تجاوزت معركة الظلام إلى أرض النور لتنقش بحروف من نور اسمها فى قائمة من عبروا جسور الظلام إلى مدينة النور، حاملة الثقة بالله والنفس متحدية الإعاقة وألوان الظلام لترسم بفرشاة الأمل المخلوطة بدموع الألم لوحات من نور اليقين للوصول إلى المستقبل، فأبدعت أفضل اللوحات بإرادة من حديد.
آلاء عزت محمد عبد ربه، 22 سنة، من بنات الشرقية وحاصلة على دبلوم صناعي.
تروي أختها قصتها مع الرسم وتقول: «ولدت آلاء وهي معاقة ومن ذوي الاحتياجات الخاصة وقد ولدت بإعاقة ضعف السمع والكلام، وصارت غير قادرة على السمع والكلام، ولا تستطيع التحدث منذ ولادتها».
أضافت: «عرضها أبي وأمي على الأطباء لكن دون جدوى وقد أجمع الأطباء على أنها ستبقى طوال عمرها معاقة وغير قادرة على السمع ولا الكلام، وحاول أبى أن يقدم لها فى إحدى المدارس، وبالفعل التحقت لكنها لم تجد سوى الإهمال من قبل مدرسىّ المدرسة وقد وجدت التنمر من جميع صديقاتها».
وأوضحت أنها برغم ما كانت تعانيه من تنمر أصدقائها عليها إلا أن أبى كان حريصا كل الحرص على أن يقدم لها بالدبلوم، وأن تحصل عليه لتصبح متعلمة، وفعلا حصلت عليه وكانت تتمنى أن تكمل دراستها وتبدع بمجال الرسم، ولكن لم تجد سوى الإحباط والتنمر من قبل أصدقائها بالمدرسة، ولذلك لم تكن لديها صديقات مقربات ولا مدرسون شجعوها على موهبتها.
وعن رحلتها مع الرسم تقول أختها: «بدأت الرسم وهى فى سن صغيرة وقد شجعها فى ذلك أبى وأمى، وبرغم موهبتها، إلا أنها لم تجد من يقف بجوارها وما وجدت سوى التنمر من زملائها وجيرانها لعدم قدرتها على التحدث، لذلك انعزلت عن الناس وفى تلك العزلة أخرجت أفضل ما لديها».
وأردفت: «كانت معتمدة على نفسها، علمت نفسها بنفسها ودخلت على قنوات اليوتيوب وشاهدت من يهمها من كبار الفنانين وتعلمت منهم، وبحثت عن أماكن خاصة تحضر فيها ورشا خاصة تتعلم فيها أصول الرسم، والتحقت بإحدى الورش وحصلت على كورسات لمدة 8 أشهر وصلت فيها لدرجة الاحترافية والنضج على كل من حولها وعلى ذلك أسست لها صفحة فيس بوك عرضت فيها كل أعمالها».
وعن الصعوبات التي واجهتها تقول أختها: «لقد تعرضت أختي لصعوبات كثيرة أهمها تنمر صديقاتها وجيراننا منها لدرجة أنها شعرت بالألم واعتزلت الناس وصارت لا تتحدث مع أحد خوفا من التنمر حتى انتهى الأمر بها الآن تتلعثم فى الكلام ولا تقدر على الحديث، ولكن ذلك لم يكن عائقا بالنسبة لها، إذ أنها تغلبت عليها بحبها للفن والرسم واعتكافها على رسم كل ما تريد أن ترسمه».
وتقول أختها، إنها بدأت برسم نفسها ثم والديها، ثم تدرجت حتى انتهت لرسم الشخصيات المشهورة، وأهم لوحاتها التى تعشقها هو رسمها للرئيس عبد الفتاح السيسى، إذ أنها تحبه وتعتبره مثلها الأعلى وكلما سمعت خطابا له تشاهده حتى تشعر بالأمل وبعدها تبدع فى رسوماتها.
وعن أدواتها التى اعتمدت عليها، أكدت أنها تعتمد على القلم الرصاص والزيت والخشب وألوان المياه وكراسة الرسم.
وأكدت أختها، أنها تحلم أن يكون لديها مرسم خاص وتصبح أشهر رسامة وتقابل الرئيس لأنه تعتبره المثل الأعلى لها وتصبح من أشهر رسامى العمل الفنى، وتصل رسوماتها إلى العالمية وتكتب اسمها فى قائمة المبدعين كأمثال بيكاسو.