الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

أيادي أردوغان الملطخة بالدماء تتدخل في شئون الدول العربية.. «الشيطان العثماني» يجعل ليبيا مصدرًا للإرهاب ومصنعا لتصدير المتطرفين إلى أوروبا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم يكتفِ الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بتلطيخ يديه بدماء العرب في اليمن والعراق وسوريا، من خلال نشر الإرهاب والفوضى والخراب مستخدما التنظيمات الإرهابية والمرتزقة وفى مقدمتهم تنظيم «داعش» الإرهابي، بل امتدت أذرعه الآثمة كذلك للعبث بالأراضى الليبية طمعا في مواردها، وهو الأمر الذى أفصح عنه صراحة بتصريح عابر، في أعقاب إعلانه دعم بلاده لحكومة طرابلس وميليشياتها المتطرفة.


ونقلت وسائل الإعلام التركية عن أردوغان قوله، إن تركيا ستدعم حكومة طرابلس لفرض «السيطرة الكاملة على ليبيا إن لزم الأمر». في حال فشلت الأطراف الدولية في التوصل إلى اتفاق ينهى الأزمة الليبية.

وأكد أردوغان أن تركيا مستمرة في الوقوف إلى جانب حكومة طرابلس التى يرأسها فائز السراج، علما أنها تعتمد على ميليشيات متطرفة، تحصل على دعم تركيا عبر آلاف المرتزقة الذين ترسلهم أنقرة من سوريا.

ويعمد الرئيس التركى التدخل في الشئون الليبية عبر تأسيس جماعات إرهابية، يشرف عليها قادة ليبيون، وينشط فيها مرتزقة أجانب.

وهو الأمر الذى تأكد بوضوح مؤخرا من خلال تسجيل صوتى لمقاتل سورى من «المرتزقة» الذين جلبتهم تركيا للقتال في ليبيا إلى جانب قوات حكومة الوفاق ضد الجيش الليبى تداولته وسائل الإعلام، أكد خلاله أنه وزملاءه السوريين وضعوا السلاح، وينتظرون التسفير إلى بلادهم.

وقال المقاتل السورى في تسجيل صوتى مع رفيق له، إنه في طرابلس حاليا، وإن الحديث عن أن رواتب المقاتلين السوريين في ليبيا تصل إلى ألفى دولار غير صحيحة، وأن الرواتب بحدود ٤٠٠٠ ليرة فقط (٥٦٧ دولارا)، وأصحاب الوساطات قد يقبضون ٦٠٠٠ ليرة تركية (٨٥٠ دولارا).

وأضاف «المرتزق السوري» عن أنه وزملاءه يتعرضون للموت يوميا، حيث يرسلون إلى أماكن قريبة من تمركز الجيش الليبى، وفى مرمى نيرانه الدقيقة. وتابع أنه وزملاءه سلموا أسلحتهم، وأوقفوا المشاركة في القتال، وينتظرون التسفير، مبديا تذمره من ضآلة الرواتب التى تقدم تركيا، وحكومة الوفاق.

ومن جهته، أكد المرصد الثلاثاء الماضى وصول دفعة جديدة من المقاتلين إلى الأراضى الليبية، مؤلفة من نحو ٢٦٠ مرتزقا، ليبلغ بذلك عدد المجندين الذين وصلوا إلى الأراضى الليبية حتى الآن، نحو ٨٥١٠ بينهم مجموعة غير سورية، في حين أن عدد المجندين الذى وصلوا المعسكرات التركية لتلقى التدريب بلغ نحو ٣٤٥٠ مجندا.

يشار إلى أن من ضمن المجموع العام للمجندين، يوجد نحو ١٢٠ طفلا تتراوح أعمارهم بين الـ ١٦ - والـ ١٨ غالبيتهم من فرقة «السلطان مراد». جرى تجنيدهم للقتال في ليبيا عبر عملية إغراء مادى في استغلال كامل للوضع المعيشى الصعب وحالات الفقر، وفق المرصد.

وكان المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى، اللواء أحمد المسمارى، كشف خلال مؤتمر صحفى عقد بالقاهرة، عن أن أردوغان كان يريد إرسال ١٨ ألف إرهابى إلى ليبيا، موضحا أن تركيا قامت بنقل ما يصل إلى ٢٠٠٠ مسلح من تنظيم جبهة النصرة إلى ليبيا عبر مطار معيتيقة.

ولفت إلى أن شخصا يدعى عقيد غازى يقود المرتزقة السوريين في ليبيا، مشيرا إلى أن جنسيات الإرهابيين، الذين نقلوا إلى ليبيا، سورية وعراقية وليبية. كما سلط المسمارى الضوء على قيام أردوغان بإنشاء شركة أمنية تحولت إلى ذراع لتنظيم الإخوان من أجل تنفيذ عمليات إرهابية في ليبيا، مشيرا إلى أن الرئيس التركى يدير شبكة إرهابية دولية من خلال الشركة الأمنية التى أنشأها. وأكد أن ليبيا أضحت تقود معركة استثنائية، تخوض من خلالها حربا بالوكالة ضد الإرهاب على الأراضى الليبية.


