آراء حرة

علي التركي يكتب: تصور مبدئي لإنشاء موقع إخباري ناجح «7»

السبت 30/يناير/2016 - 01:18 ص

«لا تستجب للأصوات الداخلية المُحبطة، بل ابدأ في مشروعك، وستصمت تلك الأصوات إلى الأبد»، فـ«إما أن تُدير يومك أو سيُديرك هو.. وتَضيع الأهداف»، وكن واثقًا أن «الحياة لا تُقاس بِعدد الأنفاس؛ ولكن بلحظات النجاح الحقيقية التي نعيشها»، فقط «اصنع أهدافًا ثم احصل على وسائل لتحقيق تلك الأهداف»، وتأكد أن «النوايا الصادقة تصنع المعجزات» فـ«الصحافة الإلكترونية كالطريق الدولي، مهما بَعُدّت الأهداف فهي قريبة.. فقط تحتاج لتخطيط جيد».

تحدثنا في المقال السابق، عن التخطيط، وأهميته، كركيزة أساسية، لإنشاء موقع إخباري ناجح، والعناصر الأساسية التي تُبنى عليها استراتيجية أي مؤسسة إعلامية تهدف إلى التميّز، وآليات العلاقة بين أهداف الإدارة العليا، وفريق العمل من الصحفيين، والجمهور، والمعلنيّن.

في هذا المقال، سنوضح بشكل عملي كيفية وضع التصور المبدئي لأي موقع إخباري متميز، يعتمد على وضوح الهدف، باعتباره أول طريق الإنجازات، فإذا لم تضع أمامك أهدافًا واضحة، فلا تلومنَّ إلا نفسك على عدم بلوغك لأي شيء.

تصور إنشاء موقع إخباري

يبدأ التصور، بوضع الأهداف العامة للموقع، ثم جمع الخلفية اللازمة قبل الانطلاق، ثم وضع خطة العمل، واختيار العناصر القادرة على تحقيقها.

* الأهداف:

- تتكون من الخطوط العريضة لأهداف المؤسسة، ورؤية عامة واضحة المعالم، عن المراد فعله وتقديمه، والصورة الذهنية التي نسعى لدعمها عند القراء.

- وتنبع الأهداف من ثلاثة مناظير، (رغبات الإدارة العليا والملاك، احتياجات القراء، رغبات المعلنين)، ويتم وضع التصور على أفضل العناصر من كل منظور.

وتنقسم غالبًا الأهداف إلى (طويلة الأمد، وقصيرة)، وتختلف خطة العمل لتحقيق تلك الأهداف، وتتباين فيما بينها عند التطبيق العملي مع أقسام الموقع، ونقاط القوة والضعف (البشرية والمادية والإدارية)، إن كان العنصر الأهم هو الوضوح لضمان تحقيق الإنجاز المطلوب.

* الخلفية:

نبدأ في جمع كل المعلومات المتاحة التي تساعد الموقع على الوصول إلى الأهداف المأمولة، ووضّعْ سيناريوهات: ماذا لو لم تتحقق الأهداف؟ مع وضع الخطط البديلة، وترك المساحة المرنة لتقليص أو زيادة الميزانية المتوقعة، مع الأخذ في الاعتبار وضع الخطط قبل الميزانية، فالتصور قد يبدو مثاليًّا لو وضع قبل معرفة الوضع المالي، ثم تطويع الخطة مع الميزانية.

* الجمهور:

يجب أن تتضمن الخلفية معلومات واضحة عن الجمهور المستهدف وخصائصه، وعمره وجنسه، ودخله الاجتماعي، ومستواه الثقافي والتعليمي، ومدى حرصه على متابعة الأخبار عبر وسائل النشر الإلكتروني، فآخر الإحصائيات، تشير إلى أن 40 مليون مصري يستخدمون الإنترنت بشكل يومي، فضلاً عن وضع تصور للتصميم المناسب الذي قد يروق للقراء.

* المعلنون:

ما المنتجات التي لها إعلانات كثيرة على المواقع الإخبارية؟ ونوع الجمهور المستهدف؟ والأهداف التي من أجلها تُقام الحملات الإعلانية، وحجم الميزانيات المخصصة للترويج للمنتج، وهل يعتمدون على المواقع فقط، أم لهم وسائل أخرى؟.

* المنافسون:

من هم المنافسون الحاليّون للموقع الجديد؟ حجم الزيارات التي تدخل تلك المواقع وترتيبها على موقع «أليكسا»، من هم المنافسون المحتملون والمرشحون للتقدم في الترتيب.. ولماذا؟، ما حجم الإعلانات عند المنافسين؟، وحجم الزوار المراد اجتذابهم من المنافسين؟.

