علي التركي يكتب: إستراتيجيات ومحاور خطة التسويق في المواقع الإخبارية «31»

لكل موقع إستراتيجية خاصة للتسويق؛ تعتمد في الأساس على نوع المحتوى الصحفي الذي يقدمه، وسمات الجمهور المستهدف.
وهناك 3 أنواع من الإستراتيجيات على النحو التالي:
التسويق الموحد
وهنا يتم الترويج للمنتج الصحفي، أيًا كان نوعه على أكبر عدد من الجمهور يمكن الوصول إليه، وعبر كل الوسائل، فالهدف في النهاية هو جلب الزيارات بغض النظر عن نوعية الجمهور وسماته، فلا يوجد جمهور معين مستهدف من الرسالة الإعلامية التي ينتجها الموقع الإخباري.
ولا تعتمد هذه الإستراتيجية على التفرقة بين منتج صحفي وآخر، ولا تنظر بنظرة تحليلية لخصائص وسمات الجمهور، ويلجأ إلى ذلك النوع من الإستراتيجيات، حينما يكون المنتج الصحفي عامًا، ولا توجد فوارق كبيرة بين الجمهور المستهدف.
وتستخدم مثل تلك الإستراتيجيات إذا كان تخصص الموقع عامًا أو غير واضح، كأن تنشر صفحة الموقع على مواقع التواصل الاجتماعي مرة خبرًا وتارة أخرى موضوعًا خفيفًا، ثم يعاود للانتقال للموضوعات المتعلقة بالمحافظات.. وهكذا.

وتعد هذه الإستراتيجية، الأنسب لتسويق المواقع الإخبارية العامة، على أن يتم الاهتمام بنشر وترويج الأخبار، التي تهم أكبر قطاع ممكن من الجمهور، كالقرارات الجمهورية والوزارية والأزمات المتعلقة بالسلع الاستهلاكية، بعيدًا عن التقييد النوعي والمكاني.
التسويق المتميز
وهنا تعتمد إستراتيجية التسويق داخل الموقع، على أساس التخصص، فيتم إنشاء قنوات تسويقية متعددة وصفحات مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي كل منها تخاطب جمهورًا معينًا.
ويسعى الموقع؛ لإنتاج مواد صحفية خاصة، تتوافق مع الفئات المختلفة للجمهور، بما يتوافق مع احتياجاته وسماته وخصائصه.
ويلجأ إلى مثل تلك الإستراتيجيات حينما يكون الجمهور المستهدف عريضًا، وهناك بعض الفئات بداخله تستحوذ على أهمية خاصة، مثل إنشاء صفحات متخصصة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ للترويج للأخبار «الرياضية.. أو الفنية.. إلخ».
وتركز إدارة الموقع، اهتمامها على الترويج إلى نوعيات محتوى صحفي بعينه، وتقليل الاهتمام بالنوعيات الأخرى، بهدف طبع صورة ذهنية معينة لدى القراء، أو الاهتمام بقضايا بعينها وتكرارها لإحداث تأثير في نفوس الجمهور.
التسويق المركز
تستخدم مثل تلك الإستراتيجيات في المواقع المتخصصة جدًا، حيث تكون عملية الإنتاج الصحفي تتم لصالح جمهور بعينه.
ويكون - في مثل تلك الإستراتيجية - الجمهور واضحًا، والاستهداف مركزًا، وعوامل الانتقاء صارمة ومحددة للغاية.
وتعد تلك الإستراتيجية الأهم للمواقع المتخصصة، خصوصًا التي تتعامل مع الجانب الترفيهي، الذي يثير الفضول لدى المستخدمين، مثل: «الرياضة، والمنوعات، والفن، والحوادث.. إلخ».
محاور خطة التسويق
هناك 3 محاور رئيسية لخطة التسويق في أي موقع إخباري يلعب كل محور منها دورًا في تحقيق منظومة الأهداف الموضوعة مسبقًا.
التسويق الخارجي
يُقصد به عملية الانتشار، وتوزيع روابط المحتوى الصحفي على مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، وعبر المواقع الشهيرة التي يوجد فيها جمهورك المستهدف.
كما يضم نشر أخبار الموقع على مواقع الأدلة، والسحب التلقائي مثل «مصر، وأخبارك.. إلخ»؛ لزيادة عدد الروابط الخارجية وزيادة الترويج لاسم الموقع العلامة التجارية كما قلنا من قبل.
كما تعتبر النشرات البريدية وإعلانات الشوارع، وإن كانت غير مجدية بشكل عملي في منظومة التسويق، إلا أن كل الإجراءات الدعائية التي تقوم بها تعتبر تسويقًا خارجيًا.
ويشمل هذا النوع إجراءات المشاركة وتصميم البنرات الدعائية لجزء الجمهور، وصياغة التعليقات على الروابط، والكلمات الترويجية المختلفة.
ويقوم هنا فريق التسويق بتلك المهام، ويتحملون المسئولية عنها بشكل كامل، وعليهم تقديم خطة عمل، وتقييم الأداء بشكل دوري؛ للتعرف على المكاسب والخسائر التي تحققت.
التسويق الداخلي
ويقصد به عملية تحفيز المحررين والعاملين بالموقع الإخباري، ودفعهم إلى المشاركة في التسويق، بدلًا من الاعتماد على قسم واحد للقيام بهذه المهمة.
ولك أن تتصور أن بعض المواقع لديها أكثر من 100 محرر، ولا يشارك واحد منهم روابط الموقع على صفحته الشخصية، فبمعادلة حسابية بسيطة؛ إذا كان كل محرر لديه 2000 صديق فقط، فستجد أن الرسالة ستصل إلى عدد ضخم جدا من الجمهور، وذلك بعيدا عن كون الصحفيين من النشطاء الفاعلين على مواقع التواصل ومؤثرين لدى كل القطاعات، ولو تمكن أي موقع من اجتذاب الجمهور المتواجد بالفعل على الحسابات الشخصية للصحفيين الذين يعملون به، لن يحتاج إلى قسم تسويق من الأساس!.

والمقصود هنا أن قسم التسويق ليس هو المسئول الوحيد عن إشهار الموقع والتعريف والترويج له، بل جميع العاملين يتحملون أيضًا المسؤولية، وعليهم مشاركة أخبار الموقع والترويج له بكل السبل والحديث الإيجابي عنه في الأوساط الصحفية والجماهيرية.
التسويق التفاعلي
يهتم هذا المحور بآليات التعامل والتفاعل مع القراء بعد دخولهم الموقع، وكيفية توجيههم في الداخل عبر البنرات الدعائية لتصفح الأخبار التي تريد أن يقرأها.
وهناك أدوات أخرى يمكن عبرها توجيه القراء داخل الموقع والتفاعل معهم، كاختيار موضوعات متعلقة محددة مسبقة تعرض أسفل الخبر، أو روابط تشعبية، أو في قائمة أخبار مرشحة للقراءة.
كما يمكن استخدام خدمة مثل التسجيل في النشرات البريدية لتلقي الأخبار بشكل دوري على بريدك الإلكتروني، أو تقديم خدمات معينة مثل أسعار الذهب والعملات، والمرور.. إلخ.