منتج له خصائص ومزايا وفوائد، وذو قيمة استعمالية عالية لدى القراء، وهو صالح للاستخدام بفترة صلاحية مفتوحة، حيث إن المعلومات المنشورة قد يحتاجها الجمهور في أوقات مختلفة دون التقييد بتوقيت وقوع الحدث، وهذا لا يلغي قيمة الحداثة في النشر. 

فنشر المعلومات فور وصولها إلى الموقع يعني أنه منتج صحفي جديد، وذو أهمية قصوى للقراء في هذا التوقيت، لكن استمراره على صفحات الموقع يعني أنه منتج متجدد تظهر فيه كل مظاهر الجذب لدى القارئ الذي يريد الحصول على تلك المعلومة، سواء كمنتج أرشيفي أو بحثي، لكن بطبيعة الحال هو صالح للاستخدام والاستدلال به لتأريخ الأحداث.

وعملية تقييم الجوانب التحريرية للموقع بها العديد من المحاور التي يجب أن يُلقى الضوء عليها وهي على النحو التالي: 

المحور الأول: السياسة التحريرية

السياسة التحريرية هي المنارة والمصباح، الذي يضيء الطريق لكل العاملين في موقعك، وهو التجسيد الواضح للأهداف والاستراتيجيات التي سيسير عليها المحتوى الصحفي في الموقع، والمتحكم الأول في عملية انتقاء وتصفية المعلومات التي يجلبها المحررون ويشرف عليها رؤساء الأقسام ومديرو التحرير ورئيس التحرير، فتنفيذ السياسة التحريرية بإتقان هو الهدف الأهم لأية إدارة تحرير. 

أسئلة عامة عن السياسة التحريرية:

v هل تحقق السياسة التحريرية الحالية أهداف ملاك الموقع؟

v كم نسبة الموضوعات قريبة الصلة بالأهداف المباشرة للموقع؟

v هل تحتاج إلى زيادة عدد الموضوعات قريبة الصلة بالأهداف المباشرة للموقع؟

v هل تحتاج إلى تقليل عدد الموضوعات المتعلقة بأهداف الموقع لتقليل الاستقطاب؟

v هل نجحت السياسة التحريرية في جذب الجمهور؟

v هل تحتاج إلى تغيير السياسة التحريرية قليلًا للتوافق مع انطباعات الجمهور؟

v هل تحتاج لمزيد من المرونة فيما يخص ضوابط السياسة التحريرية؟

v هل السياسة التحريرية الحالية تجذب المعلنين؟

أسئلة عن المشرفين على السياسة التحريرية:

v هل المشرفون على السياسة التحريرية على دراية كافية بها؟

v هل الاهتمام بتنفيذ السياسة التحريرية ذو أولوية أكبر من كفاءة وجودة المعلومات؟

v هل المشرفون على السياسة التحريرية على معرفة جيدة باحتياجات القراء؟

v هل المشرفون على السياسة التحريرية على دراية بالاعتبارات الاقتصادية والسياسية والثقافية؟

v هل هناك لجنة لمتابعة تنفيذ السياسة التحريرية؟

أسئلة عن التعدد البيئي: 

نعني هنا طبيعة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والقانونية الداخلية، سواء كانت مؤثرة بشكل مباشر أو غير مؤثرة في اتجاهات الموقع وأهدافه، بل قد تمتد إلى التأثر بالأوضاع الإقليمية والدولية.

فمراعاة عامل التعدد البيئي جزء أساسي في أية رسالة إعلامية، حتى لو كانت إقليمية أو خاصة أو تغطي دولة واحدة أو محافظة ما.

