الأحد 30 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

بالصور.. مع اقتراب العام الدراسي.. مدارس الإسماعيلية آيلة للسقوط على طلابها.. الأهالي يشتكون تجاهل المسئولين وعدم اهتمامهم بحياة أبنائهم.. ووكيل الوزارة: أنفقنا 65% من الميزانية على الصيانة

. مدارس الإسماعيلية
. مدارس الإسماعيلية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع قرب انطلاق ماراثون الدراسة في مصر، بدأ الجميع يستعد لاستقبال العام الدراسي الجديد في 20 من سبتمبر الجاري، إلا أن محافظة الإسماعيلية كان لها طابع خاص هذا العام لعدم استعداد مدارسها لاستقبال أبنائها للتعليم وكأن مسئولي المحافظة جميعهم رفعوا شعار "النوم في العسل،" ووقفوا عاجزين أمام المدارس الآيلة للسقوط، واستكفوا فقط بإصدار تعليمات مشدددة عبر وسائل الإعلام بضرورة الانتهاء من صيانة مدارس المحافظة.
ولم يبذل المسئولون جهدًا للنزول إلى أرض الشارع لرؤية ما تم إنجازه، ربما لقناعتهم الكاملة لما يقدم لهم من تقارير يومية حول أعمال الصيانة الوهمية، أو لاعتقادهم أن الوضع أقل بكثير من نزول مسئول للوقوف أمام قنبلة موقوته وكارثة حتمية ستنفجر ليدفع ثمنها الطلاب.
وأصدر اللواء أحمد بهاء الدين القصاص، محافظ الإسماعيلية، قرارًا فوريًا بتشكيل 7 لجان من ممثلي التفتيش المالي والإداري والإدارات التعليمية والمحليات بمختلف مراكز ومدن المحافظة وتوابعها، وتقوم هذه اللجان بالمرور الميداني على جميع مدارس المحافظة بالكامل على مدى ثلاثة أيام، اعتبارًا من الأحد 14 سبتمبر وحتى الثلاثاء 16 سبتمبر، وذلك لمتابعة كل الاستعدادات والتجهيزات بالمدارس لاستقبال العام الدراسي الجديد والانتهاء من كل أعمال الصيانة والتطوير وإعداد تقرير تفصيلي بالموقف كاملا لعرضه على المحافظ، مطالبًا بتكثيف الحملات الخاصة بإزالة ورفع كل التعديات والإشغالات الملاصقة لأسوار جميع المدارس.
ورغم تصريحات القصاص في وسائل الإعلام بشأن الاهتمام بمتابعة تطوير وصيانة المدارس، إلا أن أهالي المحافظة لم يجدوا ذلك على الأرض.
وفي انتفاضة إنسانية جديدة، اشتعلت صفحات "فيس بوك" بنماذج عديدة لأكثر من مدرسة آيلة للسقوط ولم تصل إليها أيادي الصيانة رغم أنه لا يتبقى سوى أيام لاستقبال العام لدراسي، كانت على رأسها 4 مدارس على حافة الانهيار هم "مدرسة التمساح الابتدائية، الشهداء الإعداية بنين، السادات الثانوية بنين، صالح عيد الابتدائية"، اللائي بالفعل تم إصدار قرارات إزاله لبعض الملاحق فيهم إلا أنه حتى كتابة هذه السطور لم يتحرك ساكنا لأي مسئول ليضرب بيد من حديد لإنقاذ حياة أطفال أبرياء مهددة بالضياع.
وقال عبد الله مفتاح، أخحد الأهالي، إن جميع المسئولين بالمحافظة مدانين بشأن الإهمال الجسيم التي تشهده المدارس.
وأضافت وفاء مجدي، ربة منزل: "أننا اشتكينا كثيرًا وتقدمنا بالعديد من الشكاوى للمسئولين ولا مجيب لنداءات، ولا نعرف ماذا ينتظر المسئولون، أنا أتمنى أن يتعلم أولادي بالبيت بالدروس الخصوصية ولا يقضون ساعة واحدة في مدرسة آيلة للسقوط".
ومن أمام مدرسة الشهداء الإعدادية، قال مجدى مصطفى، ولى أمر أحد التلاميذ: "كنت أظن أن ابنى نجا من مشاكل المدارس الابتدائية بمجرد أن ينتقل إلى المرحلة الإعدادية، ولكن كنت مخطئًا؛ فالحال لم يكن أفضل، حيث يتعاطى بعض الطلاب المخدرات، فضلًا عن استخدام الأسلحة البيضاء، وتتعدد الحوادث نتيجة الشجار المتواصل".
ومن داخل مدرسة التمساح الابتدائية، تقف التلميذة ضحى أبو بكر، قائلة: "إن مبانى المدرسة آيلة للسقوط إلى حد شعورها باهتزاز السلم أثناء صعود الطلبة عليه".
وأوضح عبد السلام مطاوع، مدرس، إن معظم المدارس في مصر أصبحت تعانى من واقع مؤلم غير آدمى جراء ما أصابها لأسباب كثيرة ومشاكل لا تعد ولا تحصى وهناك مدارس أقرب ماتكون إلى القبور من كون بعضها تطل الفئران بين جدرانها المتشققة.
ولفت هانى غريب إلى أن أولياء الأمور يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا على حياة أبنائهم بعدما آلت إليه أحوال هذه المدارس من تصدع في جدرانها يهدد بالانهيار لدرجة أن التلاميذ والمعلمين لا ينعمون لحظة واحدة بالأمان، حيث تجد قطعا أسمنتية متساقطة من أسقف بعض الفصول والممرات الأمر الذي يؤثر على تحصيل دروسهم، وبرغم كثرة الاستغاثات للمسئولين فإن شكواهم لا تسمن ولا تغنى من جوع ويبدو أنهم لايتحركون إلا بعد وقوع الكارثة.
واعتبر شعبان خليفة، أحد أولياء الأمور، أن مبنى مدرسة التمساح الابتدائية انتهى عمره الافتراضى وأصبح غير صالح للدراسة لوجود خلل بالمبنى، الذي ما زال على حاله آيلا للسقوط بسبب تصدعات الأسقف وتشققات الجدران.
وأكد الأهالي أن مدرسة صالح عيد تنذر بكارثة، نتيجة الإهمال الشديد، وعدم صيانتها وارتفاع نسبة الرشح ما يهدد بانهيارها، كما تسبب الإهمال والرشح وعدم الصيانة الدورية لها في وجود تشققات بالأعمدة، وانتشار رشح المياه بكل الحوائط، ما يُهدد بكارثة ونحن على أبواب عام دراسى جديد.
من جانبه، أشار المهندس سرور إبراهيم، وكيل وزارة التربية والتعليم بالإسماعيلية، إلى أنه تم الانتهاء من صيانة وتجديد الأبنية التعليمية، موضحا أن المديرية أنفقت 65% من الميزاينة على الصيانة، وأبقت على 35% كاحتياطي في حالة الحاجة للصيانة والتجديد خلال العام الدراسي، مؤكدا أنه تمت مخاطبة الوزارة لتوفير نحو 700 مقعد مدرسي لتوزيعها على مدارس المحافظة.
وأضاف سرور أن توجيه التعليم الفني سيتولى تجميل أسوار المدارس برسم جداريات وعبارات وطنية وأحاديث دينية لدعم روح الانتماء.