انتشرت فى السنوات الأخيرة، مهنة البلوجرز على السوشيال ميديا، وهى المهنة التى استقطبت العديد من رواد السوشيال الباحثين عن تقديم محتوى مقابل المشاهدات والإعلانات.
وفى غضون بضعة أشهر تزايدت أعداد البلوجرز من الجنسين بشكل لافت للنظر، ولم يعد الأمر مقتصراً على فئة بعينها، كما أن هذه المهنة ليس لهاعٌمر معين وتعتمد فى المقام الأول على المحتوى الذى يقدم للمشاهدين، وبعد ذلك يتحول الأمر إلى مشاهدات تصل فى بعض الأحيان للملايين وتعود بمبالغ خيالية على أصحابها من منصات السوشيال ميديا المختلفة، مثل يوتيوب وإنستجرام وتيك توك وغيرها.
وقالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، إن مهنة البلوجر انتشرت بشكل كبير وملفت للأنظار وأصبحت مهنة لا مهنة له، فى حين أنها تمارس بشكل جيد فى الدول الأخرى.
وأكدت خضر لـ''البوابة نيوز'' أن ٩٠ ٪ من العاملين بمهنة البلوجر يمارسونها بشكل عشوائى وخاطئ، وهذا بسبب المحتوى السيئ الذى يتم تقديمه وبثه من خلال السوشيال ميديا للشباب الصغير وخاصة الفتيات.
ولفتت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، إلى أن أغلب الفتيات يفضلن تيك توك، الذى أصبح آفة العصر ويقدمن من خلاله فيديوهات رقص وحركات مثيرة وغير مشروعة، مضيفة أن تلك الفيديوهات غير هادفة ومثيرة للغرائز والهدف منها هو الإثارة فقط.
وطالبت بضرورة تغليظ عقوبات الفيديوهات التى ينشرها البلوجرز،والتى تحتوى على كلمات وحركات خادشة للحياء وتحرض على الفسق والفجور.
وأشارت خضر إلى أن تكرار وقائع ضبط الفتيات البلوجرز ومحاكمتهن، هو أمر محمود ويأتى بثماره فى المستقبل، لأن حبس هؤلاء الفتيات يردع الأخريات حرصا على مستقبلهن.
وأضافت أن السبب فى ارتفاع مهنة البلوجرز فى مصر هو البحث عن الثراء السريع وتحقيق الشهرة من خلال السوشيال ميديا، لأن الأمر لا يتوقف على تحقيق عائد مادى بالدولارات فقط، وإنما هو خطوة أولى لبعض شركات الدعاية لترويج منتجاتها، ثم الوصول للنقطة الأهم وهى دخول عالم التمثيل وهو ما يحلم به معظم الفتيات.
وأكدت خضر ضرورة البعد عن طريق الفسق والفجور وتقديم محتوى هادف يفيد المشاهدين، مشددة على أن هذا لن يتحقق إلا بإحياء القيم والمبادئ والالتزام بتعاليم الدين القويمة والحرص على طاعة الله.
من جهته أكد الدكتور صلاح الطحاوي، الفقيه القانونى وأستاذ القانون الدولى أن انتشار مقاطع مخلة لبعض الفتيات صغيرات السن على السوشيال ميديا يعد جريمة مكتملة الأركان؛ لأنها لا تقتصر على الظهور بملابس جريئة وخارجة على حدود الآداب العامة، لكنها أيضًا فيديوهات تحرض على نشر الفسق وإتلاف أخلاقيات المجتمع الحميدة التى تربينا عليها فى مجتمعنا المصري.
وقال الطحاوى فى تصريح خاص لـ''البوابة نيوز''، إن القانون حدد عقوبات قوية لكل من ينتهك الآداب العامة وكل من يحاول أن يزيل الحشمة الفطرية فى المجتمع المصري؛ لأن تلك الفيديوهات الخارجة ما هى إلا محاولة لهدم قيم وأخلاقيات المجتمع الفضيلة، والتى تتم فى العلن على مرأى ومسمع من جمهور السوشيال ميديا بهدف استقطاب المزيد من الفتيات للمشاركة فى تلك الجرائم الأخلاقية التى يندى لها الجبين وتصيب الآلاف وربما الملايين بصدمة كبيرة.
وأوضح أن قانون العقوبات حدد فى المادة ٢٦٩ مكرر عقوبات تعاقب كل من حرض المارة على الفسق بإشارات أو أقوالفى أى مكان مطروق وهو ما ينطبق على البث المباشر على تطبيقات السوشيال ميديا؛ لأنها تعد مكانا للجميع، وحتى لو كانت صفحات خاصة فهى تعرض على العشرات وتؤدى لنفس النتيجة.
وتابع: المادة ٢٧٨ من قانون العقوبات أيضًا تنص على أنه يعاقب كل من يرتكب فعلا مخلاً بالحياء علنا بأحد طرق العلانية المنصوص عليها فى المادة ١٧١ ومن ضمنها الإذاعة ومقصود بها أيضا ما يحدث حاليا على السوشيال ميديا، والتى تعد مكان لالتقاء الآلاف بشكل يومى على التطبيقات المختلفة.
