علي التركي يكتب: المحتوى الصحفي القصير.. المشكلات والتحديات «39»

أثبت المحتوى الصحفي القصير «Short Form Content» نجاحا واسعا، فمن السهل إلقاء معلومة عن حدث معين ثم تبدأ في متابعته.
ويساعد هذا النوع من المحتوى في ضخ كم هائل من الأخبار وتغطية الكثير من الأحداث، وتوفير معلومات مهولة وعرضها وجذب عدد كبير من المستخدمين والمتابعين.
ويعطي هذا النوع من المحتوى انطباعا لدى المستخدمين بيقظة الموقع، وقوة التحديث، والمتابعة الجيدة لكافة الأحداث، خصوصا العاجلة وأثناء الكوارث والحوادث.
ونجح المحتوى القصير، مستغلا الفورية التي تتميز بها الصحافة الإلكترونية بالمقارنة بباقي وسائل الإعلام التقليدية الأخرى، فبمجرد معرفة المعلومة يمكن بثها في غضون ثوان معدودة.
وتعمد المواقع التي تختار هذا النوع من المحتوى على ضخ أكبر قدر ممكن من الأخبار، لضمان تقديم خدمة شبه مكتملة للقراء عن الأحداث ومجريات الأمور كافة في المجالات كافة.
والقوام الرئيسي لهذا النوع هو الخبر البسيط جدا، حتى لو كان يحتوي على معلومة واحدة يمكن نشرها ثم المتابعة، ويمكن تمرير محتوى لا يزيد عن 10 كلمات فقط مادام يحتوى على معلومات مهمة.
وبدأ هذا المحتوى في الاندثار بأغلب المواقع الإخبارية العالمية، بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا «فيسبوك»، و«تويتر»، فيمكن لأي مستخدم نشر المحتوى القصير جدا على صفحته الشخصية، ويقوم هو شخصيا بنشر المعلومات وإبلاغ الآخرين به، وبالتالي يحرم الموقع من الزيارات.
ورغم ذلك فلا يزال المحتوى القصير يحقق رواجا كبيرا لدى القراء في مصر والوطن العربي، بدليل تصدر المواقع التي تعتمد على هذا النوع من المحتوى لقائمة الأكثر زيارة وجلبا للمستخدمين.
الإيجابيات
يحقق هذا النوع من المحتوى عددا من الإيجابيات لموقعك الإخباري على النحو التالي:
 يساعد في زيادة انتشار الموقع وتعدد مصادره.
 الاعتماد على الموضوعات القصيرة سيضمن لك جلب الزيارات عبر 60% على الأقل من المحتوى المنشور.
 من السهل إنتاج موضوعات قصيرة، فأي معلومة تعتبر خبرا.
 التحديث المستمر يشعر القراء بأن الموقع مثل القلب يدق وينبض كل لحظة.
 يحقق الاستغلال الأمثل لمزايا الصحافة الإلكترونية المتمثل في «الفورية والتحديث».
 يوفر الجهد والوقت على فريق العمل، فالموضوعات القصيرة يمكن مراجعتها في ثوان معدودة.
 يساعد الموقع على تقديم تغطية مناسبة للقراء عن أحداث متعددة.
السلبيات
هناك عدد من السلبيات التي يجب أخذها في الاعتبار حال الاعتماد على هذا النوع من المحتوى على النحو التالي:
 يعاب على هذا النوع افتقاده للتأثير والإقناع للجمهور، حيث يكتفي بالإبلاغ عن المعلومة فقط، بعيدا عن التحليلات والتقارير والتحقيقات التي تساعد القراء في فهم كل أبعاد القضايا والأحداث التي يهتم بها.
 يعمل هذا المحتوى على تشتيت انتباه القراء، خصوصا في الأحداث المترابطة، حيث يعتمد على كتابة خلفيات قصيرة جدا لا تتيح الفرصة للمستخدمين الذين يطلعون عليها للمرة الأولى الإلمام بكل التفاصيل، إلا أن هناك عددا كبيرا من الحلول التقنية للقضاء على تلك المشكلة.
 الرغبة في ضخ أكبر قدر ممكن من الموضوعات تقلل من نسبة المحتوى الأصلي، وتزيد من الاعتماد على أخبار الوكالات، والمحتوى المنقول من المواقع الأخرى.
