الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

تعرف على قصة هيلين توماس عميدة الصحفيين في الولايات المتحدة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هيلين توماس، هي صحفية أمريكية مراسلة إخبارية وكاتبة عمود في صحف شركة هيرست، وعضو في فريق البيت الأبيض للصحافة حيث خدمت كمراسلة، ولاحقا رئيسة قسم البيت الأبيض في وكالة يونايتد برس انترناشونال، وتعد أقدم وأهم مراسلين البيت الأبيض ولدت في 4 أغسطس 1920.
توفيت هيلين في مثل هذا اليوم 20 يوليو 2013، وكانت خلال مشوارها قامت بالتغطية الصحفية لرؤساء الولايات المتحدة جميعا بدأ من جون اف كندي، كانت أول امرأة كعضو في نادي الصحافة القومي، وأول امرأة عضو ورئيس لجمعية مراسلي البيت الأبيض، وأول امرأة عضو في "نادي غريديرون" وهو أقدم وأهم نادي للصحفيين في واشنطن دي سي.
كتبت أربعة كتب آخرها: "كلاب حراسة الديمقراطية؟" "?Watchdogs of Democracy" والذي تنتقد فيه دور وسائل وشبكات الإعلام الأمريكية في فترة رئاسة جورج بوش، حيث وصفت وسائل الإعلام الكبرى منها على وجه الخصوص بأنها تحولت من "سلطة رابعة وكلاب تحرس الديمقراطية ومراقب على الديمقراطية" إلى "كلاب أليفة".
ولدت هيلين في وينشستر، كنتاكي لوالدين مهاجرين من طرابلس لبنان وكانت عائلتها تعرف سابقا ب"طلوس" قبل إنشاء دولة لبنان من سوريا تربت في ديترويت، ميتشيغن، وقد فاخرت بانتمائها العربي فقالت:"أشعر بانتماء إلى لبنان وأحس بانتمائي إلى ثقافتين"، والتحقت هيلين توماس بجامعة واين (حاليا جامعة واين الحكومية)، حصلت منها على البكالوريوس في 1942. 
عملت بعدها في أول وظيفة لها كموظفة طباعة في جريدة واشنطن ديلي نيوز (متوقفة حاليا)، وانضمت إلى وكالة يونايتد برس انترناشونال في العام 1943 حيث قامت بإعداد تقارير عن المرأة لوكالة الأنباء تلك، ولاحقا وبعد عقد كتبت في عمود لصحف المؤسسة تحت عنوان "Names in the News". 
وبعد العام 1955 قامت بتغطية نشاطات الوكالات الفيدرالية الأمريكية مثل وزارة العدل الأمريكية، مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية (وزارة سابقة)، كما خدمت توماس كرئيس لنادي المرأة القومي للصحافة بين عامي (1959 - 1960).
في 1960 بدأت هيلين تغطي أنشطة الرئيس المنتخب لاحقا جون اف كندي لتلحق به في البيت الأبيض في يناير 1961 كمراسلة لوكالة يونايتد برس. اشتهرت توماس بلقب "بوذا الجالس"، و"ظل الرؤساء الأمريكيين"وابتداء من فترة الرئيس كندي أصبحت هي من يطرح السؤال الأول على الرئيس لانها عميدة المراسلين، وهي من ينهي اللقاء بالقول: "شكرا السيد الرئيس"Thank you، Mr. President" لكن بوش الابن حرمها ذلك الامتياز.
توجه هيلين توماس نقدا لفترة رئاسة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش للولايات المتحدة الأمريكية حيث تقول أن الرئيس الأمريكي بات ومنذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية على الولايات المتحدة ينظر إلى كل من يعترض على سياساته، وخاصة في العراق "على أنه يقف مع الإرهابيين، وإذا كان أمريكيا فإنه غير وطني" كما تقول، وتضيف في حوار صحفي لها أجرته في 2004 "إن ذلك المنطق العجيب سرعان ما أفقد أمريكا احترامها وهيبتها في العالم، وبدد الصورة الديمقراطية للولايات المتحدة". 
وحول كون بوش قدم نفسه كرجل محافظ وأنه سيجلب السياسة الرحيمة للولايات المتحدة" تعترف توماس بأنه محافظ لكنها لا تظنه رحيمًا كما أنها تذكر أنها منعت من طرح أسئلة على الرئيس بوش حين سألته: "لماذا لم يحترم الفصل بين الدين والدولة بإنشاء مكتب ديني في البيت الأبيض؟" ولم تتردد في القول أمام مركز الحوار العربي في واشنطن أن بوش الابن هو أسوأ الرؤساء الأمريكيين على الإطلاق، لأنه أدخل العالم في مرحلة من الحروب الابدية المستديمة، وهو ما يكرر أهوال الماضي. 
وفي عهده خسرت أمريكا معظم أصدقائها في العالم، وفيما يتعلق بموضوع محاولة الإسرائيليين التجسس على أمريكا علقت ضاحكة: "إنهم موجودون هنا في كل مكان، فما حاجتهم إلى التجسس؟"، وقدمت هيلين استقالتها في 2010 على إثر إدلائها بتصريح قالت فيه عن إسرائيل:«هؤلاء الناس محتلون وعليهم أن يرجعوا إلى ألمانيا أو بولندا...أخبرهم أن يخرجوا من فلسطين، وقد اعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس تصريحاتها عدائية وغير مسئولة، وتستدعي التوبيخ وطالبها بالاعتذار فاعتذرت وتقاعدت بعد مسيرة مهنية حافلة امتدت ستة عقود غطت خلالها أنباء عشرة من رؤساء الولايات المتحدة.
توفيت يوم السبت 20 يوليو 2013 عن عمر ناهز 92 عامًا في شقتها بواشنطن العاصمة بعد مشكلات صحية كانت قد واجهتها منذ فترة وأدخلتها إلى المستشفى عدة مرات، ونعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما توماس وقال في بيان أصدره أن "هيلين كانت من الرواد الحقيقيين في الولايات المتحدة، وأنها احتلت منصب عميدة الصحافيين الأميركيين بسبب إصرارها على أن ازدهار الديمقراطية في المجتمع الأمريكي رهن بتوجيه أسئلة تتسم بالشجاعة، ومحاسبة القادة الأميركيين، وليس استنادا إلى تلك الفترة الطويلة التي مارست فيها العمل الصحافي داخل البيت الأبيض". 
ووصفها بـ"الرائدة الحقيقية" التي حطمت الحواجز لـ"أجيال من النساء في مجال الإعلام".