الأحد 06 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

في انتظار الوزارة الجديدة دبلوماسيين يطالبون بسياسة خارجية أكثر اتصاقا مع الشعب المصري

السفير محمد الشاذلي
السفير محمد الشاذلي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مصر أصبحت مهددة من جميع الاتجاهات
الشاذلي: لابد أن نولي مزيدا من الاهتمام للدائرة الأفريقية لحماية مصالح مصر المائية
هريدي: لابد من إعادة صياغة السياسة الخارجية المصرية للاستجابة لتطلعات الشعب
أتفق عددا من الدبلوماسيين على أن الحكومة الجديد أمامها تحديات كبيرة، في مقدمتها تطوير السياسة الخارجية لمصر وجعلها تتسق مع أراء وأفكار الشعب المصري، وأن تحقق تطلعاته، لاسيما في ظل التهديدات التي أصبحت تحيط بمصر من جميع الاتجاهات ففي الغرب تمثل حالة عدم الاستقرار في ليبيا خطرا على الجانب المصري فضلا عن التوترات في السودان من الناحية الجنوبية، وفي الشرق لم يعد الأمر مقتصرا على التهديد الإسرائيلي وإنما الفلسطيني أيضا.
وأكد السفير محمد الشاذلي - عضو المجلس المصري للعلاقات الخارجية – أن السياسة الخارجية لأي دولة لها ثوابت لا تتغير بتغير الحكومات، فالسياسة الأمريكية على سبيل المثال لا تتغير بوصول الحزب الديمقراطي أو الجمهوري إلى الحكم لأن السياسة الخارجية ترتبط بالمصالح العليا للدولة.
وأضاف الشاذلي – في تصريحات خاصة "لـ"البوابة نيوز"" - أن الثوابت الخارجية المصرية تدور في مجموعة من الأفلاك في مقدمتها الدوائر العربية والأفريقية والإسلامية والمتوسطية إلا أنه في كل مرحلة تزيد أهمية كل دائرة عن الدوائر الأخري وفي المرحلة الحالية يجب أن نولي مزيدا من الاهتمام للدائرة الأفريقية لحماية مصالح مصر المائية في ظل أزمة "سد النهضة".
وأشار الشاذلي إلى أن الدائرة العربية كذلك تعاني من مشكلات كبرى من بينها حالة عدم الاستقرار في عددا من الدول العربية من بينها ليبيا واليمن والعراق وسوريا وبالتالي فهناك تحدي يتمثل في إعادة الاستقرار للأقليم العربي الذي يجب أن يكون أولوية كبري.
ولفت الشاذلي إلى أن مصر لابد أن تركز اهتمامها كذلك على دول الجوار لأن مصر كانت من قبل آمنة من حدودها الجنوبية والغربية وكان التهديد الوحيد الذي يواجهها من جهة الجوار يتمثل في حدودها الشرقية مع إسرائيل.
أما الآن فمصر أصبحت مهدد من حدودها الغربية نظرا لحالة عدم الاستقرار في ليبيا ومن حدودها الجنوبية نتيجة لتوتر الأوضاع في السودان كما أن التهديد من الجانب الشرقي أصبح لا يقتصر على إسرائيل وإنما أصبح يأتينا من الطرف الفلسطيني وهذه أمور لابد أن نضعها في الاعتبار.
وحول العلاقات المصرية مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، لفت الشاذلي إلى ضرورة إحداث توازن بين العلاقات المصرية الروسية والأمريكية ويجب إلا تأتي أحدهما على حساب الأخري.
وأوضح الشاذلي أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة محورية في العالم وإهمالها يعتبر شيئا سلبيا نظرا لتقدمها الهائل في مجالات الصناعة والطب والتكنولوجيا والأسلحة، إلا أن التقارب معها لا يعني الاستسلام لهيمنتها ولكن يجب أن تكون علاقتها مع مصر قائمة على الندية ودولة ذات سيادة مع دولة أخرى ذات سيادة.
وتابع الشاذلي أنه في فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كانت تربطنا علاقات طيبة بالاتحاد السوفيتي السابق وكان يمدنا بالسلاح والدعم السياسي ويساعدنا في حل أزمات القمح ولكن عندما حدثت تحركات لخلايا شيوعية في مصر تم وضعها في السجن ولم يحاول الاتحاد السوفيتي التدخل لإطلاق سراحها.
أما عندما تم إلقاء القبض على بعض الأمريكيين العاملين في المنظمات الأهلية التي تعمل بشكل غير قانوني تدخلت الولايات المتحدة للإفراج عنهم وهذا يكشف أن العلاقة بين مصر والولايات المتحدة وصلت لمرحلة غير صحية وأصبح تدخلها غير مقبول في الشأن الداخلي لمصر.
