امتلك أداءً وصوتًا وطلة مميزة لم ولن تتكرر، في تاريخ الفن المصرى، فهو قادر أن يمتعك ويقنعك في كل أدواره سواء خيرا أو شرا، هو ضابط المخابرات محسن ممتاز في ملحمة «رأفت الهجان»، والشرير وهبى السوالمى في «الضوء الشارد»، وكبير العائلة الحاج درويش في «الوتد»، وسلامة فراويلة الصائغ الثرى في «المال والبنون»، وحافظ رضوان الجشع الذى نهب مال وميراث شقيقه في «الشهد والدموع»، وسيد الصياد المحب الحنون في «ليلة القبض على فاطمة».
هو النجم يوسف شعبان، الذي رحل عن عالمنا أمس، الأحد، بعد صراع مع فيروس كورونا، عن عمر ٨٥ عاما.
تكشف «البوابة» في السطور التالية، تفاصيل الساعات الأخيرة قبل وفاته، حيث تدهورت حالته الصحية، مساء أمس، السبت، وتراجعت كافة وظائف الجسد بشكل ملحوظ، وكانت تعمل فقط بالأجهزة الطبية فقط، مع ضعف شديد بالقلب ونسبة الأكسجين في الدم، وبدأ النجم الكبير في مرحلة فقدان الوعى تمامًا، وبعد ٣٠ دقيقة من ذلك التدهور في حالته الصحية، لفظ أنفاسه الأخيرة، عصر أمس.
كانت السيدة إيمان الشريعان، زوجة الفنان الكبير يوسف شعبان، أكدت في تصريحات خاصة لـ«البوابة »، إن زوجها كان يشعر بالإجهاد منذ يوم الجمعة الماضى، ١٩ فبراير الماضى، وتوقعت أن شعوره بالتعب يرجع إلى جلسة الغسيل الكلوى التى أجراها في نفس اليوم، لأن هذا المعتاد، فهو بعد جلسة الغسيل يكون مجهدا صحيا، ومع الوقت اكتشفت ارتفاعا في درجة حرارته وانخفاضها، ثم معاودة الارتفاع مرة ثانية، فقررت الذهاب به إلى مستشفى بالدقى، وتم حجزه بها يوم الأحد الموافق ٢١ فبراير الماضى، ومساء الثلاثاء ٢٣ فبراير، تم نقله إلى أحد المستشفيات بمنطقة العجوزة.
ووجهت إيمان، الشكر للفريق الطبى المعالج داخل مستشفى العجوزة لحرصه على اتباع الإجراءات الاحترازية والعزل، وتابعت قائلة، وقتها: «ممنوع الزيارة ونفسى أشوفه لأن الحالة النفسية نصف العلاج، وأنا واثقة إن دا هيفرق معاه كتير وهشوفه من خلال الزجاج وعن بعد، ومع اتباع كافة الإجراءات الاحترازية، لان دا مهم جدا بالنسبة له»، موضحة أنها لم تستطع الحديث إليه هاتفيا سوى مرة واحدة فقط منذ إصابته، لكن الأطباء أكدوا لها أنه لم يفقد الوعى ويستجيب للعلاج، لكنه لم يتصل بها ولم تتحدث إليه مرة ثانية.
وفى يوم الخميس، ٢٥ فبراير، الذى يعد اليوم الخامس لتواجده في الرعاية المركزة، أعربت زوجته عن استيائها من تداول بعض مواقع التواصل الاجتماعي، شائعات تفيد بوفاته، رغم استقرار حالته الصحية، وطالبت من يرددون تلك الشائعات أن يتقوا الله- حسب تعبيرها.
وفى يوم الجمعه، ٢٦ فبراير، تدهورت حالته الصحية، وقالت الفنانة نهال عنبر مسئول الملف الطبى بنقابة المهن التمثيلية، في تصريحات لـ«لبوابة":» إنه تم وضعه على جهاز تنفس صناعى».
وفى يوم السبت، ٢٧ فبراير، أعرب مجلس نقابة المهن التمثيلية، عن استيائه الشديد من تكرار تداول البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، شائعات بوفاة الفنان الكبير، للمرة الثانية على التوالى، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، ونفى الدكتور أشرف زكى، نقيب الممثلين، والفنان إيهاب فهمى، عضو مجلس النقابة، ما تردد حول وفاة الفنان يوسف شعبان.
بينما أعربت نهال عنبر عن غضبها الشديد قائلة: مش معقول يا جماعة على الجميع أن يلتزم الدقة وأنا بتابع حالة الأستاذ يوسف شعبان، ولم أبلغ بشىء وأرجو من الجميع التأكد قبل كتابة أى خبر أن يتأكد منه أولا.
وعصر أمس، الأحد، توفى الفنان الكبير، عن عمر يناهز ٨٥ عاما كما أكدت زوجته في تصريحات خاصة، مؤكدة أن تاريخ ميلاده الصحيح هو ١٩٣٦، وليس كما هو منشور على موقع «ويكيبيديا»، مشيرة إلى أن الفنان الراحل كان يندهش جدا من إصرار البعض على مغالطته في تاريخ ميلاده، وإضافة خمس سنوات لعمره بالخطأ.
يذكر أن الفنان الراحل يوسف شعبان من مواليد ١٦ يوليو ١٩٣٦، قدم العديد من الأعمال التليفزيونية والسينمائية وكذلك المسرحية لنحو ٥٠ عاما، كما كان نقيبًا للممثلين لدورتين متتاليتين ابتداء من عام ١٩٩٧ إلى عام ٢٠٠٣، وبدأ مسيرته السينمائية سنة ١٩٦١ في فيلم في «بيتنا رجل» مع عمر الشريف والمخرج بركات، ثم توالت أعماله السينمائية التى تعدت ١١٠ أفلام سينمائية.
وفى سنة ١٩٩٥ قرر الابتعاد عن المجال السينمائى والاكتفاء بتمثيل مسلسل واحد أو اثنين في السنة، للتفرع لمهمته الجديدة كنقيب للممثلين.
