الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

سياسيون: مبارك رجل عسكري من الطراز الرفيع.. وفترة حكمه الأخيرة اتصفت بالضعف.. "فهمي": لا أحد ينكر دوره في حرب أكتوبر.. "عودة": أداؤه اجتماعيًا ضعيف.. "فوزي": وطني محب لبلده

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحدث سياسيون عن فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، والذي وافته المنية اليوم، الثلاثاء، خاصة أنها امتدت لـ30 عامًا، قبل أن يُعلن التنحي في 11 فبراير 2011.


قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الرئيس الراحل محمد حسني مبارك له تجربة تتكون من زاويتين، الأولى لا أحد يستطيع أن ينكر دوره في حرب أكتوبر، والذي خرج بمصر في ظروف عصيبة، كما أنه قام ببنية أساسية كبيرة في أول 15 عامًا من توليه رئاسة مصر، وفتح المجال للحقوق والحريات ومشاركة كافة القوى السياسية، لافتًا إلى أن التجربة السياسية في هذه الفترة كانت جيدة بغض النظر عن هيمنة الحزب الوطني على مقاليد الحكم، بالإضافة إلى أنه أعاد العلاقات الدبلوماسية بين مصر والدول العربية.
وأضاف "فهمي" في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن هناك قصورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة من حكمه والتي من أبرزها سيطرة الشخصنة على الأمور وترك الأوضاع في البلاد للشخصيات غير المؤهلة لإدارتها، بالإضافة إلى حالات الفساد التي ظهرت في الدولة والمتمثلة في برامج الاقتصاد والخصخصة، وغياب العلاقات مع بعض الدول الأفريقية سنوات طويلة، كما أنه اكتفى بدور مصر الإقليمي والدولي دون أن يسعى لتطوير علاقاتها خارج إقليمها، فضلًا عن أنه كان يدير تجربته السياسية في الحكم من منطلق استراتيجي.


وقال الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، إن الرئيس الأسبق حسني مبارك له ماله وعليه ما عليه، إلا أن مسيرته كانت حافلة بالعديد من الإنجازات على المستوى العسكري والأمني، خاصة أنه كان رجلا عسكريا من الطراز الرفيع، وأبلى بلاءً حسنًا في الأمور المتعلقة بالأمن القومي المصري، وبالوضع الاستراتيجي، انطلاقًا من مشاركته في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973.
وأضاف عودة في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز» أن الوجه الثاني لحسني مبارك يتمثل في أدائه الاجتماعي، الذي لم يكن يبلي فيه بلاءً حسنًا على الإطلاق، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي الداخلي والاجتماعي المتردي، وهو ما تسبب في الثورة على نظامه وحكمه في الخامس والعشرين من يناير عام 2011.
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، إلى أن نهاية مبارك السياسية لا تليق به على الإطلاق، فكان من المفترض أن يخرج بطريقة أفضل من تلك الطريقة التي خرج بها، بسبب الثورة على نظام حكمه، بعد تردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، مشددًا على أن العلوم السياسية تؤكد أن تلك الطريقة في الخروج ليس معناها أن الرئيس مبارك كان يبلي بلاء حسنًا.


