الأحد 30 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

تقرير لـ"الإقليمي للدراسات": الجاذبية الفكرية السبب في انضمام الجهاديين إلى "داعش".. الظروف الإقليمية وإعلان التحالف الدولي ساعد في جذب أعداد كبيرة منهم.. احتمالات تراجع تدفقهم لصفوف التنظيم محل شك

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد تقرير لوحدة دراسات الأمن الإقليمي بالمركز الإقليمي للدراسات، أن "الجاذبية الفكرية" هي السبب في اتجاه الكثير من المقاتلين الجهاديين للانضمام لتنظيم "داعش"، إضافة إلى تصاعد نشاطه غیر المسبوق، وخاصة أن الظروف الإقلیمیة ساعدت التنظیم على جذب أعداد منهم، وهو ما یعني أن احتمالات انحسار ظاهرة تدفق المقاتلین على "داعش" خلال الفترة المقبلة تبقى محل شك.
واعتبر التقرير والذي يرصد الأسباب والتداعيات التي تدفع الجهاديين للمقاتلة في صفوف التنظيم، أنه یمثل حالة فریدة في أوساط التنظیمات الجهادية، من حیث النشأة والقواعد الفكریة التي یتبناها، إضافة إلى سرعة تطوره وقوة انتشاره، الأمر الذي أدى في النهاية إلى زیادة أعداد المقاتلین الأجانب الذین یقاتلون في صفوفه.
ولفت التقریر إلى أن نحو 15 ألف مقاتل أجنبي من 80 دولة سافروا إلى سوریا والعراق للمشاركة في القتال إلى جانب تنظیم "داعش" وبعض التنظیمات المتطرفة الأخرى، بشكل ربما یفرض تداعیات سلبیة عدیدة في الفترة القادمة، مؤكدًا على أن استقطاب عناصر جدیدة من المقاتلین الأجانب یمثل أحد الأسباب الرئیسیة التي دفعت التنظیم إلى الإصرار على السیطرة على منطقة "كوباني"، التي سوف توفر له ممرًا مهمًا یمكن من خلاله زیادة أعداد مقاتلیه.
وأشار التقرير إلى أنه ومنذ أن تأسس تنظیم "داعش"، بدأ الجهاديون یتدفقون من مناطق مختلفة من العالم بهدف الانضمام إلیه، خاصة بعد الإعلان عن تشكیل التحالف الدولي لمواجهته، حیث لم تشهد الحالة الجهادية من قبل وجود تنظیم جهادي یضم مقاتلین متعددي الجنسیات بهذا الشكل، ولا حتى تنظیم "القاعدة" الذي كان یمثل المرجعیة الجهادية من قبل.
وأضاف التقرير:" حتى بعد الضربات العسكریة التي وجهها التحالف الدولي ضد "داعش"، لم یتوقف تدفق المقاتلین إلى التنظیم، حیث أشارت تقدیرات عدیدة إلى عبور ما یقرب من ألف مقاتل شھریا إلى الحدود السوریة من أجل القتال إلى جانب التنظیم. ویتنوع المقاتلون الجهادیون الذین یقاتلون في صفوف "داعش"، ما بین مقاتلین كانوا ینتمون إلى تنظیمات عابرة للحدود، مثل تنظیم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، ثم انشقوا عنها من أجل الالتحاق بـ"داعش"، أو عناصر من الجماعات السلفیة الجھادیة، أو مقاتلین من تنظیمات مسلحة محلیة.
