يعد مسجد ذو الفقار بك من أكثر مواقع التراث الإسلامية العريقة والأثرية على مر التاريخ، وله رسالة للترويج للحضارات عبر العصور فى فنون العمارة والتراث الإسلامى بالمنشآت.
يقع جامع ذو الفقار بك فى منطقة درب الجماميز بحى السيدة زينب بالقاهرة والمسجل برقم 415 بالمجلس الأعلى للآثار.
وقد أنشأه الأمير العثماني ذو الفقار بك سنة (1090هـ/ 1679م)، والذى كان قد تولى إمارة الحج إحدى عشر مرة في عهد والي مصر الأمير حمزة باشا، وكان قد عاصر ثلاثة من الولاة العثمانيين على مصر.
وقد بُني هذا المسجد على نظام ذات التخطيط المتعامد، فهو يتكون من ثلاث فصوص امتلأت بالمقرنصات والدلايات في تكوين وتشكيل جميل بديع، كما يحتوي على زخارف هندسية تتكون من خطوط متعرجة، كما يتكون المحراب من الرخام الملون وسط وزرة رخامية ويقع مدخله الرئيسي في واجهته الغربية ويشغل الركن الجنوبي الغربي منها، ويعلو المدخل عقد مرتفع جدا يبلغ أقصى ارتفاع للمسجد وهو مكون من ثلاث فصوص ملئت بالمقرنصات والدلايات في تكوين وتشكيل جميل بديع وعقد المدخل عميق مما سمح بوجود مكسلتين على جانبيه وفى وسط عقد المدخل يوجد باب المسجد الذي يعلوه عتب مزخرف بمجموعة من الصنجات المعشقة والمسجد من الداخل مستطيل الشكل وتبلغ مساحته تقريبا 17 مترا طول و11 مترا عرضا وهو يتألف من رواقين يوسطهما صف من العمد الرخامية تحمل خمسة عقود حجرية يتصدر رواق القبلة محراب من الحجر إلى جواره منبر من الخشب وفي الجدار الغربي توجد دكة المبلغ وللمسجد سقف خشبي رائع تتوسطه شخشيخة خشبية، وقد تمت زخرفة السقف برسوم زيتية متعددة الألوان قوامها عناصر هندسية بداخلها زخارف نباتية، كما يجرى أسفل هذا السقف إزار كتابي يتضمن آيات قرآنية من سورة الفتح وسورة يس، فضلا عن اسم المنشئ وتاريخ الإنشاء. وللمسجد مئذنة تقع في الواجهة الرئيسية الشمالية الغربية، وذلك في الطرف الغربي وعلى يمين كتلة المدخل الرئيسي للمسجد، وقد تم بناؤها من الحجر والخشب وتتميز بالرشاقة رغم بساطتها وقلة ارتفاعها.
وهناك نص تأسيسي للمسجد يقول: ((أنشأ هذا المسجد المبارك من فضل الله تعالى وعونه وجزيل عطائه العميم الجناب الكبير العالي والكوكب المنير المتلألئ الأمير ذو الفقار بك أمير اللواء الشريف السلطاني وأمير الحج وكان الفراغ في شهر ذي الحجة سنة 1090)).
ويمتاز المسجد كأمثالة من المساجد التي بنيت في عهد دولة المماليك بالزخارف والكتابات بالخطوط العربية المختلفة واجتمعت فيه شتى الصناعات والفنون الدقيقة فنجارته الممثلة في المنبر وكرسي السورة وأرضيته ووزراته الرخامية وأسقفه الخشبية تدل على دقة ومهارة الفنانين والبنائين الذين قاموا ببناء هذا المسجد والذى تم تسجيله من ضمن أبرز المساجد الآثرية الشهيرة بالقاهرة.