مين فاكر أيام زمان ساعة ما كنا بنستمتع بصوت «بمب العيد» و«حرب الأطاليا»، والتى كانت تشعرنا ببهجة الأعياد، لكن الآن تحول الأمر إلى حالة فى غاية السوء تصل إلى التهديد الأمنى.. وبكل أسف طفت على السطح ظاهرة تتمثل فى الانتشار الرهيب والغزو المفزع للصواريخ والشماريخ فى كل شارع بل وميدان.. قد يقول قائل: «يا سيدي أطفال خليهم يتسلوا»، أو يراها آخر من قبيل«لعب العيال».. لكن بالفحص والتدقيق وإعمال العقل ستكتشف أن هذه الظاهرة ربما تكون وراء جزء ليس باليسير مما تعانيه مصر.
تظهر المأساة الخطيرة مع انتشار الصواريخ والشماريخ التى تحدث انفجارات مدوية لدرجة أنها ليست فقط تفزع الأطفال، فى بيوتهم، بل ترعب آباءهم وأمهاتهم وأجدادهم ، وتمتد الاعتداءات إلى إلقاء هذه المفرقعات على المارة فى الشوارع وسط قهقهات أطفال منفلتين أو شباب مستهتر لا يعير أى قيمة لأخلاق أو تربية أو حقوق جيرة.
هذه «المفسدة» لا يمكن بأية حال النظر إليها على أنها عبثية أو وليدة الصدفة.. فالملاحظ توسع انتشارها كل يوم أكثر من الذى قبله لدرجة أصبحت لا تطاق مما أدى إلى وقوع حوادث ومشاجرات عنيفة فى كثير من الأحياء.
سؤال يفرض نفسه فى هذا المجال.. هل تعلمون أن هذه المفرقعات مستوردة بمعنى أنها تضيع مئات الملايين من الدولارات وتشعل أسعار العملات الصعبة بالسوق السوداء وتتسبب فى إنهاك الاقتصاد واشتعال الأسعار.. كل هذا لسبب بسيط يتمثل فى عدم قيام بعض الأجهزة الرقابية بدورها فى ضبط هؤلاء المخربين من تجار البارود الذين يضحون بكل ما يمكن التضحية به لأجل جنى الأموال.
وبطبيعة الحال لا أحد ينكر جهود الأمن فى مكافحة هذه الظاهرة الكارثية، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية منذ يومين، من ضبط شخصين بحوزتهما ٢ مليون صاروخ من الألعاب النارية، استعدادا للإتجار بها وبيعها، فضلا عن ٣٠٠ كيلو جرام منمادة البارود – طاحونة كهربائية.
وتبذل الأجهزة الأمنية خلال تلك الفترة جهودا كبيرة فى مكافحة جرائم حيازة واستخدام الألعاب النارية، أو الاتجار بها، وذلك لما تسببه هذه الألعاب والصواريخ و«البمب» من مخاطر كبيرة، حيث تشن الأجهزة الأمنية حملات أمنية ضبطت خلالها كميات كبيرة من الألعاب النارية، والتى تنتشر فى الأعياد ، وتعود أسباب انتشار الألعاب النارية إلى التهريب والمخزون المكدس الذى فشل التجار فى تسويقه بسبب ارتفاع أسعاره.
وتشكل الألعاب النارية و«البمب» خطرا وضررا كبيرا، وتسبب إصابات خطيرة للأطفال، كما أنها أحد أسباب اشتعال الحرائق، وأغلب هذه الألعاب تدخل مهربة، عبر منفذى بورسعيد والعين السخنة الجمركيين، تحت بند لعب أطفال، وتطفو على السطح فى مثل هذه الأوقات مطالبات بتغليظ عقوبة تهريب واستخدام بعض الشماريخ والصواريخ عقب انتشارها بشكل كبير، وذلك من خلال مطالبة وزارتى الداخلية والعدل بتحديد وإضافة الألعاب النارية المطلوب تجريم استخدامها وتغليظ العقوبة عليها، وإدراجها فى التشريع القانونى الخاص باستخدام وتداول الألعاب النارية.