السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

في عيدهن.. قصص ملهمة لأرامل أثبتن للجميع قدرتهن على النجاح

«وفاء» تتنصر على المرض والظروف.. و«أحلام» ضحت بنفسها من أجل أولادها

قصص ملهمة لأرامل
قصص ملهمة لأرامل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يولد النجاح من رحم التحدي، هذا ما أثبتته سيدات كتب لهن القدر أن يعشن المعاناة بعد فقدان شريك حياتهن، ولكنهن سعين لكسب اللقمة الحلال وتوفير متطلبات أبنائهن والوقوف بجانبهم حتى يحصلوا على مؤهلات عليا يمكنهم من خلالها إثبات أنفسهم وخدمة مجتمعهم، وخلال هذه الرحلة الطويلة، لا تعلم عائلاتهن حجم المعاناة التى تعيشها هذه الأرملة حتى وصلت لما هو عليه. 

- «البوابة» تكشف معاناة السيدات الأرامل مع الحياة بعد فقد شريك حياتهن.

 

وفاء: فقدت زوجي وانتصرت على المرض اللعين.. وكنت أبًا وأمًا لأولادي

وفاء محمود حنفي، البالغة من العمر 57 عاما وتعمل موظفة بكلية طب قصر العينى جامعة القاهرة، توفى زوجها عام 2000 لتبدأ رحلة كفاح مع أبنائها، وتلعب الدورين معا الأب والأم. 
تحكي وفاء قصتها قائلة: «تزوجت زواج صالونات واستمر هذا الزواج قرابه الخمس سنوات حتى توفى زوجي وكنت قد رزقت منه بثلاثة أطفال ولد وبنتان فاطمة ومحمود وآية وكانت أعمارهم متقاربة، واتفقت مع زوجى قبل وفاته بأننى سوف أترك العمل لأتفرغ لرعايتهم وخاصة أنهم فى سن صغيرة، ولكن شاء القدر أن أفقد زوجى فرجعت فى قراري عن ترك العمل». 

واستطردت: «بوفاة والدى الذى كان سندا وعونا لى بعد وفاة زوجى شعرت باليتم وزادت المسئولية أكثر لأننى كنت أعتمد على والدي فى أشياء كثيرة، وبعدها عرضوا علىّ الارتباط بشخص لمساعدتى على تربية أولادي ولكنني رفضت واعتمدت على نفسى كما ساعدتنى أمي وإخواتي على رعايتهم أثناء تواجدي فى عملي وبالفعل استطعت أن أقوم بتربيتهم والإنفاق عليهم وعلى تعليمهم».

وأضافت: «صممت أن يلتحقوا أولادي بمدارس خاصة رغم قلة دخلى ومعاش زوجي البسيط، حتى حصلوا على مؤهلات عليا، فاطمة تخرجت في كلية حقوق القاهرة، ومحمود حصل على بكالوريوس إدارة أعمال، وآية تخرجت في كلية التجارة شعبة محاسبة».

وتابعت: «وأنا ماشية فى الطريق اللي رسمته لنفسي ولأولادي ومنذ 6 سنوات تقريبا، زارني الكانسر واكتشفت أني مريضة بسرطان الثدي، فى الوقت ذاته حصلت ابنتي فاطمة على شهادتها الكبيرة، فظللت فى حيرة هل أخبرهم بمرضي أم أسكت حتى لا أعكر فرحتهم، لكننى قررت أن أقول لهم وفعلا كانوا على قدر المسئولية، والحمد لله تخطيت المرحلة بفضل ربنا وبوقوف أولادي بجانبي، وحاليا أنا فى مرحلة العلاج الهرمونى». 

وأكدت وفاء، أنها تطوعت فى جمعية سحر الحياة لدعم مرضى السرطان لمساعدة أخواتها البطلات على الانتصار والتعافى من المرض، مستكملة: «أكثر الصعوبات التى واجهتنى هو إزاى أقدر أتخطى بأولادى أى مشاكل ومصاعب من غير الاحتياج لأحد، وبشهادة الجميع استطعت أربى أولادى وأعلمهم وأصبحوا علي  قدر المسئولية، حقيقى أنا فخورة بيهم.