 يقتل هذا النوع من المحتوى الروح الابتكارية، ويحول الموقع إلى إنسان آلي يضخ الأخبار بلا عقل، ويصيب فريق العمل تدريجيا بالملل والرتابة ويفقدهم الحافز.
 يقلل من فرص ظهور الأخبار المهمة بالنسبة لإدارة التحرير التي ترغب في عرضها على المستخدمين وسط الكم الرهيب من الأخبار.
 لهث الموقع وراء السبق يفقده المصداقية والدقة والموضوعية، وبالتالي ثقة الجمهور فيه.
 زيادة كم الأخطاء اللغوية والإملائية، بسبب الرغبة في السبق وسرعة النشر وضخ الأخبار.
 في كثير من الأحيان تنشر الموضوعات متجزئة، غير مكتملة المعلومات.
 عدد كبير من المستخدمين لا ينقرون على روابط الأخبار، ويكتفون بقراءة العناوين التي تحتوي على جميع المعلومات التي يريدون التعرف عليها.
الحلول
للقضاء على السلبيات هناك بعض المقترحات يمكن الاستفادة منها على النحو التالي:
 استخدام أسلوب «الصفحة الواحدة» لعرض جميع الأحداث المتتالية والمترابطة، يبدأ ببث الخبر الأول، ثم تحديثه فور الحصول على معلومات أو مستجدات جديدة على الرابط نفسه، فمثلا حادث سقوط طائرة ركاب، يبدأ بنشر المعلومة الأولى التي تحتوي على المعلومات الأولية، وفور وصول معلومات جديدة عن الحادث أو عدد المصابين والقتلى يتم تحديث نفس الرابط مع تذكير القراء بأن هذا الرابط تم تحديثه بمعلومات إضافية، ويظل هكذا حتى انتهاء الحادث وكشف جميع تفاصيله، وبذلك فائدة مزدوجة بجذب القراء للتعرف على جميع الكواليس، وفي نفس الوقت تركيز انتباه حول الحادث، فلا يحتاج إلى تصفح روابط أخرى، فكل التفاصيل موجودة على رابط واحد فقط.
 الاعتماد على الروابط الفائقة لنقل تفاصيل الحادث الواحد عبر تصفح أكثر من صفحة على المواقع بربطها جميعا، إما عبر الموضوعات المتعلقة أسفل الموضوع نفسه، وإما بروابط داخل الموضوع، وهنا يحقق الموقع فوائد متعددة منها ضمان استمرار المستخدمين داخل الموقع أكثر وقت ممكن، وأيضا تصفح عدد كبير من الصفحات عبر الانتقال من خبر إلى آخر.
 استخدام طريقة العرض عبر العناقيد في تغطية الأحداث المتتالية، بربط كل الأخبار بـ«بنر» ثابت ينقل المستخدمين إلى صفحة خاصة يتم تجميع جميع المعلومات عن الحادث الواحد، وبذلك تضمن وحدة المحتوى باستخدام تلك التقنية التي تعتبر من أسهل الطرق للربط.
 الاعتماد على أسلوب «التجميع والتفكيك» للمعلومات، بحيث يتم نشر المحتوى الخاص بالأحداث بشكل قصير ثم جمعه في النهاية في تقرير يحوي التفاصيل كاملة.
 وضع معايير لفريق العمل تحفظ تحقيق التوازن والموضوعية في العرض.
 وضع معايير تحدد معايير انتقاء المحتوى الصالح للنشر.
 وضع معايير لنوعية المصادر التي يعتمد عليها الموقع.
 وضع معايير لكيفية التأكد من صحة المعلومات أو نفيها.
 عقد دورات لفريق العمل لتطوير ورفع مهاراتهم في الكتابة السريعة، وفقا لمعايير محددة، سيساعد ذلك في الارتقاء بالجودة اللغوية والإملائية للمحتوى.
 وضع أسلوب خاص للكتابة «Style Book»، وتدريب جميع العاملين عليه، سيساعد ذلك كثيرا في إنتاج محتوى لائق.
 الاعتماد على الغموض والإثارة في العناوين، لتحفيز القراء على الدخول على الروابط، بعيدا عن الابتذال.