وقال الشاذلي إنه من أنصار إقامة علاقة طيبة مع روسيا شريطة إلا تصل لدرجة التدخل في الشأن الداخلي بجانب إقامة علاقة إيجابية مع الولايات المتحدة الأمريكية لا تصل لدرجة الهيمنة وفقدان السيادة.
ومن جانبه، أوضح السفير حسين هريدي - مساعد وزير الخارجية الأسبق – أنه لابد من إعادة صياغة السياسة الخارجية المصرية للاستجابة لتطلعات الشعب الرئيسية، لافتا إلى أن السياسة الخارجية لمصر خلال السنوات القليلة القادمة لابد أن تركز على محوريين أساسيين وهما استعادة العافية الاقتصادية ومواجهة الإرهاب وأن تسير في هذا الاتجاه.
وأوضح هريدي أن السياسة الخارجية يجب أن تعكس توافق وتأييد شعبي واسع وأن تكون الوجه الأخر للأولويات في الداخل، لافتا إلى ضرورة وجود تناغم بين الموارد والأهداف والربط بين الموارد البشرية والمالية والاقتصادية بحيث تكون الأهداف على قدر الموارد.
وتوقع هريدي عدم حدوث تغيير يذكر في السياسة الخارجية لمصر خلال الأشهر القليلة الماضية، مشيرا إلى أن تركيز الحكومة الجديدة سوف ينصب على الوضع الداخلي من مكافحة الإرهاب واستعادة الأمن ودوران عجلة الاقتصاد المصري.
بينما أبرز السفير رخا أحمد حسن - عضو المجلس المصري للشئون الخارجية – أن السياسة الخارجية لمصر يجب أن تركز على حماية الأمن المصري من خلال التواصل مع دول الجوار التي تعاني حاليا من توترات كبيرة، لافتا إلى أن معظم مشكلات دول الجوار ليست جديدة وعمرها يرجع إلى أكثر من ثلاثة سنوات أي قبل ثورة 25 يناير، فالسودان كان يشهد حروبا أهلية بين الشمال والجنوب منذ أكثر من 20 عاما انتهت بانفصال الجنوب إلا أن دولة الجنوب الناشئة بدلا من أن توجه طاقتها للبناء والتنمية وجهتها للصراع على السلطة وهذا أمر مؤسف وتحاول مصر بذل الجهود من أجل أن تجمع بين هذه الأطراف.
أما فيما يتعلق بحركة حماس، فمنذ نجاحها في الانتخابات في غزة في يناير عام 2006 فهناك صراع واضح بينها وبين السلطة الفلسطينية وهناك أصرار على اقتسام ما لا يقتسم، والموقف قد ازداد سوء بالنسبة لحركة حماس وأصبحت في موقف لا تحسد عليه، إذ تسبب الحصار في قتل الاقتصاد.
وتابع: أن الفوضي الليبية كذلك من الممكن أن تؤثر سلبا على مصر، داعيا العشائر والقبائل الليبية للاتفاق وتشكيل حكومة وأنه يمكنها بالتعاون مع مصر تحقيق الأمن والاستقرار، مضيفا أن قضية "سد النهضة" يمكن اعتبارها غير خطيرة إذا وضعنا في اعتبارنا حسن النوايا، فإذا كان الهدف توليد الكهرباء فليس بالضرورة أن يكون السد بهذا الحجم الضخم ويمكن أن يتم على مراحل حتى لا يؤثر على نصيب مصر والسودان من مياه الفيضان، ويمكن من خلال التفاوض الثنائي والجماعي أن نصل إلى نتائج وفي حالة فشلنا يمكننا اللجوء إلى البنك الدولي الذي يرفض منح تمويل السدود إلا بموافقة الدول المشاطرة في النهر.
وأشار رخا أنه لابد من إبرام أتفاق حتى يعود مشروع "سد النهضة" بالنفع على الجميع ولاسيما أن السودان بدأ يجرفه الطموح بأن بعض المناطق سوف تتمتع بمياه النيل طوال العام فضلا عن حصول جنوب السودان وجنوب شمال السودان على الكهرباء من "سد النهضة" وبالتالي فستعود عليهم مصالح مباشرة من السد.
بينما أكد السفير حمدي لوزا، نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية، أن الوزير نبيل فهمي مستمر في ممارسة أعماله لتسيير الأعمال، وأنه سيستكمل جولته الأفريقية ومهامه لحين تشكيل وزارة جديدة.
وجاء قرار الحكومة في الوقت الذي يقوم فيه وزير الخارجية نبيل فهمي بجولة إلى القارة الأفريقية في محاولة لاستعادة الريادة المصرية في القارة، وللتوصل إلى حل لأزمة "سد النهضة"، وأشارت مصادر في الوزارة إلى أنه من غير المطروح استبعاد فهمي في التغيير الوزاري القادم.