ومن جهتها، أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، دور الرئيس التركى، في تقديم دعم عسكرى ومالى، وتجنيد مرتزقة من سوريا، لدعم ميليشيات حكومة السراج في العاصمة الليبية طرابلس. وقالت في بيان صادر عنها يناير الماضى بأن «قيام أردوغان بفتح الباب على مصراعيه أمام الميليشيات المسلحة في شمال سوريا للانضمام إلى حكومة السراج في ليبيا مقابل أجر مادى، دليل على دعم تركيا وأردوغان للمرتزقة، وخرق لاتفاقيات الأمم المتحدة".

وفى سياق متصل، عين أردوغان رئيس أركان القوات البحرية التركية الفريق جهاد يايجى رئيسًا جديدًا للأركان في وزارة الدفاع.

واعتبرت بعض وسائل الإعلام هذه الترقية بمثابة تكريم ليابجى على دوره في دعم الإرهاب التركى على الأراضى الليبية، مرجعة ذلك إلى كونه مهندس اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا، الذى تم إبرامه في نوفمبر الماضي. إلا أن تقارير تركية كشفت عن دور يايجى خصوصًا في جلب المرتزقة السوريين إلى ليبيا، وفى «تعزيز قدرات ميليشيات الوفاق".

كما أشارت التقارير إلى دور يايجى في تبادل المعلومات الأمنية بين الحكومة التركية والميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق في طرابلس الليبية، بينما وصفته وسائل إعلام تركية أخرى بأنه أحد «رجال الإخوان الذين ينفذون حلم أردوغان".

ولعب يايجى مؤخرًا دورًا كبيرًا في تعزيز قدرات ميليشيات الوفاق لدعم الاتفاقية البحرية التى أثارت غضب قوى إقليمية، خاصة دول منطقة شرق المتوسط، التى رأت فيها انتهاكا للقوانين الدولية وسيادة تلك الدول على مناطقها البحرية، وفق مراقبين.

وكان يايجى قد ألف كتابًا بعنوان «ليبيا جارة تركيا من البحر». اعتبر فيه أن توقيع تركيا اتفاقًا مع ليبيا لتحديد مناطق النفوذ البحرية سيكون أخطر سيناريو بالنسبة لليونان. وأضاف: «نرغب في التعجيل بتوقيع اتفاق المناطق الاقتصادية الخاصة بين تركيا وليبيا اللتين لديهما شواطئ بحرية متقابلة؛ إذ إن توقيع اتفاق كهذا متوافق مع القانون الدولى يعتبر حقًا مشروعًا بالنسبة لتركيا وليبيا، كما أنه يصب في مصلحتهما». وفق قوله. وبالإضافة إلى دوره في توقيع الاتفاقية المثيرة للجدل بين ليبيا وتركيا، لعب يايجى دورا في الكشف عن عناصر تنظيم «جولن» الذى تتهمه السلطات التركية بتدبير «محاولة الانقلاب الفاشلة» بتركيا في منتصف يوليو ٢٠١٦، وفق وسائل الإعلام التركية.

بينما ألقت مؤسسة ماعت، في تقرير لها، الضوء على أحد رجال أردوغان في ليبيا، موضحة أن تركيا دفعت في الفترة الأخيرة بالإرهابى الخطير والمسئول العسكرى بالجماعة الليبية المقاتلة الموالية لتنظيم القاعدة خالد الشريف، للإشراف على العمليات العسكرية بالعاصمة طرابلس، وتنفيذ مخططات أردوغان في ليبيا.

وأوضح التقرير أن الإرهابى خالد الشريف المكنى «أبو حازم الليبي» عاد مؤخرا إلى العاصمة طرابلس قادما من تركيا ودخل عن طريق مطار مصراتة وذلك من خلال تخطيط تركى، إضافة إلى أن جميع الميليشيات المسلحة التابعة لقوات الوفاق أصبحت تحت قيادة خالد الشريف وتأتمر بأوامره، وهو المسئول الأول عن كل الهجمات التى قامت بها الميليشيات المسلحة في الأيام الأخيرة.

ولفت التقرير أن الإرهابى خالد الشريف يعد من أخطر الإرهابيين المطلوبين للجيش الليبى، لانتمائه لتنظيم القاعدة وارتكابه جرائم في حق الشعب الليبى، وهو متهم بالإشراف المباشر على نقل الأسلحة والدعم المالى للجماعات الإرهابية، وله تاريخ في الإرهاب، وحصل على منصب قيادى في الجماعات الإرهابية وعلى رأسهم تنظيم القاعدة.