سواء أكنت تأكل وجبتك الأخيرة خلال اليوم بعد ساعات قليلة من العمل أو تجد نفسك تتجه بانتظام إلى الثلاجة لتناول وجبة خفيفة في منتصف الليل مع فيلم السهرة، يجد معظم الناس أنفسهم يأكلون قبل النوم بمواعيد متفاوتة، ولكن قد تؤدي تلك الوجبات في وقت متأخر من الليل إلى أكثر من مجرد بطن ممتلئ وظهور للكرش على المدى البعيد.
تشير مجموعة كبيرة من الأبحاث إلى أن تناول الطعام قبل النوم يمكن أن تكون له آثار جانبية عديدة على كل شيء بدءا من وزنك وجودة نومك، وصولًا إلى أدائك ومستوى تركيزك على العمل في اليوم التالي.
وفي هذا الصدد، يوضح الطبيب وخبير النوم الأميركي بو تشانغ سو، لموقع "بست لايف" (BestLife) للمنوعات، أن الكوابيس عادة ما ترتبط بتناول الوجبات الثقيلة قبل النوم، خاصة تلك التي تحتوي على السكريات والدهون والنشويات والمكونات الحارة.
ويحدث ذلك لأن الجسم ينفق كثيرا من الطاقة في هضم تلك الأطعمة بدلًا من النوم، وهو ما يؤدي إلى انخفاض جودة النوم ورؤية الكوابيس، كما أن المعدة الممتلئة قبل النوم تؤدي أيضًا إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم وزيادة الحرق، وهما عاملان يتسببان في زيادة نشاط الدماغ أثناء نوم حركة العين السريعة، وذلك يؤدي إلى الكوابيس.
كما كشفت دراسة جديدة أن الأحلام يمكنها كشف الكثير من المعلومات عن صحة الدماغ، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالكوابيس التي تدفعك إلى الاستيقاظ فزعا، أو حتى الأحلام السيئة التي لا تمنعك من الاستمرار نائما.
وقد نشرت الدراسة على منصة eClinicalMedicine journal وأعدها الباحث في قسم الأعصاب بجامعة بيرمينغهام البريطانية، أبيدمي أوتايكو، الذي ذكر أن هذه الكوابيس أو الأحلام السيئة التي تتكرر في منتصف العمر أو في العمر المتقدم، من الممكن أن يكون لديها ارتباط بارتفاع خطر تطوّر مرض الخرف الذي يعد الزهايمر أحد أكثر أنواعه انتشارا.
وتشير الدراسة إلى أن الكوابيس من الممكن أولا أن تكون مؤشرا على الأعراض الأولى لمرض الخرف، ومن ذلك المشاكل المتعلقة بضعف الذاكرة، كما أن كثرة الكوابيس والأحلام السيئة قد تكون سببا لمرض الخرف وليس مجرد مؤشر له.
وذكر الباحث، في خلاصة نشرها بنفسه على موقع the conversation، أنه قام بتحليل بيانات صحية لـ600 شخص ما بين 35 و64 عاما، و2600 شخص يبلغون 79 عاما أو أكثر، وكل المشاركين لم تكن لديهم أعراض مرض الخرف خلال بداية الدراسة التي شرع الباحث في تجميع معطياتها منذ عام 2002.
ووجد الباحث أن المشاركين في منتصف العمر الذين تراودهم أحلام سيئة بشكل أسبوعي، لديهم قابلية كبيرة أربع مرات أكثر للمعاناة مستقبلاً من تراجع قدراتهم المعرفية، وهو من أكبر الأعراض الممهدة لمرض الخرف.