منذ قديم الأزل ولسنوات طويلة تعرضت المرأة السودانية لكثير من الضغوط والاضطهاد حيث ظلت على مدار العصور تسعى للحصول على حريتها وحقوقها واستقلالها، فقامت بتحدى المعوقات وكسر القواعد والحواجز التي واجهتها كى تستطيع أن تنعم بحياة طبيعية، وتشارك فى شتى المجالات وتشعر بكيانها.
لذلك قام الكثير من السودانيات بالدفاع عن بلادهن وحقوقهن، الأمر الذي وضع أسماءهن ضمن صفحات التاريخ السوداني، فضلًا عن تخليد أسمائهن كعلامات مضيئة في النضال السوداني، حيث استطاعت كلا منهن إثبات جدارتهن فى العديد من المجالات، بالإضافة إلي الوقوف بجانب الرجل فى محاربة الاستعمار والحروب بل أحيانا استطاعت ان تتقدمه دفاعا عن بلادها.. لذلك وجب علينا تسليط الضوء علي أبرز السيدات اللائي أثرن فى المجتمع السودانى وتركن بصمة فى تاريخه...
الملكة أماني ريناس
تعد الملكة أماني ريناس أو كما يطلق عليها "الكنداكة" وهو اللقب الذي تشتهر به في السودان، هى أول ملكة وحاكمة للسودان، وكانت تتسم بالعظمة والقوة، حيث حكمت مملكة كوش إلى ما يقرب الثلاثين عامًا.
كانت كنداكة أول امرأة سودانية تقوم بقيادة جيش يبلغ الـ 30000 مقاتل لتقاتل الرومان على حدود السودان، ولكن اندلعت الحرب مجددًا بعد ذلك لتنتهى بإبرام اتفاقية سلام فى سنة 20 قبل الميلاد بين الرومان والملكة أمانى وكانت زوجة الملك النوبي ترتيقاس وأنجبت منه الأمير النوبي اكينيداد، وتوفيت عام 10 ميلادية ودفنت بجبل البركل بشمال السودان.
ملكة الدار عبد الله
تُعد أول روائية سودانية، كما أنها أول من كتبت الرواية قبل الرجال في السودان، لها العديد من الروايات التى تسلط الضوء على مختلف المشاكل التى تعانى منها المرأة السودانية ومن أهمها "الفراغ_العريض".
كما شغلت العديد من المهام حيث شغلت منصب عضو فى الاتحاد النسائى وناشطة فى مؤسسات وهيئات العمل النسوى، ولدت عام 1922، ودرست في خلوة الشيخ إسماعيل الولي بالأبيض، والتحقت بمدرسة القبة بمدينة الأبيض، وتخرجت في كلية تدريب المعلمات بأم درمان عام 1934م، وفي عام 1960 تم تعيينها مفتشة للتعليم في كردفان، وتوفيت في نوفمبر 1969.
مهيرة بنت عبود
لعبت مهيرة بنت عبود دورًا كبيرًا فى تحفيز السودانيين ضد المستعمر أثناء معركة كورتى التى وقعت فى 4 نوفمبر 1820، فضلًا عن كونها شاعرة ومناضلة كانت تلقى الأشعار الحماسية على الجيش وتعد رمزًا للبطولة والفخر بالمرأة السودانية المحاربة.
وتوفيت عام 1840 فى قرية اوسلى ودفنت بها، وكانت لها العديد من الاشعار ومن أشهرهم مقولة: "يا الباش (الباشا) الغشيم قول لـ جدادك كر"، أي أيها الباشا الأبله أبعد جنودك.
فاطمة أحمد إبراهيم
ولدت في الخرطوم وهى أول سودانية تدخل الجهاز التشريعى بالبلاد، حيث فازت فى دوائر الخريجين فى انتخابات عام 1965، وقامت بإنشاء مجلة صوت المرأة وأصبحت رئيسة تحريرها فى يوليو 1964.
وبفضلها نالت المرأة السودانية حق الاشتراك فى جميع مجالات العمل، كما شغلت منصب رئيسة للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والتي تعد هي المرة الأولي يتم فيها انتخاب امرأة عربية أفريقية مسلمة.
وتعد فاطمة من أبرز العاملات فى الحقل النسائى، كما أنها بذلت الكثير من أجل المرأة السودانية وتعزيزها وحصولها على كافة حقوقها، ومنحتها جامعة كاليفورنيا الدكتوراة الفخرية 1996 نظرًا لجهودها في قضايا النساء ومكافحة استغلال الأطفال، وتوفيت عام 2017 بعد صراع مع المرض.
خالدة زاهر الساداتي
أول امرأة سودانية تمارس مهنه الطب ولدت فى أم درمان عام 1926، تخرجت في كلية كتشنز الطبية عام 1952 لتنال بذلك لقب أول طبيبة فى تاريخ السودان، وقامت بنشر الوعي حول صحة الطفل والمرأة وحقوقها، وشاركت في العديد من النشاطات السياسية مثل اتحاد الطلاب.
كما قادت مظاهرة نادى الخريجين الشهيرة ضد الجمعية التشريعية وتم اعتقالها آنذاك، وانتظمت فى عضوية الحزب الشيوعى واستمر نشاطها السياسي حول قضايا الوطن وتحرر المرأة والدفاع عن الديمقراطية، وتوفيت عام 2015 وشيعت جنازتها فى موكب ضخم بالخرطوم.
فاطمة عبدالمحمود
سياسية من مواليد عام 1944، تعد هي أول امرأة سودانية تقوم بالترشح لرئاسة الجمهورية، كما أنها من أوائل النساء اللواتي يشغلن مناصب سياسية فى تاريخ السودان، حيث تقلدت العديد من المناصب حتى أصبحت أول وزيرة سودانية لتُحدث بذلك تغييرًا كبيرًا فى مكانة وحياة المرأة السودانية.
وتقلدت منصب أمين لجنة المرأة بالاتحاد الاشتراكي السوداني لدورتين متتاليتين 1975- 1976، كما أنها كانت أحد أهم المناصرات لحقوق المرأة وأيدت تخصيص حصة برلمانية للنساء تصل إلى 25% من إجمالى مقاعد البرلمان وكان ذلك فى عهد النميرى.
حواء جاه الرسول
ولدت المغنية حواء جاه الرسول عام 1926 بمنطقة شمال كردفان، وكانت أول من غنى لأجل الاستقلال ومقاومة الاستعمار الإنجليزى وأصبحت مغنية شعبية مشهورة حتي اشتهرت بالأم الروحية لأغانى البنات فى السودان.
وتعد من الدعامات الأساسية للمناسبات الوطنية، وانضمت إلى النضال ضد الاستعمار حتى نال السودان استقلاله، كما أنها قامت بحياكة ثوب سودانى يحمل ألوان العلم السودانى وظلت ترتديه طوال حياتها وتوفيت عام 2012.
آلاء صلاح
شابة سودانية وصفت بأيقونة الثورة في السودان أثناء اندلاع الثورة عام 2019 في السودان ضد حكم البشير.
واشتهرت على نطاق واسع بعدما التقطت لها كاميرات الهواتف الجوالة، مقاطع فيديو تصدح وسط المظاهرات التي أنهت ثلاثين سنة من حكم عمر البشير.
وانتشرت صورتها بثوب سوداني أبيض، ترفع إصبع السبابة وتخطب في الجمع الذي احتشد من تحتها، إلى أن وصلت لملايين الناس معبرة عن شكل من أشكال الجسارة وحصلت منهم على عبارات الإعجاب والإشادة.