الأحد 06 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

من أمير الظلام.. إلى أمير الشيكولاتة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
(١)
افهموا زى ما تفهموا.. إحنا مش فى سجن.. مش هتحافظوا عليهم بالسور العالى.. ولا بالأسلاك الشايكة!! ولا تمدهم على رجليهم.. ولا تجرح كرامتهم.. جوة كل واحد منهم كنز حد فكر يساعده؟؟ أســـــــــوارك عار يا زلـفى.. الأولاد دول طول عمرهم عايشين فى أوضة ظلمة.. حيطانها عالية.. أرضها باردة.. واللى بييأس بيموت.. إحنا بقى اخترنا الحياة.. وبنجرى بكل شجاعة من غير ما نحط أدينا على وشنا.. لنخبط فى أى حاجز.. أنا مش حيوان برئ ميت على كتفك بتستعرضى بيه.. ولا طفل من كوبا ميت من الجوع والبرد وهو بيعمل ليكم أفخر سيجار.. ولا هكون تمثال بتبعوه فى مزادات البر والتقوى بتاعتكم.. خليكوا فى شغلكوا لمعوا وشوشكوا واعملوا أحاديث وحفلات ومزادات وماتنسوش الدموع وإنتوا بتحكوا علينا فى مزادتكوا.. الدموع بتملا الجيوب.. بس أنا عايز أقول ليكم حاجة مهمة.. إحنا آخر حاجة محتاجين ليها هى دموعكم، أظن أنا كنت واضح جدا واللى مفهمش يبقى أعمى.
لم تكن تلك صرخة ألم من عادل إمام فى أمير الظلام.. بل تحولت لصرخة ضمير متجولة فى دور الأيتام.. دور من ليس لهم أب ولا أم.. دور الأمل تحولت لدور الألم.. دور الرحمة الغائبة.
فما بين تعذيب وضرب وسحل واغتصاب.. ووسائل تعذيب غير مشروعة ابتدعتها طائفة من المشرفين على إحدى دور رعاية الأطفال لاغتيال البراءة، وتحولت تلك الدور إلى ما يشبه السلخانة التعذيبية، تزيد من أنين الأطفال الأيتام ليصبحوا ضحية للمجتمع بدلًا من الحفاظ عليهم.
محطة التعذيب وصلت إلى ١٦ طفلًا بدار أيتام مملوكة لزوجة إحدى كبار المسئولين السابقين، فهنا فى دور الأيتام قليل من الفرح.. كثير من الحزن، جرائم عديدة فى حق الطفولة والإنسانية، فهنا لا يوجد مكان للإنسانية ولا للرحمة ولا حتى القانون، فالجميع حقوقه منتكهة، والجميع دموعه منذرفة على غياب الأب والأم والإنسانية التائهة.. فهنا الملائكة تتألم بعد أن نزعت الرحمة ممن نتوسم فيهم الرحمة.
لن أتحدث هنا عن مزادات البر والتقوى التى تعد مكياجا لإنسانية زائفة بضائعتها الرائجة «الأطفال الأيتام» ولكننى أتحدث عن صرخة ضمير ليتيم معذب.
«أنا كل يوم أسمع.. فلان عذبوه أسرح فى بغداد والجزاير وأتوه ماعجبش م اللى يطيق بجسمه العذاب وأعجب من اللى يطيق يعذب أخوه.. وعجبى».
(٢)
وننتقل من أسوار زلفى الشائكة إلى أسوار العدالة الغائبة.
«ابنى طلب يدوق الشيكولاتة ومش قادر أقوله مفيش.. أجيب منين؟
تلك الكلمات الصادمة التى أطلقها متهم بسرقة شيكولاتة لابنه التلميذ فى المرحلة الابتدائية، بعد أن أمرت نيابة قسم الجيزة بإخلاء سبيله وإحالته للمحكمة يوم ٢٠ مارس الجارى، قد يبدو القانون هنا بلا قلب، وأن العدالة لا تعرف غير الأوراق، ولا تعرف الجوع والفقر والحاجة، فهذا رجل فقير لا يملك من الدنيا سوى الفتات، وجد نفسه فجأة داخل قفص محكمة جنح الجيزة، متهمًا فى قضية سرقة، بالرغم من أنه لم يحمل سلاحًا ولم يهدد المارة، ولم يقطع طريقا أو يطلب فدية، كل جريمته أنه «أب» عجز عن رفض طلب نجله بالحصول على قطعة شيكولاتة.
أنا هنا لست مدفاعا عن أب متهم بسرقة قطعة شيكولاتة لنجله فالسرقة سرقة، ولكن كيف نحاكم من يسرق شيكولاتة ونترك من يسرق مصنعا؟ نحاكم من يسرق ٥ جنيهات ونترك من يسرق ٥ ملايين جنيه، كيف نحاكم من يسرق عاجزا ونترك من يسرق قادرا.
أنا مع العدالة المتساوية، وليس من العدالة الانتقائية العدالة التى تطبق على الأغنياء والفقراء وليس كما قال النحات الدانماركى جينس بأن «العدالة دائمًا تسير فوق أكتاف الفقراء».
(٣)
رسائل إلى:
وزير الآثار.. ليس هكذا يعامل الملوك.
وزير السياحة.. مصر ليست فى حاجة لاستخدام نفوذها السياسى لدعم السياحة، نحتاج فقط لاستخدام نفوذنا السياحى.
وزير الصحة.. بعد قرارك بسحب الأدوية منتهية الصلاحية من الصيدليات، أصبحت تلك الأدوية «الفاسدة» متدوالة حاليا على شبكة التواصل الاجتماعى «أون لاين».
وزير الزراعة.. ننتظر مواجهتك اليوم بمجلس النواب.
وزير النقل.. النقل يا معالى الوزير مش قطارات ولا مترو فقط، أعتقد أن الدائرى ضمن اختصاصات الوزارة.