ولقياس مدى مراعاة المحتوى للتعدد البيئي اطرح الأسئلة التالية:

v هل يراعي المحتوى اختلاف ثقافة المستخدمين بغض النظر عن انتماءاتهم؟

v هل يتوافق المحتوى مع عادات وتقاليد الجمهور المستهدف؟

v هل يتوافق المحتوى مع الأوضاع السياسية التي تعيشها البلاد؟

v هل يتوافق المحتوى مع الأوضاع الاقتصادية؟

v هل يتوافق المحتوى مع الأوضاع الاجتماعية؟

v هل يتوافق المحتوى مع الأوضاع القانونية؟

v هل تهتم بالاحتفالات والمناسبات المحلية؟ 

v هل مصطلحات الأخبار تتفق مع ثقافة الجمهور؟

v هل يراعي المحتوى احتمالية دخول مستخدمين يتمتعون بثقافة مختلفة؟

v هل متاح محتوى بأكثر من لغة؟

المحور الثاني: شكل ومضمون المحتوى

«المحتوى هو الملك»، هذه المقولة هي أهم قاعدة تسويقية، فالمحتوى الصحفي المنشور هو أهم العناصر المؤثرة على التسويق بشكل عام، فلا معنى لأي شيء إذا كانت المواد ضعيفة ومكتوبة بلغة ركيكة، أو تفتقر إلى القيم الصحفية المتعارف عليها وتحقق المصداقية والتوازن بين أهداف الموقع واحتياجات القراء لخدمة إخبارية جيدة.

وقد تكون طريقة إدارة المحتوى تعاني من مشكلة رئيسية، بسبب رؤية خاطئة من مديري وسكرتيري التحرير في إبراز مواد صحفية يعتقدون أنها مهمة للقراء على غير الواقع، وهنا تجب إعادة تنظيم سياسة النشر ونوعية الأخبار التي تحتاج إلى إبراز وطريقة العرض التي يريدها الجمهور المستهدف، أو إعادة رسم السياسة العامة للموقع.

والمقصد بالتقييم هنا؛ لا يعني الناحية المهنية أو الفنية أكثر من الجانب التسويقي، فالمحتوى الجيد يساعد في تحسين ظهور أخبار الموقع على محركات البحث، فيما يسمى «SEO»، وهو ما سيتم تناوله بشكل تفصيلي في تقييم الجوانب التسويقية فيما بعد، لكن ما يعنينا هنا الإشارة إلى أن كثرة المحتوى المنقول تجعل محركات البحث التي تعمل وفقًا لقواعد وخوارزميات ثابتة تهمش نتائجه وعدم أرشفته.

ولكي تتمكن من استخراج تقييم جيد للمحتوى ستساعدك الإجابة عن الأسئلة التالية كثيرًا:

v هل المحتوى المقدم جيد ومتميز ويليق بالجمهور المستهدف أم لا؟

v هل المحتوى يستطيع منافسة المواقع الأخرى التي تستهدف الجمهور نفسه؟

v ما نسبة المحتوى الحصري داخل الموقع؟

v ما نسبة المحتوى المنقول من الوكالات والمواقع الأخرى؟

v هل تحتاج لوضع خطة لتطوير المحتوى أم لا؟

v هل تغيير أسلوب الكتابة سيزيد من الزوار؟

v ما نسبة الموضوعات القصيرة داخل الموقع؟

v ما نسبة الموضوعات الطويلة داخل الموقع؟

v ما نسبة المحتوى المتعمق داخل الموقع؟

v ما نسبة صحافة القوائم والإنفوجرافيك داخل الموقع؟

v هل تستخدم الكلمات الدالة والأكثر بحثًا في الكتابة؟

v ما التعليقات السلبية والإيجابية من الجمهور بشأن المحتوى؟

v كيف سيتم التعاطي مع تلك التعليقات؟

v هل نوعية الأخبار تؤثر بشكل كبير على الزيارات؟

v كيف يتعاطى الجمهور مع الموضوعات التي تعبر عن السياسة التحريرية؟

v هل تحتاج لإعادة النظر في نوعية الأخبار التي تحتاج إلى الإبراز؟

v هل تحتاج إلى إعادة النظر في طريقة عرض المحتوى؟

المحور الثالث: مصادر المعلومات

تكتسب أية وسيلة إعلامية، ومنها المواقع الإخبارية، المصداقية وثقة الجمهور من تعدد وتنوع المصادر التي تصرح وتنشر أخبارها على صفحات موقع ما، واحتواء الموقع على اتجاهاتها وآراء متباينة لها، ومن ثم اكتساب الموقع صورة ذهنية متميزة فيما يخص الدقة والموضوعية مهما اختلفت، حسب السياسة التحريرية والأهداف، وإن كانت القاعدة الأسمى لأي وسيلة هي عرض الرأي والرأي الآخر، فسياسة «الصوت الواحد» لا تجدي نفعًا ولا تحقق شيئًا.

