تعتبر قلة النوم مشكلة تزعج الكثيرين لما له من تداعيات على صحة الإنسان، حيث تؤثر سلبًا فى جميع أجهزة الجسم، ويمكن أن تؤدى فى النهاية إلى الإصابة بنوبات قلبية وجلطات دماغية.
ومن عواقب قلة النوم الهلوسة وأمراض القلب والأوعية الدموية وغير ذلك، حيث يجب أن ينام الشخص البالغ لمدة تتراوح بين 7-9 ساعات فى اليوم، وإذا انخفضت ساعات النوم مقارنة بالمعايير الفسيولوجية حتى بضع ساعات فإنها تعني الحرمان من النوم، تسبب بانحرافات فى الجسم عن المعايير، يمكن أن تؤدى فى النهاية إلى اضطرابات صحية كاضطراب الوظائف الإدراكية وانخفاض الأداء والاضطرابات العاطفية.
وبغض النظر عن أسباب قلة النوم تحصل في الجسم انحرافات حيث تكون الأعراض في البداية غير واضحة، لذلك يحاول الكثيرون تجاهلها، ولكن بعد حوالى 17 ساعة من غير نوم تماثل نتائج اختبارات الذكاء والانتباه كنتائج الذين فى دمهم 0.5 جزء من المليون من الكحول، وبعد 72 ساعة من دون نوم يعانى الشخص من الهلوسة.
وبالإضافة إلى مشكلات الذاكرة والتركيز الناجمة عن انخفاض مدة النوم، يصبح الشخص سريع الانفعال، وليس لدى الجهاز العصبى الوقت الكافي لمعالجة الانطباعات والعواطف المتراكمة على مدار اليوم السابق، ويؤدى النوم غير الكافي عند الأطفال إلى ظهور أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
كما أن الحرمان المزمن من النوم سببًا فى زيادة الوزن، لأنه فى الليل تنشط فى الجسم عدة مواد تنظم عملية التمثيل الغذائى من بينها الغريلين واللبتين، ومع انخفاض مدة النوم، يزداد تركيز هرمون الغريلين المحفز للشهية، مقابل هذا ينخفض تركيز هرمون اللبتين الذي يكبحها.
كما تنشط فى الجسم أثناء النوم عمليات تجديد الأنسجة، وتعتمد هذه العملية بصورة أساسية على هرمون السوماتوستاتين الذي ينتجه الجسم فى فترة النوم العميق، أى أن انخفاض مستوى هذا الهرمون الذى يطلق عليه اسم هرمون النمو يؤدي إلى سوء التئام الجروح واستعادة الحالة الصحية بعد الإصابات والإرهاق البدنى.
ويشار إلى أن الانحراف الدائم لوقت النوم عن القاعدة الفسيولوجية هو أيضًا عامل خطر لتطور متلازمة التمثيل الغذائى، التى يمكن أن تؤدي إلى مشكلات في القلب والأوعية الدموية، بما فيها احتشاء عضلة القلب والجلطة الدماغية، يذكر أن تلك الأعراض تختفى حال تحسن النوم.