الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

الخروج الثانى "10" بالفيديو الآن جريش في حوار خاص لـ"البوابة نيوز" (الجزء الأول)..معظم يهود فرنسا ضد قيام دولة إسرائيل..شحاتة هارون عرض على الجيش التطوع في الحرب ضد الصهاينة ورفضوا

الخروج الثانى 10
الخروج الثانى "10"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في أحد شوارع وسط البلد بالقرب من شارع سليمان باشا مسقط رأسه كان لنا لقاء بعيدا تماما عن الحوار الصحفى بل لم يكن هناك سؤال ليكون له إجابة لكنه فتح خزينة ذكرياته لنرى فترة الخمسينات والستينات من التاريخ اليهودى المصري بعيونه، كان لقائنا مع " الآن جريش " المفكر الفرنسي المصرى الأصل رئيس تحرير السابق لليومند ديبلوماتيك الشهيرة وابن المصرى اليهودى الراحل هنرى كورييل.. لقاء فكرى بين جيل الأربعينات والخمسينات وجيل التسعينات، حيث قال في بداية اللقاء " انا روحت فرنسا وعمرى 14 سنة وكنا كتير مسيسين انا فاكر 1956 واللى حصل وقتها معانا والسويس وامى كمان كانت يسارية شيوعية وكنا سياسيا وقتها مع عبد الناصر والاتحاد السوفيتى.


على مقهى البستان وبعد لحظات من الصمت بدأ قائلا " التاريخ ظلم اليهود فعلا، أفتكر انى لما كنت بشوف فيلم أمير رمسيس " عن يهود مصر " كنا في المعهد الفرنسي وكنت أنا وماجدة هارون رئيسة الطائفة الحالية في مصر، في النهاية جت واحدة محجبة صحفية في الأهرام وقالتلنا " باسم الشعب المصرى عاوزين نعتذر لليهود المصريين.

وقتها سألته ما إذا كان اليهود المصريون ضحية لما حدث قال " اليهود المصريون كانوا فعلا ضحية الصراع العربى الإسرائيلي وعلى ما أعتقد أنه من الصعب التعامل مع اليهود من قبل الحكومات والشعوب بعد الصهيونية كما كان الوضع قبلها، مبدئيا أظن أن اليهود المصريين يختلفون تماما عن اليهود الأجانب الذين سافروا للخارج، مثل شحاتة هارون والد ماجدة كان يهوديا شيوعيا وكان من القليل الذين قرروا البقاء في مصر وأتذكر أنه في عام أبريل 1967 ذهب للتطوع إلى الجيش وقال أنه يرغب في الدفاع عن بلده ضد إسرائيل فطردوه وفى 5 يونيو تم إلقاء القبض عليه بتهمة انتمائه للصهيونية، وهذا يجعلنا نفهم حقيقة ما حدث في هذا الوقت، ولكن الآن وبعد 50 عاما ليس من الخطأ أن تعترف مصر بما حدث لليهود وهذا لا يعنى أنهم سيعودون فمن ذهب لن يعد، كما اننا معترفون أن إسرائيل استخدمت بعض اليهود المصريين في أغراض سياسية وتفجيرات كبيرة وتلك كانت لها مسئولية في ما تعرض له باقى اليهود في مصر ولكن ليس مبررا أن تقنن القضية في كلمة يهودى وتخرج عن إطار كلمة " مصرى "، ولكن جاء الوقت الآن أن تعيد النظر في تاريخها ليس فقط تاريخ اليهود ولكن تاريخ كل الأجانب الذين كانوا يعيشون هنا فكان لهم تأثير اجتماعى واقتصادى وأظن أن مصر دفعت ثمنا كبيرا لطرد كل من الأجانب واليهود.


حينها تحدثنا عن قصة المعبد اليهودى الذي تم تحويله إلى مسجد كما ذكرت في الحلقة الأولى وقلت له " من المسئول هنا فكريا وتنفيذيا عما حدث " أجاب " أظن الحكومة والمثقفين وبعض الأحزاب التي تحاول القول بأنه لا فرق بين اليهود والصهاينة وإسرائيل هم المسئولون عما حدث لهذا المعبد، فالمعبد على ما أظن كان موجودا مثلا من القرن التاسع عشر وهو وقت لم يكن فيه أي بوادر لظهور الفكر الصهيونى أو إسرائيل، فيجب أن نذكر دائما الفرق بين اليهودية والصهيونية. وبابتسامة صغير قال نصا " إحنا عندنا في فرنسا كتير من اليهود مش بس ضد سياسة إسرائيل هما كمان ضد وجود إسرائيل كدولة من الأساس، ودايما شايفين أن ما حدث من الصهاينة ظلم اليهود كلهم في العالم ومؤمنين إن الصهاينة متطرفون ومغتصبون لأرض ليست من حقهم.
وهنا نتحول بالحديث إلى عبد الناصر وما فعله باليهود في تلك الحقبة ما بين نكبة فلسطين ونكسة مصر فكان رأيه يتأرجح بين مبرر لموقف عبد الناصر ومعاتب لرد فعله قائلا " كان صعب أوى في حالة حرب بين إسرائيل ومصر أن يتم التعامل مع اليهود بشكل طبيعي ولكن كان في إمكانية أن يتم التعامل بشكل مختلف، ففى إسرائيل ما زال هناك فلسطينيون لديهم الجنسية وحقوقهم أقل ولكن ما زالوا موجودين على الأرض، سهل جدا نقترح هذه الأيام كيف كان يجب أن نتعامل مع اليهود في الخمسينات والستينات ولكن في الوقت ذاته كان من الصعب أن تقترح كل تلك الاقتراحات وقتها، كما أنه كان واضحا جدا الكثير من الاتجاهات في الدولة التي كانت ضد اليهود عموما مثل اليمين المتطرف أما بالنسبة للنظام كان متخوفا جدا من القضية الأمنية والعلاقة بإسرائيل، ونحن نعلم جيدا أن معظم اليهود لم يكونوا صهاينة وأيضا لم يسافروا إلى إسرائيل ولكن اتجهوا إلى فرنسا وإيطاليا ماعدا القليل منهم

