الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

متحرشات ومتحرشون

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شاءت الأقدار أن أجد نفسى خلال الأيام الماضية وجها لوجه مع شاشة التلفاز أقضي معها ساعات في متابعة العديد من المسلسلات بالقنوات الفضائية وبصراحة هالنى ما شاهدت من إسفاف بالعديد من مسلسلاتنا العربية التى لم أنل شرف متابعتها بشهر رمضان المبارك الذى أحرص فيه مثل غيرى على أن يكون على قدر الإمكان شهرا للعبادة وليس شهرا للسهرات والليالي الملاح.

وللأمانة شاهدت العجب العجاب من إعلام مرئي أرى أن الكثير منه مأجور هدفه الأول ليس التسلية البرئية ومتعة المشاهدة والتثقيف والتوعية والإرشاد وبناء الشخصية النافعة لنفسها وأسرتها ومجتمعها وبلدها بل غرس قيم جديدة تخاطب الغرائز وتنشر الانحلال والفساد الخلقى والعنف والبلطجة. وبعيدا عن المسلسل الرائع الاختيار الذى حظى باقتدار وعن جدارة بأكبر نسبة مشاهدة وإعجاب حقيقى بعدما سبح بنا خارج سرب المسلسلات التافهة وقدم لنا فنا راقيا لأحداث قصة حقيقية لمجموعة من الأبطال المصريين يتقدمهم الشهيد أحمد منسي عاشوا لمصر واستشهدوا لأجل مصر ورأينا من خلال هذا المسلسل العظيم وابطاله من أبناء قواتنا المسلحة خير أجناد الأرض نموذجا لحب الله وحب الوطن مع نموذج آخر لنفوس شريرة مأجورة باعت نفسها للشيطان وللدول التى تعمل على خراب وتدمير البلدان والجيوش العربية تعيث في الأرض خرابا وفسادا ونهبا وسلبا واغتصابا للنساء وهتكا للاعراض بل وصل بهم إلى إحياء أسواق النخاسة وبيع النساء وتحليل جهاد النكاح رأينا مسلسلات اخرى كغثاء السيل. القصد بخلاف مسلسل الاختيار وقصة الشهيد أحمد منسي التى كانت نموذجا للوطنية وحب الله والوطن فقد كانت معظم المسلسلات الأخرى مثالا للتفاهة والسطحية مع دعوات صريحة لغرس قيم بعيدة عن مجتمعاتنا الإسلامية المحافظة من ملابس خليعة فوق الركبة وبعضها أقرب لقمصان نوم النساء مع حفلات رقص وديسكو وللأسف كل هذه المشاهد قدمت في الشهر الفضيل الذى جعله منتجينا من شهر عبادة لشهر الفرفشة والانبساط. ولن نغالى اذا قلنا إن كل هذه المسلسلات التافهة وقصصها السطحية وأحداثها غير الواقعية في غالب الحال تعد أحد أسباب ما نشاهده ونسمع عنه من حوادث تحرش ومجرمين متحرشين وفتيات متحرشات اتخذن من شبكات التواصل مصدرا للرزق والثراء السريع الفاحش عبر مشاهد الإغواء والإغراء والخلاعة والميوعة ولن استرسل في هذا كثيرا فاعلامنا يتناول يوميا بطلات التوك شو بوسائل التواصل الاجتماعي واحداهن راقصة تستعرض جسدها ومؤخرتها بشكل خاص لجلب لايكات الإعجاب ورفع نسب المشاهدة وكسب الأموال على حساب المغفلين والمراهقين. إننى هنا أوجه التحية لشرطتنا الإليكترونية التى تتصدى لمثل هذه الجرائم الإليكترونية التى تعمل على تدمير شبابنا ومجتمعاتنا وكان من ثمرة هذا الشر الذى يحيق بمجتمعاتنا هذا الشاب العنتيل الصغير المتهم بالتحرش واغتصاب العديد من الفتيات والذى نجحت شرطتنا في الوصول إليه والقبض عليه وجار التحقيق معه الآن مع مناشدات من جهات عدة أمنية وأشخاص لضحاياه لتقديم بلاغات ضده وضد أى متحرش وأنا هنا أثمن الاعتراف الجرئ والمناشدة الشجاعة من الفنانة الشابة التى اعترفت بتعرضها للتحرش من فنان ومناشدتها ضحايا التحرش للإبلاغ وهو الأمر الذى يذكرنا بالمخرج الذى اعتقدناه كبيرا واتضح لنا عبر فيديوهاته أنه اتخذ الفن وسيلة للإيقاع بالشابات الفاتنات واصطيادهن لإشباع غرائزه.

ولن نجلد أنفسنا فقضايا التحرش ليست في مصر وحدها بل بالعالم كله وأعتقد أن البعض سمع أو يتابع قضية الاغتصاب الجماعى الذى تعرضت له فتاة مؤخرا بالشقيقة لبنان من ٧ شباب أقارب من منطقة واحدة. بصراحة كل من يعمل على تدمير شبابنا أخلاقيا يرتقى في رأيى إلى مستوى الارهابيين الذين يدمرون الأوطان فالفئة الأولى تدمر الإنسان الفرد خلقيا وثقافيا وعلميا واقتصاديا فيما الفئة الثانية تدمر البلدان حمى الله مصر والعالم من شرار خلقه.