ولفت الفقيه القانونى إلى أن قانون مكافحة الدعارة رقم ١٠ لسنة ١٩٦١يعاقب كل من حرض غيره على ممارسة الدعارة أو الفجور أو المساعدة عليهما أو تسهيلهما لشخص ذكر أو أنثى وهو ما يحدث بشكل جلى من الفيديوهات الخليعة التى تنشر على صفحات وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة والتى لا تخلو من الألفاظ البذيئة التى يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان.
وعن العقوبات قال إنه وفقا لنص المادة ١٧٨ من قانون العقوبات، فإنه يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين وغرامة لا تقل عن ٥ آلاف جنيه كل من نشر مقاطع تصويرية على مواقع التواصل الاجتماعى إذا كانت خادشة للحياة.
وأردف أنَّه وفقًا للمادة ٢٥ من قانون الإنترنت يعاقب بالحبس مدة لا تقلعن ٦ أشهر، وبغرامة لا تقل عن ٥٠ ألف جنيه كل من اعتدى على أى منالمبادئ أو القيم الأسرية فى المجتمع المصرى أو انتهك حرمة الحياة الخاصة، أو منح بيانات شخصية إلى نظام أو موقع إلكتروني.
كما أن المادة ٢٦ من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات تنص على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز ٥ سنوات، وبغرامة لا تقل عن١٠٠ ألف جنيه ولا تجاوز ٣٠٠ ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من تعمد استعمال برنامج معلوماتى أو تقنية معلوماتية فى معالجة معطيات شخصية للغير لربطها بمحتوى مناف للآداب العامة.
مهنة البلوجر
هناك الآلاف من البلوجرز يقدمون محتوى هادف ومفيد وينشر الأخلاقيات والفضائل، فضلاً عن تقديم خدمات إرشادية وتعليمية هامة للشباب والكبار على حد سواء.
وعن الأموال التى يجنيها البلوجرز فهى تعتمد فى المقام الأول على عدد المشاهدات من خلال قنواتهم التى أنشأوها على السوشيال ميديا، والتي تستقطب ملايين المتابعين يوميا لمتابعة تلك المنصات.
جرائم
تنظر المحكمة المختصة، جلسات محاكمة البلوجر نادين طارق، على خلفية اتهامها بممارسة الفسق والفجور، ونشر فيديوهات مخلة تتضمن إيحاءات منافية للآداب العامة.
وكشفت أقوال البلوجر نادين طارق بالتحقيقات تفاصيل إلقاء القبض عليها من قبل الأجهزة الأمنية بتهمة ممارسة الفسق والفجور، ونشر فيديوهات مخلة وقول إيحاءات منافية للآداب العامة، والتى أثارت الجدل عبر تطبيق تيك توك.
وبسؤالها بالتحقيقات قالت: الكلام ده محصلش، وبسؤالها عن صلتها وعلاقتها بالفيديوهات السابق عرضها عليها، قالت أنا فعلا اللى فى الفيديو، بس أنا مشتمتش حد ولا قولت الكلام ده.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة فى واقعة ضبط البلوجر نادين طارق،أنها قامت ببث مقاطع فيديو عبر حسابها على منصة تيك توك متضمنا كلمات خادشة للحياء وتتضمن ألفاظ منافية للآداب العامة، وأمرت بحبسها.
كانت قد انتشرت فى الفترة الأخيرة قضية صاحبة قناة «يوميات أنوش» والتى أحدثت ضجة كبيرة فى الشارع المصري، وتم اتهامها بنشر مقاطع فيديو تتنافى مع قيم ومبادئ المجتمع المصرى والتحريض على الفسق والفجور، وحكم عليها بالحبس ٣ سنوات وتغريمها ١٠٠ ألف جنيه.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة، أن صاحبة قناة "يوميات أنوش" والتى تم ضبطها وبحوزتها ٢ هاتف محمول، تم فحصهما بشكل مبدئي،عثر على العديد من المقاطع التى تتنافى مع قيم ومبادئ المجتمع والتحريض على الفسق والفجور .
وأضافت التحقيقات أن صاحبة فيديوهات "يوميات أنوش"، عثر معها على تحويلات بنكية من الشركة القائمة على قناتها، والتى تشير إلى تربحها ما يعادل ١٠٠٠ دولار أسبوعيا، وجار عرضها على النيابة العامة للتحقيق.
وتبين من التحقيقات أن المتهمة تمتلك أكثر من أربعة حسابات عبر ثلاثة تطبيقات مختلفة للتواصل الاجتماعي لخدمة هذا النشاط، جميعها تحتوى على مقاطع فيديو عديدة لها داخل شقة حدائق حلوان، منها ما قامت فيه بحركات إثارة وإغراء بطريقة مثيرة تلفت الأنظار إليها، من أجل تسجيل نسب مرتفعة للإعجاب بها والمتابعة لما تنشره، وتبين تداول تلك المقاطع بمواقع أخرى للتواصل الاجتماعي.
أسندت النيابة لها أنها أعلنت من خلال قناتها وحساباته الشخصية عن دعوة تتضمن إغراء بما يلفت الأنظار إلى الدعارة، وأدارت المتهمة قناتها وحساباتها الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعى؛ بهدف تسهيل ارتكاب تلك الفعلة المعاقب عليها قانونًا.