الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

حرب أكتوبر في أرشيف "لوموند" الفرنسية.. "حوار النبوءة" للسادات يكشف تخطيطه لمعركة 73

الرئيس الراحل انور
الرئيس الراحل انور السادات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حرب أكتوبر فى أرشيف «لوموند» الفرنسية.. «حوار النبوءة» للسادات يكشف تخطيطه لمعركة 73

يقول الزعيم الراحل شارل ديجول فى كتابه الأشهر «فكرة معينة عن فرنسا» معلقا على هزيمة بلاده فى الحرب العالمية الثانية واحتلالها على يد النازى «إن هزيمة الأمة العريقة هى الوسيلة الوحيدة ليقظتها ثم نهضتها ثم انطلاقها نحو أمجاد جديدة. المهم أن تعرف أن الهزيمة فى معركة لا تعنى خسارة الحرب».
ربما تنطبق هذه المقولة للجنرال الفرنسى الكبير على ما حدث فى مصر ما بين هزيمة يونيو ١٩٦٧ وانتصار أكتوبر ١٩٧٣.
وقد اخترت صحيفة «لوموند» الفرنسية المعروفة عالميا لفحص أوراق وأرشيفات حرب ١٩٧٣ لأنها هى ذاتها الصحيفة التى أسسها الزعيم الراحل بعد تحرير فرنسا من النازية لتكون صوت العصر الجديد فى فرنسا.
ولعل أفضل ما يمكن البدء به هو مقال نشرته الصحيفة فى ١٥ ديسمبر ١٩٧١ وتشير فيه إلى حديث أدلى به الرئيس السادات لصحيفة «نيويورك تايمز» يوم ١٣ ديسمبر فاجأ فيه العالم برغبته فى طرد الخبراء الروس من مصر، وقالت الصحيفة: «إن هذا القرار يعنى أن الرئيس لن يقوم بأى حرب لأن الخبراء الروس لا غنى عنهم فى تسليح مصر»، ومع هذا أشارت الصحيفة إلى حدثين مهمين، الأول: أن هؤلاء الخبراء الروس سيتركون مصر بعد أن تأكد المصريون من أنهم قادرون على تشغيل صواريخ «سام» المضادة للطائرات، والثانى: هو إعلان السادات فى حديث لصيحفة «دير شبيجل» الألمانية قال فيه «إنه على استعداد للقفز فوق كل المحرمات والتقاء الإسرائيليين فى مجلس الأمن بحضور الأربعة الكبار».
وإذا قفزنا بدورنا فى الزمن لنصل إلى عام ١٩٧٣ سنجد أن الصحيفة الفرنسية قد أعطت اهتماما خاصا للزيارة التى قام بها الملك فيصل لباريس فى ١٦ مايو ١٩٧٣، وقالت فيها إن الملك كان قد قابل الرئيس السادات فى القاهرة قبل الحضور إلى باريس وتباحث معه فى شئون عسكرية وسياسية. وكان من المثير أن يأتى مستشار الرئيس السادات لشئون الأمن القومى إلى باريس ليلتقى الملك بعدها بأيام. وقال الكاتب الصحفى المخضرم ذو الأصل المصرى، «إريك رولو» إن فيصل والسادات يبدوان يائسين من الولايات المتحدة، وأن الملك أبلغ واشطن بأنه سيكون مجبرًا على استخدام شركة «أرامكو» للبترول ضدهم إذا ما استمرت أمريكا فى انحيازها لإسرائيل، خاصة إذا اندلعت الحرب فى المنطقة.
مقالات النبوءة
فى يوم ٣ أبريل عام ١٩٧٣ خصصت الصحيفة صفحة كاملة للحديث الذى أدلى به السادات لصحيفة «نيوزويك» الأمريكية، كشفت فيه لأول مرة أنه نظرا لأنه محبطا لأن كل أبواب السلام التى فتحها صدتها إسرائيل بمباركة أمريكا، وأنه فى هذه الحالة لا يستبعد قيام الجيش المصرى بعمليات عسكرية محدودة، وأضافت الصحيفة أنها تستبعد قيام السادات بعملية عسكرية واسعة النطاق، وأنه بيده أسلحة أخرى، مثل تشجيع الفدائيين الفلسطينيين على القيام بعمليات عسكرية، وكذلك حرمان الغرب واليابان من البترول.
وفى يوم ٤ مارس ١٩٧٣ خصصت «لوموند» صفحة للشاعر المصرى أحمد فؤاد نجم، والشيخ إمام، بقلم الكاتب الفرنسى الكبير ذي الأصول المغربية، الطاهر بن جالون قال فيها، إن الشاعر وزوجته قد تم القبض عليهما فى إطار حملة ضد مثقفى اليسار، كما نشرت الصحيفة بعض أشعار «نجم» مترجمة إلى الفرنسية، وقالت إن أشعار نجم تمس الشارع الذى فى حالة فوره، وأنهما مختلفان عن أم كلثوم أو نجيب محفوظ أو العقاد.
وكان من الواضح أن «لوموند» تريد الإشارة إلى ضجر الشارع المصرى من حالة اللاسلم واللاحرب دون أن تدرى أن هناك استعدادات كبرى تجرى فى الخفاء.