علي التركي يكتب: «دورة النشر» في المواقع الإخبارية «33»

«دورة النشر»، هي التطبيق العملي لقواعد التنظيم الإداري، داخل أي موقع إخباري، وترسم فيها الخطوات التي تمر بها المعلومات منذ الحصول عليها كـ«جنين»، إلى أن تنشر وتوزع على القراء؛ عبر فريق التسويق كمنتج نهائي «شاب يافع».

وتختلف «دورة النشر»، من موقع إلى آخر، حسب اتجاهاته، وأهدافه، وموارده «البشرية، والمادية، والتقنية»، وكلما كانت تتمتع بالمرونة والسرعة والحيوية، ساعدت إدارة التحرير على القيام بدورها، وكفلت للموقع ميزة تنافسية في «السرعة والجودة».

وترسم «دورة النشر»، طبيعة العلاقات الاتصالية بين فريق العمل، سواء «القادة والمرؤوسين»، وتحكم طبيعة العلاقة، وحدود الصلاحيات، والمهام، والمسئوليات، بشكل صارم، وتساعد في تكوين صورة جيدة، عن شكل لوحة التحكم، التي ستختارها فيما بعد في الجانب التقني خلال تكوين التصميم الخاص بالموقع.

«دورة النشر المتميزة»، هي التي تفصل بشكل جيد بين الصلاحيات والمهام المختلفة، وتتمتع بقوة اتصال بين الإدارات والأقسام المختلفة، بما يكفل عدم تعطيل دورة إنتاج المعلومات من البداية؛ حتى تكون صالحة للنشر والعرض على الجمهور.

كما يتجسد فيها، عملية تدفق الأوامر والقرارات والتعليمات، من قمة الهرم إلى المستويات الدنيا في الدورة فيما يسمى «الاتصال الهابط»، وأيضًا الشكاوى والمقترحات من أدنى الهيكل التنظيمي إلى قمة الهرم الإداري، ويسمى «الاتصال الصاعد»، كما تفعّل عملية الاتصال «الأفقي والتبادلي» بين الإدارات والأقسام والوحدات المختلفة داخل الموقع لخدمة العملية التحريرية.

وكلما كان «الهيكل التنظيمي» الرسمي للموقع قويًا، كان التجاوب مع دورة النشر سريعًا وسهلًا، ومنح مديري الموقع الصلاحيات بسهولة، وفي حالة «حدوث العكس»؛ يبدأ التنظيم غير الرسمي، في نشر الفوضى والعشوائية والنميمة، مما يشتت انتباه فريق العمل ويعطل دورة النشر.

إعداد دورة النشر :

لا توجد قواعد ثابتة أو نماذج مسبقة لإعداد دورة النشر في المواقع الإخبارية، لكنها جميعًا عبارة عن عدد من المراحل، بعضها ثابت والآخر ثانوي، وتعتمد عملية توزيعها وتقسيمها على القدرات الاحترافية التي يمتلكها فريق العمل في الأساس، والخطوات تتم على النحو التالي:

v جلب المعلومات

تعتمد هذه المرحلة على قدرات المحرر في المقام الأول، وقوة علاقاته بصانعي الأحداث، ومالكي المعلومات.

كما تعتمد أيضًا على قدرة إدارة التحرير عبر الاجتماعات اليومية والأسبوعية، حيث يمكن طرح الأفكار والموضوعات وتوجيه المحررين؛ لجلب المعلومات الصادقة التي تخدم السياسة التحريرية، وأهداف الموقع.

v انتقاء المعلومات 

إحدى المراحل الدقيقة جدًا، لذلك تحدثنا عنها بشكل منفصل، وهي بمثابة عملية فلترة لاختيار ما هو أفضل وصالح للنشر، وفقًا لمعايير الموقع وسياسته التحريرية.

وتعتمد هذه المرحلة على رئيس القسم في المقام الأول، وسكرتارية التحرير وفريقه «الديسك، والصور»، ومدير التحرير كمرحلة نهائية.

v الإعداد للنشر

تمر هذه المرحلة بعدد من العمليات، تبدأ بالمراجعة التحريرية مسئولية «الديسك»، وهنا تبدأ عملية القراءة الأولى، وإعدادها لتكون مادة صالحة للنشر.

