أعرب بطريرك الموارنة في لبنان الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، عن رفضه أية ممارسات تنطوي على ترهيب أو تخوين للمتظاهرين الذين يقدمون التضحيات من أجل تصويب الممارسة السياسية في البلاد..داعيا المسئولين السياسيين إلى الاستجابة لمطالب "الانتفاضة الوطنية" التي يشهدها لبنان.
وأكد البطريرك الماروني – في كلمة له خلال قداس الأحد – أنه لا ينبغي أن يتم التعامل مع المتظاهرين الذين ينتشرون في جميع أنحاء البلاد منذ 11 يوما، بنظرة فوقية أو باستهتار أو تسييس..مشددا على أن الشعب اللبناني على اختلاف أطيافه له مطالب وطنية محقة وأنه لا ينبغي تجاهلها حتى لا يخسر السياسيون ثقة الشعب بشكل نهائي، وحتى لا يكبر حجم هذه الانتفاضة وتخرج عن مسارها الوطني الإيجابي بفعل المخربين والمندسين.
وأشار إلى أن المتظاهرين منذ أن نزلوا إلى الشوارع ومطالبهم لم تتغير أو تتبدل، وتتمثل في تأليف حكومة جديدة مصغرة وحيادية وتضم شخصيات مشهود لها بالكفاءة والثقة، بحيث تكون هذه الحكومة قادرة على المضي قدما وتنفيذ بنود الورقة الإصلاحية التي أعلن عنها رئيس الوزراء سعد الحريري يوم الإثنين الماضي.
وشدد على أنه لا ينبغي على أحد أن يختزل الشعب ويفرض رأيه أو إرادته عليه..داعيا في نفس الوقت المتظاهرين إلى عدم السقوط في النزاعات الحزبية والمذهبية، والعمل على تسهيل حق المواطنين في التنقل والمرور، والتجاوب مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية التي تتصرف وتتعامل مع التظاهرات بحكمة وهدوء.
ويشهد لبنان منذ مساء 17 أكتوبر الجاري سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية العارمة في عموم البلاد، اعتراضا على التراجع الشديد في مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية ، والتدهور البالغ الذي أصاب الخدمات التي تقدمها الدولة لاسيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.