يحتاج الكثيرون لمادة الكافيين أثناء اليوم، حتى يبقوا نشطين ولديهم استعداد أكبر للقيام بالمهام اليومية، فبعضهم دون هذه المادة لايقوى على حمل ريشة، وكأن المخ تبرمج على العمل بذلك الوقود المسمى((الكافيين))، ولكن دائمًا نعرف أن ماكثر تناوله انقلب على صحة الانسان، وهذا ينطبق هنا، فعند تناول الكثير من الكافيين أثناء اليوم يشعر الانسان ليلا بالتوتر والقلق وعدم القدرة على النوم بشكل طبيعي.
بحسب إدارة الغذاء والدواء الأميركية، فإن الانسان يجب أن لا تناول ما لا يزيد عن 400 ملليجرام من الكافيين يومياً للبالغين، أي ما يعادل حوالي أربعة فناجين من القهوة فقط.
ولشرح أوفى تتحدث أستريد نيليج، مديرة الأبحاث الفخرية في المعهد الوطني الفرنسي للصحة والأبحاث الطبية، أن حوالي 100 إلى 150 ملليجرام، أي ما يعادل كوباً أو كوباً ونصف من القهوة، وهي كمية تقريبية من شأنها أن تعطي دفعة صحية، فبعد شرب القهوة بخمس دقائق يبدأ الجسم بالشعور باليقظة والدفعة والحيوية لتصل حالة النشاط هذه إلى ذروتها بعد 15 دقيقة إلى ساعتين، وتختلف تلك المدة حسب التمثيل الغذائي لكل فرد.
وفي نفس السياق نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، لجريجوري ماركوس، طبيب القلب وأستاذ الطب في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو والمؤلف الأول لدراسة NEJM، إن تأثير الكافيين على النوم يعتمد على مدى سرعة استقلاب الكافيين، في حين أن الجسم يحتاج إلى 10 ساعات للتخلص من الكافيين، ولكن تلعب الاختلافات الجينية دورًا هامًا في هذا الصدد، فالبعض يستقبله ببطء والبعض الاخر يكون استعداد استقباله أسرع.
وفي نفس الدراسة، وجد أن الأشخاص الذين يعانون من عملية التمثيل الغذائي البطيء ينامون ما يقرب من ساعة أقل عندما يتناولون القهوة، في حين أن الأشخاص الذين يعانون من عملية التمثيل الغذائي السريع لا يلاحظون أي تغيير في نومهم، لذا ينصح الخبراء بتأجيل تناول أول فنجان قهوة من الساعة 9:30 صباحاً إلى 11 صباحاً، لتجنب التوتر وزيادة النشاط.
كما يجب التوقف عن تناول القهوة قبل 6 ساعاات من النوم على الأقل فهذا هو الوقت المثالي للتخلص من الكافيين.
جدير بالذكر أن، مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، توصي بأن يحصل الجميع على ثماني ساعات من النوم كل ليلة، لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أن واحدًا من كل ثلاثة بالغين لا يصل إلى هذا الحد.