هنا استوقفته وسألته عما يقصد بوجود اتجاهات عديدة في الدولة التي كانت ترفض وجود اليهود وعن تيارات اليمين المتطرف والمقصود بهم الإخوان المسلمين وما قاموا به فقال " أظن انهم لعبوا دورا سيئا مثلما رأينا في فيلم " عن يهود مصر " حين قام أمير رمسيس مخرج الفيلم بلقاء أحد عناصر التنظيم ورأينا كيف تحدث عن اليهود وأنهم ملعونون ولا فرق بينهم وبين الصهاينة، كما أننى اتذكر أنه في يوم 2 نوفمبر ذكرى وعد بلفور بتقسيم الأراضي الفلسطينية كانت الجماعة تهاجم المصانع وممتلكات اليهود دون أي تفرقة ووعى أن يهود مصر لا علاقة لهم بما يحدث، ولكن لم يكونوا هم التيار الوحيد فكانت هناك تيارات وطنية متطرفة عديدة كانت لا تعرف هذا الفرق الكبير بين اليهودية والصهيونية.
وتابع " أتذكر نقاشا دار داخل حزب التجمع والذي من المفترض أنه حزب يساري، شحاتة هارون قال لى إن بعضهم كانوا بيهاجموه داخل الحزب لأنه يهودى بالرغم من أنه من مؤسسي الحزب.




وفي هذا الصدد بدأنا نرجع بالذاكرة للخلف ونفتح ملف طرد كورييل من مصر والذي مازال يختلف عليه الكثير فالبعض يقول أنه شيوعى والبعض الآخر جزم أنه يهوديته هي السبب ولكن لأن جريش رأى يجمع بين الإثنين قائلا " المشكلة مع كورييل أنه كان في الحزب الشيوعى المصرى وكان من الأقليات وكانت ثقافته أجنبية، كان بيتكلم عربى زى الخواجة ولكنه طرد بتهمة " صهيونى شيوعى " ولكن لازم نكون فاهمين أن في هذا الوقت الأحزاب الشيوعية العربية أخذت موقفا مؤيدا لتقسيم فلسطين، في ناس قالت إنهم أخذوا هذا القرار لأنهم يهود وهذا كان خطأ كبير لأن جميعهم كانوا يكافحون ضد الصهيونية حتى في مصر ولكن في نفس الوقت القرار جاء من الاتحاد السوفيتى فلم يكن هناك من يستطيع أن يقول للاتحاد " لا " فالتهمة كانت في نفس التوقيت صهيونى وشيوعى ولا يحمل جنسية مصرية فكانت جنسيته إيطالية ولم يكن لها معنى وجميعا يعرف أنه في الثلاثينات كان هناك حكم خاص للأجانب ولكن حين وصل عمرة إلى 21 عاما قرر أنه مصرى وقدم على حصوله على الجنسية المصرية وحتى عام 56 كان يحاول العودة إلى مصر ولكن كان ذلك من المستحيل، في النهاية نؤكد أن هناك كثير من اليهود طردوا بتهمتى الصهيونية والشيوعية وذلك يعود لقرار الاتحاد السوفيتي وتحالفه الكبير مع إسرائيل ما بين 1947 و1950 والذي تحول فيما بعد لتأييد الاتحاد إلى الجبهة العربية ولكن قبل هذا الاتحاد حدث ما حدث ".
هنا قلت له " ورغم وطنيته عبد الناصر لم يصدق خطة العدوان الثلاثى الذي كشفها كورييل هل لأنه يهودي قال " أظن أن الخوف ليس لأنه يهودى ولكن الخوف كما نعرف دائما أن أي معلومات سرية تأتى إلى قائد يكون من الصعب تحديد ما إذا كانت حقيقة أو خدعة جديدة من جبهة العدو مثلما حصل مع ستالين 1941 من الهجوم النازى على روسيا وكانت هناك معلومات كثيرة تؤكد أن هذا الهجوم سينفذ ولكن ستالين كان متأكدا أنها خدعة من أمريكا لينتج عنها حرب بين الاتحاد السوفييتى وألمانيا ".



الخروج الثاني (1)

الخروج الثاني (2)

الخروج الثاني (3)

الخروج الثاني (4)

الخروج الثاني (5)

الخروج الثاني (6)

الخروج الثاني (7)

الخروج الثاني (8)

الخروج الثاني (9)

الخروج الثاني (10)