مشمش العمار ماركة مسجلة، ليس له شبيهًا في الطعم في ربوع مصر كلها، تتفرد كل شجرة بإنتاج مخصص لها وبطعم محدد وشكل هندسي مميز للثمرة، فهنا في العمار الكبرى بمحافظة القليوبية يتم زراعة كافة بذور المشمش التي دخلت مصر في عام 1967 قادمة من سوريا، وقد عمل بها أهل قرية العمار وتم انتشار الزراعة رويدًا رويدًا حتى أصبح أكثر من 90% من قاطنيها يعملون بزراعة المشمش وتجارته وتصديره للمصانع وللخارج أيضًا.
فموسم حصاد المشمش يعتبر بمثابة عيد قومى للقرية وجميع أبنائها بجميع أعمالهم المختلفة سواء من المزارعين أو التجار أو العاملين بالأجر اليومى أو النقل، فبمجرد بداية الموسم تدب روح الحياة من جديد بالقرية ويبدأ الجميع بالعمل بالموسم الذهبى لهم، حيث يوجد ما يزيد عن 500 فدان بالقرية مزروعة بمحصول المشمش، أما عن طريقة رعايته فأشجار المشمش لها مرحلة فى السنة تتراوح ما بين 3 إلى 4 أشهر تسمى مرحلة السكون، وتبدأ فى يناير حتى مارس من كل عام، حيث يتم حرمان الأرض من المياه لأن جذور الأشجار تكون فى مرحلة السكون، ونظرا لارتفاع الأشجار وكثرة الظلال لها فيمنع وجود أية زراعات مع أشجار المشمش، ويتراوح عمر هذه الأشجار بين 60 إلى 100 عام، وهو يختلف عن عمر أشجار الجبلية التى لا يتعدى عمرها 12 عاما، إلى جانب اختلاف الطعم واللون، فمشمش العمار يتشكل بجميع الألوان منها الأحمر القاتم والأبيض الناصع، إلى جانب طعمه السكرى وسلاسته فى التناول.
تختلف قرية العمار شكلًا ومضمونًا عن قريناتها من القري، فى محافظات مصر، فحين تُقبل على دخولها، تشعر للوهلة الأولى أنك فى حقبة زمنية مختلفة عما تعرفه أو ما تشاهده، أو حتى ما سمعت عنه عبر شاشات التليفزيون، وقصص وحكايات الأجداد، فنسائم هوائها العليل الذى يلمس قلبك، وصفاء شمسها التى تُنعش جسدك من كد الحياة وأعبائها، كافية بأن تُنسيك مشقة ساعتين كاملتين من السفر والإرهاق الذهنى والبدني، بعد استقلال 5 مواصلات كانت آخرهن «الكبود».. ففى العاشرة صباحًا، توجهت « كاميراالبوابة» إلى قرية العمار، حيث استقبلتنا مزارع المشمش التى تسود أراضى القرية، لتزيح هموم مشقة السفر، لم نكن ضيوفًا لحقول المشمش فقط، ولكن لأهل القرية الكرام، الذين استقبلونا بالترحاب فى بيوتهم، وقدموا المبادرات لاصطحابنا إلى حقول مشمش العمار.