وبعد أن ينتهي «الديسك» من مهمته تبدأ مهمة يمكن اعتبارها إخراجية، حيث يقوم محرر «الصور» بوضع الصور المناسبة للمادة الصحفية، وتقسيمها وتلوين العناوين وبعض الكلمات، وإنشاء الروابط والموضوعات المتعلقة، وكل ما يلزم من الناحية الجمالية والتفاعلية.

وأخيرا تصل المعلومات إلى المراجع اللغوي «المصحح»، فيراجعها بشكل دقيق، لتكون على مستوى لغوي عالي الجودة، وضبط الكلمات، والجمل والعناوين نحويًا وإملائيًا بشكل دقيق، وبالتالي تكون صالحة تمامًا للنشر.

v الترويج

بعد النشر مباشرة، تكون المعلومات صالحة للقراءة ومكتملة الأركان، وتبدأ هنا مهمة فريق التسويق في الترويج للمادة، وفقًا لما تحويّها من معلومات، ويتمثل الترويج في عرضها على أكبر عدد من الجمهور عبر قنوات التسويق المختلفة، أبرزها مواقع «التواصل الاجتماعي».

v التقييم 

بعد الترويج تتبقى مرحلة مهمة للغاية، متمثلة في رصد ردود أفعال الجمهور، حيال المعلومات المنشورة التي قد تساعد في تطوير مراحل دورة النشر التقليدية، وجعلها تبدو أفضل.

ويشارك في تلك المرحلة إدارة التحرير وفريق التسويق، ويتم رصد معدلات الزيارات، وأهم التعليقات والمشاركات وردود الأفعال الإيجابية؛ للتركيز على تنمية عوامل القوة والضعف، لتطويرها والعمل على التقليل من المخاطر.

إرشادات عامة

هناك بعض الإرشادات، يجب أخذها في الاعتبار عند رسم دورة النشر الخاصة بالموقع على النحو التالي:

v أنت الوحيد القادر على رسم دورة النشر الخاصة بك، فحافظ دائمًا على أن تكوّن نفسك.

v الخطوات السابقة ليست إلزامية يمكن دمجها لتقليل عدد المراحل، أو تفكيكها إلى مراحل لزيادة الجودة.

v لا تحاول اقتباس دورة نشر لموقع آخر، فالظروف متغيرة بينكما، كما أن هناك اختلافات كثيرة في الإمكانات «البشرية والمادية والتقنية».

v كلما كانت عناصر فريق العمل متعددة المهارات، ساعد ذلك في دمج أكثر من مرحلة عبر تكليف شخص واحد بمرحلتين أو ثلاثة.

v يمكن دمج كل تلك المراحل، بحيث يقوم الديسك بمهام الإخراج الفني، والتصحيح، وبذلك توفر جزءًا كبيرًا من الميزانية.

v يجب أن تضمن دورة النشر المرونة في مراحل الإنتاج، والمتابعة بما يكفل جودة عالية، وسرعة ودقة في نفس الوقت.

v يجب أن تكفل دورة النشر سرعة الاستجابة فيما يخص الملاحظات المتعلقة بالمحتوى، وسرعة تنفيذها، لكي يضمن للموقع جودة عالية في المعالجة والموضوعية.

v يجب تحديد توقيتات محددة لنشر الأخبار المتوقعة «الاجتماعات، والمؤتمرات، والافتتاحات» التي سبق الإعلان عنها مسبقا.

v يجب تحديد الشخص الذي له حق نشر الأخبار العاجلة دون التقيد بالدورة التقليدية للنشر، فيمكنه تخطيها جميعًا وبث الخبر بشكل سريع.

v يجب وضع خطة منفصلة؛ لمتابعة الأخبار العاجلة والحوادث الكبرى ودورة النشر، في هذه الحالة التي تتطلب السرعة والدقة.

v تجنب عوامل الارتباك الناتجة عن تعدد الصلاحيات والمسئولين عن اتخاذ القرار في الوقت الواحد، بحيث يكون شخص واحد فقط المسئول المباشر عن عملية النشر.

v يجب تحديد صاحب القرار في تنظيم عمليات الانتشار السريع لفريق العمل، فيما يخص الأخبار العاجلة والتغطيات الخاصة بالأحداث الكبرى.

v مراجعة التعليقات وسرعة نشرها أمر مهم وضروري، ويساعد في إقامة علاقات اتصالية جيدة مع زوار الموقع.

v مراجعة المواد بعد النشر عملية في غاية الأهمية، فقد يقع فريق العمل في أخطاء متأثرين بدافع السرعة والرغبة في السبق.