* البنية التحتية:

«القدرات المادية للمؤسسة، والبشرية، والتكنولوجية»، ونقاط القوة والضعف في كل عنصر، وفرص النجاح في تنفيذ الأهداف وفقًا لتلك العناصر، وهل ستحتاج إعادة هيكلة في الأقسام، وتقليص عددها أم زيادتها، وإجراء توسعات فيها، وما الموارد المادية المطلوبة لإطلاق الموقع الجديد؟، وما مهارات فريق العمل القائم بالتنفيذ؟ وهل يحتاجون تدريبًا وإعدادًا مسبقًا أم لا؟.. إلخ.

* المشاركة:

من المهم جدًّا مشاركة الصحفيين والإداريين في وضع خطة العمل، وتشجيع النقد البنّاء، فدائمًا ما تفتقد المؤسسات هذا العنصر المهم في بناء استراتيجيتها، والذي قد يساعد على ابتكار وسائل أفضل في التطوير وطرح تصورات لتحسين الأداء، وآليات للترويج والتسويق والتمويل.. إلخ، وذلك لتجنب وقوع أي مشاكل أو سوء فهم وتقدير من العاملين المنوط بهم تنفيذ الخطة، خاصة أن الصحفيين عندما يتم استبعادهم من المشاركة يكونون ناقدين دائمًا لأي خطة، وفقًا لمرض صحفي لعين "نحن منبع الحكمة".

* المخاطر:

يجب وضع خطة مسبقة لكيفية مواجهة المخاطر، والقيود التي قد تؤثر على مسار الخطة، والمعوقات المحتملة أثناء التنفيذ، والإجابة عن هل التوقيت مناسب لإطلاق موقع؟ ما رد فعل المنافسين حيال الموقع الجديد؟ وسيناريوهات لتغير الظروف، بحيث تتمتع الخطة بالديناميكية والمرونة، وكيف سيتم التفاعل معها وسرعة حلها؟ وهل سيتم تغيير المسار؟ وفي أي توقيت؟.

* الأقليات:

وهنا نطرح الأسئلة التالية: ما الأقليات المستهدفة، وهل هي دينية أم سياسية أم اقتصادية أم رياضية؟ .. إلخ، أم كل ذلك، فكما قلنا الأقليات أكثر تفاعلاً مع الأخبار التي تخصها.

التصور المبدئي

ما الهدف:

- إنشاء موقع شامل يتناول كل الأخبار السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفنية والرياضية.. إلخ، ويقدم خدمة صحفية متنوعة ومميزة، وتغطية لحظية للأخبار العاجلة، لضمان السبق، والاهتمام بأخبار الأقليات والشخصيات العامة، والقضايا التي تهم فئات المجتمع كافة، بهدف جذب أكبر جمهور ممكن، ليكون قاعدة رئيسة للتأثير في الرأي العام وجذب المعلنين، لزيادة الموارد المالية للمؤسسة.

- موقع يحتل مرتبة متقدمة بين المواقع الإخبارية مثلاً في مصر، ويجذب خلال أول عام مليون زائر، 25% منهم متفاعل بشكل إيجابي مع المحتوى الصحفي المتاح على الموقع، و10% منهم من الوطن العربي.

- يتبنى الموقع الجديد أيديولوجية سياسية واجتماعية واقتصادية تختلف من مؤسسة لأخرى، حسب أهداف الإدارة العليا، ويعمل على جعل المواطنين يتفاعلون معها ويؤيدونها بل يدافعون عنها.

*هامش :

يجب وضع أقصى طموح ممكن للأهداف، والعمل على وضع خطة لتحقيقها.

* الجمهور:

* الأساسي: مليون زائر من إجمالي 40 مليون مصري يستخدمون الإنترنت، 60% منهم على الأقل يستخدمونه للحصول على الأخبار.

* الثانوي: جمهور حريص على الاشتراك في خدمة الرسائل القصيرة للحصول على الأخبار، والقنوات الفضائية، والصحف الورقية.

الأقليات:

لتكن مثلا: المسيحيون، الأندية الرياضية الصغيرة، الأحزاب، الفرق المسرحية، الأنشطة الثقافية في قصور الثقافة، المواهب والمبدعون، وصغار الأدباء والشعراء.

* المنافسون:

أساسيون: «اليوم السابع، والبوابة نيوز، والوطن، وفيتو، وصدى البلد»، وأسباب تصدرهم للمشهد، والعيوب التي يمكن تلافيها.

محتملون: «الفجر، بوابة أخبار اليوم، الجمهورية أون لاين، بوابة الأهرام، المراقب»، وأسباب تراجعهم عن المشهد، هل هي مادية أم تحريرية، أم متعلق بالتفاعل والتصميم؟... إلخ.

المعلنون:

لتكن مثلا: كل شركات الأغذية، والاتصالات، والتكنولوجيا،.... إلخ .. وكل الشركات التي ترغب في الجمهور المستهدف.

وللحديث بقية... مع خطة "العمل".