وقال الدكتور صلاح فوزي، أستاذ القانون الدستوري، إنه فيما يتعلق بمسيرة الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، لا بد أن يتم ذكر كفاءته العسكرية، إذ أنه من الضباط القوات الجوية وتقلد مناصب رفيعة في الكلية الجوية، كما تم تعيينه كبير معلمين في الكلية الجوية، ومديرها.
وتابع لـ"البوابة نيوز"، أنه أحد قادة القوات الجوية في فترة مهمة حيث شارك في حرب 73 أكتوبر المجيدة، والتي أبلت خلالها القوات المسلحة بلاءً حسنا، في ملحمة تدرس، إذ أن الغطاء الجوي كان يقوده محمد حسني مبارك؛ وفي عام 1975 اختاره الرئيس الراحل السادات نائبا لرئيس الجمهورية، وظل نائبًا حتى 1981، ثم تولى رئاسة الجمهورية بعد استفتاء شعبي، مشيرًا إلى محطتين من المحطات الدستورية المهمة في حياته، إذ تم إجراء تعديلات دستورية الأولى كانت 2005 حيث أدخل على دستور 71 تعديلات مهمة، وتعديلات أخرى في 2007.
وأشار إلى أن الرئيس الراحل، حرص على أن تكون السياسة متوازنة مع الأشقاء العرب وجرائها عادت العلاقات الدبلوماسية مع كل الدول العربية بعدما انقطعت لسنوات، وأعيدت جامعة الدول العربية لتكون مقرها القاهرة بعدما نقلت إلى تونس العاصمة، إلى جانب الشق التنموي في عهده فكان هناك مشروعات عديدة.
وقال: "كرجل قانون أنحني أمام أحكام القضاء التي برأته.. فهو غادر حياته وأحكام البراءة في حقه قد صدرت خاصة في الشأن الجنائي، وفيما يتعلق بالجوانب السلبية المتعلقة بالممارسة لسنا في مجتمع الملائكة: البشر يخطؤون ويصيبون، وكل بني آدم خطاء فهي سمة من سمات البشر".
وأكمل: الرئيس الأسبق يوصف بأنه وطني محب لبلده ومتمسك بأرض وطنه ودلالة ذلك أنه لم يغادر الوطن في فترة حكم الإخوان الظلامية.. وأكد أنه عاش على ترابه وسيدفن في أرضها وهذا ما حدث، وهذه شجاعة.



وقال الفريق جلال الهريدي، رئيس حزب حماة الوطن، إن الرئيس الأسبق حسني مبارك أدى واجبه كبطل في القوات المسلحة المصرية، إذ أنه خدم فيها أكثر من 50 عامًا، بعدما تخرج في الكلية الجوية عام 1950، وترقى إلى أن وصل لمنصب رئيس أركان حرب القوات الجوية، ثم قائدًا للقوات الجوية في أبريل 1972، وقاد القوات الجوية أثناء حرب أكتوبر 1973، وفي عام 1975 اختاره محمد أنور السادات نائبًا لرئيس الجمهورية، ثم تقلد رئاسة الجمهورية بعد استفتاء شعبي؛ مضيفًا أنه في فترة من فترات توليه حافظ على الدولة المصرية من التهديدات الداخلية والخارجية في ظروف صعبة.
وأكمل: "لا ينكر أحد الجهد الذي بذله للحفاظ على الدولة المصرية رغم بعض المواقف التي حدثت في السنوات الأخيرة من حكمه، ولكن لا ينكر أحد مدى إخلاصه للوطن أثناء توليه الحكم.. وتلك المواقف لا تقلل من خدمته الطويلة للوطن كبطل قوات مسلحة، خاصة أنه من القادة القلائل الذين خدموا خلال الفترة الملكية".
واختتم: "مع الوفاة علينا محاولة طي جميع الصفحات والملاحظات على حكمه في فترته الأخيرة، علينا أخذ العظة من حياته من إجادة العمل والإخلاص فيه لله والوطن.. التاريخ يذكر المواقف كافة".



وتوفي صباح اليوم الثلاثاء، رئيس مصر الأسبق، محمد حسني مبارك، داخل مستشفى المعادى العسكري. وولد "مبارك"، الذي رحل عن عمر يناهز الـ92 عامًا، في محافظة المنوفية، بمدينة كفر مصيلحة عام 1928، وتولى الرئاسة بعد حادث اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، في أكتوبر 1981، وحكم مصر لمدة 30 عامًا. تخرج من الكلية الجوية عام 1950، وترقى في المناصب العسكرية حتى وصل إلى منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية، ثم قائدًا للقوات الجوية في أبريل 1972م، وقاد القوات الجوية أثناء حرب أكتوبر 1973، وفي عام 1975 اختاره محمد أنور السادات نائبًا لرئيس الجمهورية، ثم تقلد رئاسة الجمهورية بعد استفتاء شعبي. تجددت ولاية مبارك، عبر الاستفتاء، 3 مرات 1987، و1993، و1999، ثم تم تعديل الدستور ليصبح أول رئيس للجمهورية عبر الاقتراع الحر المباشر عام 2005. وعانى الرئيس الأسبق، من أزمات صحية خلال السنوات الماضية، وأجرى عدة عمليات جراحية في عدد من المستشفيات، آخرها كانت منذ نحو شهر، وأعلن نجله علاء حينها أن حالته مستقرة وبخير، لكنه وعقب إجرائها أُصيب بمضاعفات صحية، ما أدى إلى إيداعه غرفة العناية المركزة.