ووجهت نصيحة لكل أرملة قائلة: «خلى عندك ثقة بالله وأعرفى إن ربنا بيدى القدرة على قد الابتلاء وأملى قلبك باليقين والرضى والعزيمة إنك هتتخطى أى صعاب بفضل الله وخليكى قريبة جدا من ربنا وكلميه فى أى حاجة أنتِ عيزاها».

أحلام: «الشغل مش عيب ونظرات المجتمع مش هترحمني لو أولادي فشلوا» 

أحلام 40 سنة، حاصلة على دبلوم تجارة، اختارت المكوث في البيت لخدمة زوجها والتفرغ لأعمال المنزل، إلى أن توفى زوجها عام 2010 فى حادث سير وترك لها ولدين وبنتا، تروى قصتها ومعاناتها بعد وفاة الزوج الذى تركها أمام متاعب الحياة بمفردها. 
وتقول: «بعد وفاة زوجى قررت أن أعمل لتوفير مطالب أبنائى واستكمال تعليمهم، الأمر الذى دفعنى للبحث عن عمل ولكن دون جدوى، لم أعثر على عمل نظرا لأنى غير حاصلة على مؤهل عالٍ، ففكرت فى مشروع بسيط يمكنني من خلاله العيش دون الاحتياج لأحد».

وتابعت: «قررت أن أفتح فى البداية مينى ماركت حتى تتحسن الأمور، وبالفعل استطعت بفضل الله تكبيره وأصبح سوبر ماركت كبيرا، فى البداية واجهت العديد من الصعوبات نظرا لأنى غير ملمة بالمهمة وكيفية التعامل مع الشركات، ولكن الآن أصبحت «أسطى» فى المجال. 
واختتمت: «استطعت من خلال هذا المشروع توفير احتياجات المنزل، وأسعى لتعليم أولادى حتى يحصلوا على مؤهلات عليا».

عفاف: وفاة زوجي نقطة تحول فى حياتي

لم تحصل عفاف البالغة من العمر 37 عاما، والحاصلة على بكالوريوس ريادة أعمال، على وقت كافٍ للحزن على فراق زوجها الذى توفى وترك لها ولدا و3 بنات، إلا أن استردت عافيتها سريعا لتقف بجوار أبنائها حتى لا يشعروا بمرارة فقدهم لوالدهم.
وتسرد عفاف قصتها وتقول: «كنت أحب زوجى كثيرا ولكن القدر فرق بيننا وهذا قضاء الله وقدره، وبعد وفاته حملت على عاتقى مسؤولية البيت كاملا من مصاريف وتعليم وتربية، فقررت أن أعمل بمؤهلى ولكن الظروف كانت أقوى من إرادتى، اتجهت للعديد من الشركات لكننى لم أجد فرصة عمل مناسبة، وبعد وقت قصير فكرت فى عمل مشروع خاص وبعد مشاورات عديدة مع أصدقائى قررت إنشاء شركة إعلامية صغيرة تهدف إلى إنشاء محتوى مرئى.
وأكدت عفاف: «فى بداية الأمر واجهت صعوبات بسبب عدم خبرتى فى هذا المجال فأخذت كورسات واجتهدت حتى أصبحت ملمة بكل شيء يخص الميديا، ولكن بوجود العديد من الشركات الإعلامية فى السوق الأمر كان ليس سهلا إثبات نفسى فى وقت قصير، ولكن بفضل ربنا والإصرار والعزيمة استطعت أن أدخل المجال وبدأت الشركة تكتسب عملاء ووكلاء». 

وتابعت: «اهتممت بأولادي كنت لهم سند وأب وأم وصديقة وهم الآن فى مراحل تعليمية مختلفة، وإن شاء الله سأفعل ما بوسعي ليحصلوا على مؤهلات عليا يخدمون بها أنفسهم ومجتمعهم».