يصادفك الإبداع في ثمار المشمش على كل شكل ولون وطعم، فكل شجرة لها شكل هندسي مميز للثمار المطروحة وطعم مختلف ورائحة تتفرد بها ولون تتميز به عن قريناتها، فهنا البذور تزرع في الأراضي بمختلف الأنواع، ولكل شجرة بصمتها ولونها المائل للأصفر أو الأخضر أو الأحمر والبرتقالي، وعندما بدأ مزارعو العمار في نثر الثروة النادرة في أراضيهم، تفردت كل شجرة بطرح خاص بها، فتم إطلاق المسميات على الأشجار بأسماء أبنائهم ومحبيهم وذويهم، فالبعض أطلق على أشجاره شجرة "فاطمة" نسبة إلى ابنته المفضلة، وهناك من سماها على اسمه فحين تجد المشمش المائل للخضرة الكبير الحجم نوعًا ما فتعرف أنها شجرة "عبدالحليم" نسبة إلى الفلاح الذي نثر بذورها على مساحات واسعة حتى باتت تعرف بإسمه بين المزارعين والتجار ومتذوقي الجمال الرباني.
فمع بداية موسم حصاد المشمش، عادت الفرحة للقرية متزامنة مع الأعياد فكانت الفرحة فرحتين بالمحصول وعودة الأفراح للقرية بعد تعرض المحصول خلال السنوات الماضية لانتكاسات بعد مشاكل كثيرة أثرت بالسلب على حجم الإنتاج والمساحة المنزرعة بالقرية، والتي تقدر بنحو 500 فدانًا، حيث عاد مشمش العمار ليسترد عرشه المفقود من جديد بعد تطوير زراعته بسلالات جديدة، الأمر الذي ساعد على زيادة إنتاج المحصول هذا العام ليتحول موسم المشمش إلى بهجة لكل الأسر والعائلات التي أجلت خطوبة وزواج أبنائها لحين الانتهاء من حصاد المحصول لاستغلال العائد في شراء الأثاث وتدبير النفقات في ظاهرة عادت هذا العام بعد اختفاء خلال السنوات الماضية التي شهدت انتكاسات كثيرة للمحصول، فالعائد المادي من الحصاد يكفي لاحتياجات السنة على جميع فصولها وأيامها.
وعلى الرغم من أن عملية جمع محصول المشمش تتطلب جهدًا كبيرًا ومعاناة للفلاح خصوصًا، إلا أن فرحته بكثرة طرح المحصول هذا العام وارتفاع أسعاره بددت تلك المتاعب وناشد المسؤولين بضرورة تبني مقترح إقامة مصنع لتجفيف وتعبئة المشمش وإنتاج العصائر وقمر الدين منه حتى يتثنى للمزارعين تسويق كل إنتاج المحصول، فقد تكبد الفلاحون خلال الثلاث سنوات الماضية، خسائر كبيرة وتراجع إنتاج المحصول إلا أنه مازال هو المصدر الوحيد وباب رزق كبير ومربح لفلاحي قرية العمار، وقد تعافى المحصول هذا العام وعاد إلى سابق عهده وأدخل الفرحة والبهجة والابتسامة على المزارعين بعد سنوات عجاف،وأضفى بالإنتاج المبشر بالخير بعد خسارة دامت 3 سنوات، بسبب الأمراض وانسداد منظومة الصرف المغطى التي كانت تطفو على التربة وتحرق الأشجار بسبب الرطوبة، إضافة إلى العوامل المناخية المتمثلة في ارتفاع درجات الحرارة في الأعوام القليلة الماضية، والتي أدت إلى تراجع الإنتاج أثناء فترة التزهير لأنها تحتاج إلى 700 ساعة صقيع والنمو الورقي طغى على النمو الزهري، فجني المشمش هو الموسم الذهبي لأهالي القرية فخلاله يعمل الكبير والصغير، ليس الفلاح فقط بل الجميع ويعتبره الفلاحون عيدا لهم.