صدرت حديثًا عن المركز القومي للترجمة برئاسة الدكتورة كرمة سامي، الطبعة العربية من كتاب “غانم ومحفوظ وجبير وصنع الله والغيطاني "شهود على نهاية عصر: تحول المجتمع المصري بعد عام 1970".
الكتاب من تأليف شتيفان جوت ومن ترجمة أيمن أشرف وتصدير عبده جبير.
يتناول الكتاب بالبحث ظاهرة اجتماعية أدبية تشكلت بداياتها الاجتماعية في سبعينيات القرن الماضي وتبلورت أدبيًا في ثمانينياته تقريبا، وهنا يطرح السؤال لماذا نترجمه الآن بعد نحو أربعين عامًا من الحدث و25 عامًا من صدور الكتاب نفسه؟
ويجيب المترجم على هذا التساؤل في مقدمة الكتاب فإن زاوية النظر إلى ظاهرة "التحول –التغيير- الانكسار" في أنماط سلوك شرائح واسعة من المصريين وطريقة معالجة هذه النظرة في إطار نماذج مختارة من أعمال أدبية وتوسيع دائرة البحث لتشمل السياق الأدبي السابق على هذا الاتجاه "أدب الانفتاح"- كما سماه المؤلف – لتحديد سماته قياسًا على غيرها والرجوع إلى المعطيات الاقتصادية والسياسية التي دفعت باتجاه "هذا الانفتاح" لنكتشف أن جذوره أو دوافعه تعود على نهايات عهد عبد الناصر كل هذا ما يجعل الكتاب أو "الدراسة" نموذجية بمعنى الكلمة.
لكن زاوية التحليل الاجتماعي –تشريح الشخصيات والتقاط أهم مكوناتها ومحركاتها –في أعمال فتحي غانم، ونجيب محفوظ، وعبده جبير، وصنع الله إبراهيم، وجمال الغيطاني :"قليل من الحب..كثير من العنف"، "الحب فوق هضبة الهرم"، "تحريك القلب"، "اللجنة"، "رسالة البصائر في المصائر"، تجعلنا نتوقف أمام ما يمكن اعتباره البدايات الأولى –حديثًا- "للتحول-التغيير-الانكسار" في مسار المجتمع المصري..الذي نبتت بذرته في سبعينيات القرن الماضي، وازداد عمقًا وتشعبًا عبر العقود الأربعين التالية، لنرى نتائجه في مزيد من تحلل قيم إيجابية للجماعة الإنسانية المصرية لصالح قيم فردية سلبية .
على مدار 515 صفحة، و5 أجزاء، فالجزء الأول بعنوان:الانفتاح الأسباب والإجراءات والنتائج، والجزء الثاني بعنوان أدب الانفتاح :ست دراسات حالة :فتحي غانم( قليل من الحب ..كثير من العنف)،نجيب محفوظ : "أهل القمة" و"الحب فوق هضبة الهرم "، عبدة جبيير "تحريك القلب"،صنع الله إبراهيم "اللجنة"، جمال الغيطاني :رسالة البصائر في المصائر.
أما الجزء الثالث يأتي بعنوان موضوعات أدب الانفتاح وأشكاله، تأملات ختامية، وأخيرا مرفقات تتضمن سير ذاتية مختصرة لجميع الأدباء الذي تناولهم الكتاب بالبحث والدراسة.
يذكر أن المؤلف شتيفان جوت، حاصل على الدكتوراه في جامعة بون 1992،يعمل منذ عام 2007 في التدريس والبحث بقسم الدراسات الشرقية بجامعة أوسلو بالنرويج .
أما المترجم أيمن أشرف، كاتب وصحفي يرأس تحرير مجلة مصر اليوم الناطقة بالألمانية، وصدر له العديد من الأعمال المترجمة عن الألمانية نذكر منها: "الإسلام العدو-بين الحقيقة والوهم"، "هيكل ..كاهن يبحث عن فرعون"، "الطريق إلى مكة: رحلة من الحيرة إلى الإيمان" .