تدعى هذه الأيقونة "عذراء الآلام"، وهى تعود إلى النصف الثانى من القرن السادس عشر الميلادى، طولها ٧٩،٥ سم، وعرضها ٥١ سم وسمكها ٦ سم، وهى توافق نموذجًا من الإيقونات البيزنطية معروف في القسطنطينية وانتشر في سائر البلاد الأرثوذكسيّة (أوروبا وقبرص واليونان وجبل آثوس) حيث العذراء والمسيح يتأملان رموز الآلام التى يحملها ملاكان وقد يختلف لقب العذراء: Αμολυντος (النقيّة) أو الشفيعة المرهوبة وهنا ἡ Παμμακάριστος الكليّة الطوبى.
الألوان النباتية فيها ممزوجة بصفار البيض وتُعرف هذه الطريقة بال Détrempe Tempera)) التى انتشرت بعد القرن السابع – الثامن ميلادى تقريبًا، وحلّت مكان استعمال الشمع العسلى مع الألوان Encaustique.
هذا النموذج قريب من شكل "العذراء الهادية" Hodegetria حيث نشاهد عادةً العذراء مريم تحمل المسيح على ذراعها، وتشير إليه باليد الأخرى.
أما هنا، فنشاهد السيدة العذراء تمسك يدى السيد المسيح. قد يظن بعضهم أنها تشدده ولكن في الحقيقة هو الذى يُشددها ويقول لها: "لا تضطربى يا أمى عندما تشاهدينى على الصليب. صحيح أنّنى سأموت في الجسد بطبيعتى البشرية، ولكنى سأقوم من بين الأموات".
فرغم هذا التدبير الخلاصى، تبقى مشاهدتها لابنها يسوع مُعلّقًا على الصليب ومَطعونًا سيفًا يجوز في قلبها (لوقا ٣٥:٢).
لثياب في الأيقونة:
الثياب في الأيقونة داكنة. العذراء تتلحف بالمجد الإلهى المُشار إليه باللون الخمرى، وعلى ساعدها الأيمن خيط من ذهب. "منسوجة بذهب ملابسها" (مزمور ١٣:٤٥).
النجمات الثلاث على والدة الإله:
نشاهد في أيقونات والدة الإله نجمات ثلاث، واحدة على رأسها وواحدة على الكتف الأيمن وواحدة على الكتف الأيسر.
هذه النجمات تشير إلى أن السيدة العذراء مريم هى بتول قبل ولادتها للسيد المسيح وأثناء الولادة وبعدها.
