الأحد 06 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

جيل الصمت الحائر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"1" جيل الصمت
أعلم جيدا أن البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة جاء لإنشاء قاعدة شبابية من الكفاءات القادرة على تولى المسئولية السياسية والمجتمعية والإدارية فى الدولة‎، وأعلم كذلك أنه جاء لإنشاء مجتمع عامل ومنتج قادر على مواجهة كل التحديات والصعوبات بثبات وبقدر عال من المعرفة والحكمة، ولكنى ما يزعجنى هو تحديد من يشلمهم هذا البرنامج برعايته وتعليمه وعطفه وكرمه، أنا هنا أتحدث عن أحد شروط القبول بالبرنامج الرئاسى وهو «لا يزيد عمر المتقدم عن ٣٠ عاما»، لا أعلم من وراء هذا الاقتراح ولكن بالتأكيد هو قرار خاطئ، لأننا إذا ما تحدثنا عمن تخطوا هذا العمر وهم بالتأكيد ما زالوا فى مرحلة الشباب، ولكن بات واضحا أنه قد تم تجاهلهم فى البرنامج وبالتبعية سيتم تجاهلهم فى قيادة المرحلة المقبلة.
أتحدث هنا عن جيل الصمت.. الجيل الذى لم ينل حظه أيام النظام الأسبق «حسنى مبارك»، ولم يستمع إلى نداء شعبه عندما قال له أصلح فأبى أن يكون من المصلحين، وأصبح هذا الجيل من المستبعدين المهمشين، حتى ثار عليهم فى ٢٥ يناير، وكان الدرس قاسيا.
هذا الجيل الذى قام بثورة وقف فيها العالم إجلالا واحتراما لها، وجاء الدور على هذا الجيل الذى نسيه مبارك طيلة ٣٠ عاما، حتى وصلنا للفترة الحالية فكان من المنسيين أيضا.
عندما خرج الثائرون بثورتهم.. كان أحد أهم هتافاتهم «العدالة الاجتماعية»، والعدالة هنا لها وجوه كثيرة، عدالة تعليمية وعدالة وظيفية وعدالة إنسانية وعدالة شبابية، ولكن بات واضحا أنه تقرر أن يكون جيل الشباب ممن تعدوا الـ٣٠ عاما «مثل خيل الحكومة»، أو أنه يتم التعامل معهم بنظام «المعاش المبكر» معاش فى عمر الشباب، معاش منتصف العمر، بعد أن يتم استبعادهم من المشاركة فى قيادة المرحلة المقبلة، ولكن عذرا فهناك من يرفض أن يكون مثل خيل الحكومة أو يقبل بالمعاش المبكر وهو بمنتصف العمر، فالطموح والنجاح لا يحتاجان برنامجا أو حتى تأشيرة مرور.
"2"
«أرض سيناء تتمتع بحالة من الروحانيات لليهود، يعودون بها إلى عصر الأجداد، وطرح الحاخام تسأولا ماذا لو لم يغامر اليهود ويخرجون إلى أرض سيناء؟
هكذا ختم الحاخام الإسرائيلى «يسرائيل أسولين» مقاله عن مصر، والذى رأى فيه البعض تغزل الحاخام فى مصر، بينما أراه أنا تبجحا وتحسرا على سنواتهم الست التى قضوها فى سيناء بعد حرب ١٩٦٧. 
مقال الحاخام ما كُتب بين السطور، أكثر مما خطه بقلمه ليبعث فيه بالعديد من الرسائل المسمومة، وهو يتحدث عن معاناة أجداده أيام فرعون وسيدنا موسى، وكيف تم طردهم من مصر، وغفل الحاخام ما نعلمه عنهم جيدا، من قتلهم الأنبياء وسفكهم الدماء، وخيانتهم العهود، بعيدا عن صفاتهم الشخصية ومعرفة مدى جبنهم، فالمهم عند اليهودى أن يحيى حياته، ولا يهمه أى حياة، وكثيرا ما نقل المجاهدون العرب كيف كان جنود اليهود يربطهم قادتهم بالجنازير داخل دباباتهم كى لا يهربون فى حروبهم مع العرب!! وعندما يتمسح الحاخام بسيدنا موسى نسى ما قاله الله عنهم ﴿ وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ﴾
دع الحاخم يتغزل فى مصر أو يترحم على أيامهم البذيئة على أرض الله الطاهرة ولكن ردنا الوحيد عليه وعليهم «محرمة عليكم».
ومن تغزل الحاخام فى مصر إلى إسرائيل السعيدة بتواجدها فى معرض الكتاب بالقاهرة، وخاصة بعدما أعلنت صفحة «إسرائيل فى مصر» على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» عن المشاركة غير الرسمية لإسرائيل فى معرض القاهرة الدولى للكتاب بجانب ٣٥ دولة أجنبية تشارك فى المعرض بشكل رسمى وذلك من خلال الحضور على رفوف المكتبات، كتب عن زعماء إسرائيل والصراع العربى الإسرائيلى، وكالعادة فى ذهنية العقلية الإسرائيلية، فإنهم لا يعرفون التسلل فقط فى مباراة كرة القدم، لأنهم يؤمنون بالتسلل أيضا فى السياسة والاقتصاد والمستوطنات وصولا إلى المعارض.
إسرائيل دخلت معرض الكتاب متسللة مثل «اللصوص» عن طريق دور نشر قامت بترجمات تلك الكتب لنفاجأ بكتب إسرائيلية فى قلب القاهرة.
ولكن لتعلم إسرائيل أن التطبيع لا يكون تسللا، والضمير الشعبى المصرى يرفضكم ويرفض سياستكم ويرفض كذلك كتبكم.
"3" آخر كلام
الوطن ليس خريطة ولا جغرافيا.. الوطن قيمة للعدالة وللحرية.. الوطن إيمان المخلص.. وثبات على المبدأ.. وسلاح فى وجه الأعداء.. الوطن لا يعرف الخيانة.. ولا يعترف بسوق النخاسة.. الوطن أنا وأنت وجميع الشرفاء ومن لم يحجزوا لضمائرهم تذكرة ذهاب بلا عودة.