وحول تفسير أسباب اتجاه المقاتلین الأجانب إلى الانضمام لتنظیم "داعش" يشير التقرير إلى أنه يمكن الإشارة إليها في ضوء أربعة عوامل،" التشدد الفكري، إعلان الخلافة الإسلامية، الأبعاد الطائفية للصراعات في المنطقة، الحرب الدولية على داعش"
وفيما يتعلق بالمحدد الأول، " التشدد الفكري" فيقول التقرير بأن تنظیم "داعش" يتسم بتشدده الفكري والعقائدي، الذي وصل إلى درجة أنه أصبح محل انتقاد من قبل منظري الفكر الجهادي، وعلى رأسھم أبو محمد المقدسي، الذي وصف فكر التنظیم بأنه "شدید التطرف والعنف"، وھو ما یبدو أنه وفر فرصة للتنظیم لضم عناصر من التیارات الجهادیة الأخرى الأقل تشددا، خاصة أن الأخیرة تسعى، من الناحیة الفكریة، للالتحاق بالتیارات الأكثر تطرفا التي تعتبر، في رؤیتها، "أكثر إیمانا".
ويذهب التقرير إلى أن إعلان الخلافة صار حدثا فارقا في تاریخ التیارات الجھادیة، حیث أنھا المرة الأولى التي یقدم فیھا تنظیم جهادي أو إسلامي على إعلان "الخلافة" وتنصیب "خلیفة"، وھو الھدف الذي یسعى معظم الجهادیین حول العالم إلى تحقیقه، بشكل دفع كثیر منهم إلى الانضمام لتنظیم "داعش".
وفيما يتعلق بالأبعاد الطائفیة للصراعات في المنطقة، يلفت التقرير إلى أن التنظیم تمكن من حشد وتعبئة كثیر من الجهادیین حول العالم للمشاركة في القتال ضمن صفوفه من خلال التأكید على أنه "جهاد من أجل الدفاع عن أھل السنة ضد اعتداءات الشیعة الذین یحاولون القضاء عليهم"، وھو ما دفع العدید من الجهادیین إلى الانشقاق عن التیارات التي كانوا ینتمون إليها والانتقال إلى القتال ضمن جانب "داعش".
ويلفت التقرير إلى أن الحرب الدولیة على التنظيم منحته فرصة لاستقطاب تعاطف وتأیید العدید من التنظیمات الجهادیة والتیارات السلفیة المنتشرة في المنطقة، مما أدى إلى تدفق الجهادیین بشكل واضح، خاصة من منطقة شمال أفریقیا التي تعد المورد الأول للمقاتلین في "داعش".
ويؤكد التقرير على أنه ثمة تداعيات خطيرة تفرضها تزايد أعداد المقاتلين في صفوف التنظيم، تتمثل في:تصاعد ظاهرة "العائدین من الجهاد"، إذ من المتوقع أن یتجه الآلاف من المقاتلین الأجانب الذین انضموا إلى "داعش"، للعودة إلى دولهم الأصلیة، وهم یتبنون الأفكار المتطرفة والعنیفة، بشكل ربما یؤثر على السلم الاجتماعي في تلك الدول، خاصة إذا حاولوا تطبیق هذه الأفكار داخل مجتمعاتهم.
كما أن تمدد الفكر "الداعشي"، ربما یؤدي أي سقوط محتمل لتنظیم "داعش" بفعل الضربات التي یتعرض لها، إلى خلق حالة من "التشتت الجهادي"، سوف ینتج عنها، في الغالب، توزیع المقاتلین على مناطق أخرى، سواء بالعودة إلى دولهم أو الهروب إلى دول أخرى، وھو ما یدعم من احتمالات نشر الفكر "الداعشي" الذي أصبح یؤمن به ویعتنقه ھؤلاء المقاتلون في المحیط الذي سیتواجدون فیه.
ومن بين التداعيات الخطيرة للتنظيم، وفقا للتقرير، تأتي عملية ظهور جیل جدید من الأفكار المتطرفة، لا سیما أن "داعش" یجمع تحت مظلته العدید من الجهادیین الذین یتبنون أفكارا جهادیة متباینة، وھو ما یمكن أن یؤدي إلى نشأة جیل فكري جدید ربما یكون أشد تطرفًا من الفكر "الداعشي" ذاته.