الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مثقفون شاركوا في 30 يونيو ولم يمهلهم القدر للاحتفال بها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع الاحتفال بذكرى ثورة 30 يونيو ورحيل جماعة الإخوان الإرهابية عن سدة الحكم في مصر، نتذكر مجموعة من كبار المثقفين، والذين رحلوا الآن عن عالمنا؛ إلا أن إسهامهم في حركة المثقفين ضد الكيان الإرهابي كانت بارزة، وكانوا ممن أضاءوا الطريق لاعتصام المثقفين.



من هؤلاء الكاتب الراحل جمال الغيطاني، والذي عمل لفترة طويلة محررًا عسكريًا بجريدة الأخبار قبل أن يتولى رئاسة تحرير أخبار الأدب، كان يقول إن ثورة يونيو كانت "ثورة شعبية بمعنى الكلمة، دعمها الجيش"، معتبرا أنها كانت موجهة ضد حكم الإخوان المسلمين، الذين أساؤوا التصرف، ولكنها اصطدمت بالمشروع الكوني، الذي تقوده أول قوة عظمى في العالم، بهدف تقسيم العالم العربي.

ولم يخف الكاتب الراحل في حديثه أنه كان متشائمًا جدًا لما وصل الإخوان المسلمون إلى الحكم في مصر، ووصف السنة التي حكم فيها الإخوان المسلمون في مصر بأنها "كانت من أسوأ السنوات التي عرفها التاريخ المصري الحديث"، ولفت إلى أن مرحلة الرئيس حسني مبارك "كانت مرحلة المد الأصولي بامتياز، استهدفت فيها حرية التعبير بشكل كبير، وعرفت مصر معارك مشهورة في هذا المجال"، حسبما ذكر في لقاء أدبي له في تونس؛ ونبه إلى أن "ما وقع في الثورتين لم يظهر بعد في الكتابات الأدبية، التي انتعشت بمصر بشكل كبير”، متوقعا أن يحضر هذا الأمر “تدريجيا في الكتابات مستقبلا".



كانت الكاتبة الراحلة فتحية العسال واحدة ممن اشتركوا في اعتصام المثقفين الذي بدأ في أول يونيو واستمر حتى يوم 30 يونيو امتثالا لإرادة غالبية الشعب المصري المطالبة بإسقاط النظام؛ وكانت تؤكد أن النظام الإخواني يستهدف الشعب كله بمختلف فئاته، مشيرة إلى استهداف النساء بشكل خاص، مؤكدة "الإخوان المسلمين لديهم جنون اسمه المرأة ولا ينظرون إليها على أنها إنسان، ويرون أنها مجرد بطن تحمل وصدر يرضع.



وكان سيد حجاب يرى أن مصر تدار بـ"الزمبلك" من مكتب الإرشاد، حسب وصفه، وكان يقول: هذا الوزير هو مجرد أداة في يد حكومة تدار بزمبلك من مكتب الإرشاد؛ كما أنه شارك في خارطة الطريق التي أعقبت ثورة الثلاثين من يونيو، فكان يعتقد أن التعثر في عدم تفعيل الدور المطلوب للمثقف المصري في المجتمع نابع في الأساس من أن الفكر القديم ما زال في موقع السلطة، وإلى تلك اللحظة لم تحكم الوزارة بفكر ثورتي يناير ويونيو؛ فكان له دور في ثورة الثلاثين من يونيو وكتابته لديباجة الدستور لا ينكره أحد.

وكان الشاعر الراحل يقول إن ثورة 30 يونيو مفتاحها شباب مصر الواعي المستنير، وكشف حجاب، في واحد من حواراته التليفزيونية أن المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية، أرسل وفدًا من الجماعة في قبل ثورة 30 يونيو إلى بعض المجموعات من المصريين لعقد مصالحة بين الإخوان وبين القوى السياسية؛ وأشار إلى أنه كان أحد هؤلاء الذين التقوا مبعوثي الشاطر، بحكم علاقته الطيبة بالقوى السياسية، مضيفًا أنه سأل مبعوث الجماعة عن توقعاتهم لاندلاع ثورة، فأجاب أن التنظيم يرى أن "30 يونيو" ما هي إلا زوبعة في فنجان، وليس أكثر؛ كذلك روى حجاب أن مبعوث الإخوان سأله نفس السؤال، فرد عليه بأن المصريين سيخرجون في ثورة 30 يونيو أكثر من 25 يناير، وستنتشر في مصر موضة حلاقة الذقون، وسيهرب أعضاء الجماعة إلى الخارج.



أما الكاتب والسيناريست الراحل محفوظ عبد الرحمن، فقد كان يرى أن 30 يونيو ثورة الاعتذار للثورة"، مؤكدًا أن الشعب المصرى "شعب غريب ساعته غير دقيقة دائما، وبالتالى فردود أفعاله يصعب تحديد ساعة أو لحظة لها" وكان يرى أن السمة الأولى للنظام الإخواني هى عدم الكفاءة "فليس هناك لدى الإخوان حد أدنى للكفاءة فى أى مجال يخوضون فيه، وهى مفاجأة"، وقال"أثبتت تجربتهم فى مصر أنهم فشلة، وتلك كارثة لهم لأنها جماعة عاشت فى الظل ثمانين عاما تنتظر لحظة التمكين التى تحدث عنها البنا بعد فترة الولادة ثم الشتات، وأخيرا التمكين، ولكنهم فشلوا لذا لا أتصور أنهم سيتركون الأمر يمر بسهولة".