السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

مصريات

خبير أثري يكشف أسرار حفظ الأسماك المملحة في عهد المصريين القدماء

صيد وتمليح الأسماك
صيد وتمليح الأسماك
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات د.أحمد عامر إن المصريون القدماء قد برعوا في حفظ الأسماك وتجفيفها واستخراج البطارخ من بعض أنواعها كما يُري ذلك في أحد رسوم مقبرة "نب_كاو_حر" بسقارة، وكان للسمك المجفف أهمية كبيرة في تموين المصريين ويتألف منه الطعام الرئيسي للفقراء.

وتابع «عامر» أن "هيرودوت" ذكر أن المصريين كانوا يرسلون الأسماك بعد صيدها إلي الأسواق، ويأكلون الأنواع المفضلة عندهم طازجة مثل قشر البياض والبلطي، أما الأنواع الأخري فكانوا يشقون بعضها من منتصفها ويملحونها ويعلقونها علي حبال في الشمس أو يتركونها في تيار الهواء الجاري لتجف تمامًا، وفي بعض الأحيان يشقون السمكة بالسكين شقًا طويلًا من الرأس إلي الذيل بحيث يفصل الجانبان عن عظمة الظهر.
وأشار "عامر" أن الكثيرون يقنع بإخراج أمعاء السمكة ونزع قشورها وإزالة الراس ونهاية الذنب وتميلحها وتركها في الشمس لتجف، كما ذكر المؤرخ أن الأسماك المملحة كانت تُأكل بكثرة وأغلب الظن أنه يعني بذلك "الملوحة" أو "الفسيخ" الذي كانوا يرون أن أكله مفيد في وقت معين من السنه، ولا يزال المصريون يأكلونه حتي الآن وخاصة في عيد "شم النسيم".
وتابع أن الأسماك تحنط وتحفظ في المقابر مع غيرها من أنواع الطعام والشراب، وقد تم العثور علي أسماك كثيرة محنطة ومجففة من عصور مختلفة ليس من السهل تمييز أنواعها، وجدير بنا أن نعرف كيفية تحنيط هذه الأسماك، فقد وجد بعضها خاليًا من آثار القار الذي إستعمل في التحنيط، وقد ظهرمن التحليل الكميائي أنه تم نقعها في محلول من الماء المالح، ثم أحيطت بطبقة من الطين المحمل بمواد ملحية تعلوها لفائف مُحكمة بمهارة، وبفضل جفاف الهواء وحماية الرمال الجافة أمكن حفظ هذه الموميات الآف السنين بدرجة أن بعضها لا يزال يحتوي علي مواد حيوانية.
واستطرد الخبير الآثري أنه قد تم العثور علي تماثيل صغيرة لأسماك مصنوعة من البرونز، بعضها متوج بقرص الشمس وقرني البقرة "حتحور"، وبعضها الآخر علي شكل سيدة يعلو رأسها سمكة تمثل الإلهه "حات_محيت" إلهة السمك، أما الأسماك المصنوعة من الأردواز فكانت تستعمل لصحن الكحل.