يُثير الذكاء الاصطناعي، بحسب شركة تحليلات الموارد البشرية Revelio Labs، اضطرابات في القوى العاملة في مختلف المهن، من كُتَّاب السيناريو إلى المستشارين الماليين، ومن المتوقع أن تحل التكنولوجيا محل وظائف النساء بشكل غير متناسب وفقًا لوكالة Bloomberg الأمريكية.
في هذا الصدد، أوضح الخبير الاقتصادي في Revelio Labs، هاكي وزدينورين، أن توزيع المهن بين الجنسين يعكس التحيزات الاجتماعية العميقة في مجتمعنا، حيث يجد النساء أنفسهن غالبًا محصورات في مهن مثل المساعدين الإداريين والسكرتيرات، ومن ثم يتحدد تأثير استخدام الذكاء الاصطناعي على القوى العاملة بناءً على النوع الاجتماعي.
وأظهرت شركة Revelio Labs، وفقًا لدراسة أجراها المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية، أن العديد من الوظائف التي من الممكن أن يستبدلها الذكاء الاصطناعي يشغلها النساء، مثل جامعي الفواتير والحسابات، وكتبة الرواتب والأمناء التنفيذيين.
ومن المتوقع أن يزداد التفاوت بين الجنسين في العمل بسبب التقدم في التكنولوجيا، حيث تفكر الشركات في الاستغناء عن بعض الموظفين والاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي في سير عملها.
وأعلنت شركة International Business Machines Corp مؤخرًا تباطئ عملية التوظيف لأدوار يمكن للذكاء الاصطناعي استبدالها بسهولة في وظائف المكاتب الخلفية، مثل الموارد البشرية، ومن المتوقع أن يتم استبدال ما يصل إلى 30% من هذه الوظائف بالأتمتة خلال خمس سنوات، مما يؤدي إلى خسارة حوالي 7800 وظيفة.
ومن المرجح أن يتولى الذكاء الاصطناعي الوظائف التي يتكرر فيها العمل بشكل كبير، والتي غالبًا ما تشغلها النساء. ويمكن لنموذج شات جي بي تي من شركة أوبن إيه آي البحث عن عدد هائل من النصوص ومراجعتها وتلخيصها بسرعة، وهي مهام تستغرق عادةً وقتًا طويلًا لإنجازها. ويمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا أتمتة عملية الفرز في التوظيف من خلال السير الذاتية، وهي مهمة كانت تعتمد على المزيد من الأشخاص في الماضي، بحسب هاكي وزدينورين من Revelio Labs.
ومع ذلك، فإن ذلك لا يعني أن العمال الذين يمتلكون مهارات عالية يمكنهم الشعور بالأمان بشأن وظائفهم، حيث تشير الأبحاث الأولية إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يؤثر على الوظائف ذات الأجور العالية أكثر من الوظائف التصنيعية غير التقليدية، وفقًا لشركة Revelio Labs.