تصدرت جريمة مقتل طفل شبرا مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبحت الأكثر تداولًا وبحثًا من قبل النشطاء.
البداية كانت عندما أزالت النيابة العامة النقاب عن جريمة بشعة كان ضحيتها طفل صغير لم يتجاوز عمره خمسة عشر عامًا، وذلك في القضية رقم 1820 لسنة 2024 إداري قسم أول شبرا الخيمة، حيث عُثر على جثمان الطفل في إحدى الشقق السكنية المستأجرة، وقد فارق الحياة في ظروف غامضة، وسرعان ما كشفت معاينة النيابة العامة للمكان عن حجم الفاجعة، حيث تبين أن أحشاء الضحية قد انتزعت من جسده بوحشية، ووضعت في كيس مجاور له.
الإنترنت المظلم.. الـ«دارك ويب»
وأرجع رواد ومتابعو مواقع السوشيال ميديا السبب وراء تلك الجريمة البشعة هو ما يُسمى بالـdark web، وهي شبكة الإنترنت المظلم، عبارة عن جزء صغير وغامض من الإنترنت غير متاح عبر محركات البحث التقليدية، ويستخدم الأشياء غير القانونية مثل تداول المخدرات والأسلحة وغيرها.. حتى إن فيديو قتل طفل شبرا تم تداوله عبر شبكة الإنترنت المظلم لزيادة المشاهدات.
ونتج عن تحقيقات النيابة العامة عدة مفاجآت وما احتوته من أقوال للمتهم ومحرضه على الحادث كالتالي:
قالت النيابة العامة في بيان لها، إنها لم تعثر على أية تجهيزات طبية في موقع واقعة سرقة أعضاء وأحشاء طفل صغير بشبرا الخيمة تشير إلى أن المقصود هو تجارة الأعضاء البشرية.
وأعلنت النيابة العامة في بيان لها أنه في إطار التحقيقات التي تُجريها النيابة العامة في القضيَّة رقم ١٨٢٠ لسنة ٢٠٢٤ إداري قسم أوّل شبرا الخيمة بشأن العثور على جُثمان طفل يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا بإحدى الشُقَقِ السكنية المُستأجرة؛ فقد أسفرت معاينة النيابة العامة لمكان الحادث عن تواجد جثمان المجني عليه وقد انتزعت بعض أحشائه وجرى وضعها في كيس مجاور لجثته.
اعترافات مرتكب الجريمة
وتوصلت التحريات إلى مرتكب الواقعة، وبضبطه واستجوابه؛ أقر بارتكابه إياها بطلب من مصري مقيم بدولة الكويت، تعرف عليه عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بتجارة الأعضاء البشرية، الذي طلب منه اختيار أحد الأطفال لسرقة أعضائه البشرية مقابل مبلغ خمسة ملايين جنيه.
وعقب اختياره لضحيته وعرضه عليه عبر تقنية "الفيديو كول"، طلب منه المذكور إزهاق روحه تمهيدا لسرقة أعضائه البشرية، على أن يتم نقل عملية انتزاع الأعضاء عن طريق تقنية "الفيديو كول" أيضا، وأخبره بأنه سيتم إبلاغه بالخطوات التالية عقب قيامه بذلك، إلا أنه بعد أن قام بتنفيذ ما طلب منه، كلفه بتكرار الأمر مع طفل آخر ليحصل على المبلغ المتفق عليه، إلا أنه تم ضبطه قبل قيامه بذلك، هذا ولم تعثر النيابة العامة بمعاينتها على أية تجهيزات طبية تشير إلى أن المقصود هو تجارة الأعضاء البشرية.
وأسفرت التحريات عن تحديد هوية المتهم المصري المقيم بالكويت الذي استخدم في ارتكابها هاتفا محمولا مزودا بشريحة اتصال يملكها والده.
وتنفيذا لتعليمات المستشار النائب العام، اضطلعت إدارة التعاون الدولي بمكتب النائب العام بالاتصال بالجهات المختصة بدولة الكويت، والإنتربول الدولي؛ والتي أسفرت عن ضبط المتهم ووالده، وما بحوزتهما أجهزة إلكترونية، وتم ترحيلهما إلى مصر.
اعترافات المتهم الأول
وأقر المتهم الأول -الذي جاوز الخامسة عشرة من عمره- أنه من أوعز لمرتكب الجريمة بارتكابها، على نحو ما ورد بإقراره، قاصدا من ذلك الاحتفاظ بالمقاطع المرئية لواقعة قتل الطفل المجني عليه والتمثيل بجثمانه، وذلك حتى تسنح له فرصة بيعها ونشرها عبر المواقع الإلكترونية التي تبثها مقابل مبالغ مالية طائلة، كما قرر أنه سبق وأن قام بهذا الفعل في مرات سابقة، وجار التحقق من صحة ذلك عن طريق فحص الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالمتهم ووالده الذي ضبط معه وأنكر صلته بتلك الوقائع، وجار استكمال التحقيقات.
وكانت تلقت مديرية أمن القليوبية إخطارا من مأمور قسم أول شبرا الخيمة يفيد ورود بلاغ من الأهالي بالعثور على جثة طفل مقتول داخل شقة سكنية بدائرة القسم.
انتقلت قوة أمنية لمكان الواقعة وبالمعاينة والفحص تبين أن الجثة لطفل يدعى «ا م س» 15 سنة ومذبوحًا من الرقبة داخل شقة سكنية بعزبة عثمان دائرة القسم.
وتوصلت التحريات أن المجني عليه مبلغ باختفائه يوم الإثنين الماضي بقسم ثاني شبرا الخيمة وأن أحد الأشخاص قام باستدراج المجني عليه يوم الاختفاء إلى الشقة محل الواقعة.
وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها لضبط المتهم وكشف ملابسات الواقعة وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت الجهات المختصة التحقيق وأمرت بالتصريح بدفن الجثة عقب انتهاء أعمال الصفة التشريحية بمعرفة الطبيب الشرعي.