الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ماذا يريدون من مصر؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تواجه مصر حربًا إعلامية شرسة.. هدفها التهييج والتحريض وإثارة الفتنة وإشاعة الفوضى فيها.. لإرهاقها وإضعافها.. ليسهل تفتيتها وتدميرها.. هذه الحرب الخبيثة.. أقوى وأكثر وأشد تدميرًا.. وخسائرها أكبر من أى معركة عسكرية.. فهى تقوم على بث الشائعات المغرضة.. والمعلومات المغلوطة.. ونشر الفتنة بين فئات وطوائف الشعب الواحد.. وإشاعة الفوضى والعنف بينها.. وتكون النتيجة انهيار الدولة من الداخل وسقوطها دون عناء التحرك العسكرى وتجييش الجيوش.
مضى أكثر من شهر على ظهور المقاول الهارب وتبنى قنوات التحريض وأعداء مصر له واستخدامه لزعزعة ثقة الشعب في قيادته.. والوقيعة بينه وبين جيشه.. مستغلين الظروف الاقتصادية الصعبة التى نمر بها جميعًا.. ووجود بقايا الإخوان وبعض المهيجين والممولين.. ورغم عدم استجابة غالبية الشعب لدعوات التحريض والتهييج وإحباط خطة المتآمرين.. إلا أن هذه القنوات رغم فشل حملتها ومخططاتها وعدم تجاوب المصريين معها وكشف كذبها وزيفها.. لا تزال تبث سمومها ودعواتها الهدامة.
لا أحد ينكر أننا نعانى من الغلاء والظروف الاقتصادية الصعبة التى طالت كل فئات الشعب.. ولا أحد ينكر وجود فساد.. لكنه لا يمكن القضاء عليه في يوم وليلة.. فهو متجذر ومتشعب ومتراكم منذ عشرات السنين.. ونحن نطهر أنفسنا بأنفسنا.. ولا حاجة لنا لأحد من خارجنا ليطهرنا.. فنحن نعلم أن دعواتهم يراد بها باطل وليس حقًا.. يدسون لنا في عسلها سمًا قاتلًا. 
نحن جيل كتب علينا أن نتحمل فاتورة إصلاح فساد وعشوائية سنوات طوال مضت.. وأزمة اقتصادية استشرت وتغولت في السنوات الأخيرة نتيجة عدم الاستقرار.. والشد والجذب والجدل والحراك الداخلي.. وقلة الموارد وتوقف الأنشطة السياحية وركود التجارة العالمية الذى أثر في إيرادات قناة السويس.. وغير ذلك من الأسباب التى عطلت مسيرة الإصلاح والتنمية.
ونحن جيل هبت علينا رياح حراك عالمى شرس.. وأطماع استعمارية جديدة.. أثرت على كل شعوب العالم.. وليس الشعب المصرى وحده.. ومن يستطع أن يتفادى تلك الرياح العاتية.. سينجو ويحافظ على بلده.. ومن يسايرها ويمضى معها.. ستقتلعه وتجرفه وتبيده من على وجه الأرض.
لقد زرعوا الفتنة في منطقتنا.. فمنا من انخدع فيها.. فتفرق شمله وخسر بلده.. ومنا من فطن لها وتجنبها.. فآمن على نفسه وحفظ بلده.. ولنتذكر قول رسولنا الكريم.. صلى الله عليه وسلم.. (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا).. صدق رسول الله.. هذه النعم الثلاث.. الأمن والعافية والشبع.. إذا اجتمعت لأحد.. فكأنما ملك الدنيا كلها.. ولننظر لمن حرم هذه النعم.. ولنحمد الله على ما نحن فيه من أمن واستقرار.
ولنسأل أنفسنا.. ماذا يريدون من مصر؟ ولماذا كل هذا القنوات والكتائب الإلكترونية التى لا عمل لها إلا تشويه مصر والإساءة لها.. ومحاولة زرع الفتنة وإشاعة الفوضى فيها؟.. ماذا سيحدث إذا نجحت دعوات التحريض وإثارة الفتنة والفوضى؟ أعتقد أننا سنكون في أسوأ حال مما كنا عليه في نهايات يناير 2011.. لأننا لسنا مثلما كنا من قبل.. ونحن في طور التعافى.. وهناك من أصبح لا يتحمل غلاءً وفقرًا.. وستكون العواقب أشد وأسوأ.. نحن تحملنا الجانب الأكبر من عملية الإصلاح الاقتصادي.. ولم يتبق سوى القليل.. وعلينا أن نتحمل هذا القليل.. لننجو ببلدنا مما يخطط لها من خراب ودمار.. لقد أصبحنا محاطين بالقلاقل والإخطار من كل جانب.. مهددين في سر حياتنا.. المياه التى ستتناقص وتقل بسبب سد النهضة الإثيوبي.. وتلك المملكة المزعومة المسماة بمملكة الجبل الأصفر.. تلك الشوكة التى يريدون زرعها جنوب مصر.. ليحشدوا فيها مطاريد العالم وأوباشه.
نحن في خطر خارجي.. فعلى الأقل نسعى لأن نعيش في أمن داخلي.. وأتمنى أن نكون قد وعينا الدرس.. وتأكدنا أن ما حدث مؤخرًا من ظهور المقاول الممثل على مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات الفتنة والتحريض.. موجهًا الادعاءات والاتهامات والشتائم والبذاءات لشخص رئيس الدولة وأسرته والجيش المصرى والإعلام والشخصيات العامة.. هو جزء من هذه الحرب الحديثة على مصر.. وهى حرب الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.. تلك الحرب التى يسعى من خلالها المتآمرون.. إلى تدمير بلدنا من الداخل.. بإثارة الفتنة بيننا.. وزعزعة ثقتنا في قيادتنا وجيشنا.
أتمنى أن نطوى تلك الصفحة ونلتفت لما فيه صالح بلدنا.. نريد عودة الاستقرار والأمن لبلدنا.. واستمرار مسيرة التنمية.. فمثل تلك الأحداث تعطل عجلة التنمية.. وتكلفنا الكثير.. ولا شك أن الشهر الذى عشناه في تلك الحملة المغرضة والأزمة المفتعلة.. كلفنا الكثير وأثر علينا تأثيرًا ضارًا.. وإذا لم نحافظ.. على بلدنا ونبنيها بعرقنا وسواعدنا.. فلن يبنيها لنا أحد.. ولن يعطينا أحد.. ولن يشد من أزرنا أحد.. فقط نحن من سنحافظ على بلدنا ونعيد بناءها.