وهناك عدد من الأسئلة التي تدور حول هذا المحور وتقدم تقييمًا دقيقًا له:

v هل أسلوب التعامل مع مصادر المعلومات مناسب؟

v هل تحتاج إلى تغيير طريقة نشر الأخبار الواردة من المصادر؟

v هل تحتاج إلى زيادة عدد المصادر التي تتعامل معها؟

v هل تحتاج إلى زيادة الاحتكاك بالمصادر؟

v هل تحتاج إلى زيادة الموضوعات المعتمدة على مصادر الشارع؟

v ما المصادر التي تحتاج إلى التعامل معها وفقًا لخطة التطوير الجديدة؟

المحور الرابع: التحديث ودورة النشر

هناك عدد من الأسئلة التي يجب أن تطرحها في هذا المحور على النحو التالي:

v ما مدى حداثة المعلومات المنشورة على الموقع؟

v فارق التوقيتات بين المعلومات المنشورة على الموقع والمواقع المنافسة؟

v هل يتم التحديث بشكل مستمر؟

v هل تحديث الأقسام يسير بالشكل الجيد؟

v ما فروقات التوقيتات بين الخبر والآخر داخل الموقع؟

v ما فروقات التوقيتات بين الخبر والآخر داخل قسمه؟

v ما الأقسام التي تسبب مشكلات في التحديث؟

v هل لديك خطة لتطوير الأقسام التي تعاني من أزمة التحديث؟

v هل دورة النشر داخل الموقع سريعة؟

v ما العقبات التي تعرقل عملية النشر؟

v هل تحتاج إلى إعادة النظر في دورة النشر؟

المحور الخامس: تبويبات الموقع

هناك عدد من الأسئلة التي يجب أن تطرحها في هذا المحور على النحو التالي: 

v هل تبويبات الموقع مناسبة للأهداف؟

v هل تحتاج لإجراء تعديلات على تبويبات الموقع؟

v هل تبويبات الموقع تتوافق مع حجم التغطية الموضوعية للمعلومات؟

v هل تبويبات الموقع تتوافق مع حجم التغطية المكانية للمعلومات؟

v هل تبويبات الموقع تتوافق مع حجم التغطية الزمنية للمعلومات؟

v هل تبويبات الموقع تتوافق مع حجم التغطية الموضوعية للمعلومات؟

v هل تبويبات الموقع تتوافق مع حجم التغطية الكمية للمعلومات؟

المحور السادس: معايير الجودة المهنية

يقصد بها العملية الانتقائية للمواد الصحفية المنشورة على الموقع، باعتبار أن التنقية عملية جوهرية تتحكم في جودة المعلومات الموضوعة تحت تصرف القراء.

وينطوي مفهوم الجودة على مجموعة من المعايير التي تحدد مدى توافق المنتج أو الخدمة «المحتوى الصحفي» مع حاجة المستفيد «القراء».

وكلما كان المنتج «المحتوى الصحفي»، ذا قيمة استعمالية قوية، ومطابقة لاحتياجات المستفيد منها «القراء»؛ تحقق له الشعور بالإشباع، فهذا يعني أنه عالي الجودة.

وكلما كانت جودة المحتوى عالية؛ زاد الإقبال عليها، وتم تداولها وانتشارها وتأثيرها في نفوس وعقول المستخدمين. 

v هل يتمتع المحتوى بالمصداقية والدقة؟

v هل يتمتع المحتوى بالموضوعية دون تحيز؟

v هل مصادر المعلومات داخل المحتوى موثقة؟

v هل توجد أخطاء إملائية ولغوية ظاهرة في المحتوى؟

v هل يتمتع المحتوى الصحفي بالجودة المطلوبة؟

v هل يتمتع المحتوى الصحفي بالحداثة؟

v هل يتمتع المحتوى بالحداثة التي تكفل للموقع السبق والانفراد؟

v هل طريقة سرد المحتوى قادرة على إحداث التأثير والإقناع؟

v ما مدى تمتع المحتوى بالاهتمام الإنساني لدى القراء؟