سنتحدث اليوم عن الصحابية الجليلة التى عاصرت الرسول صلى الله عليه وسلم وعرفت بأنها صاحبة أكرم مهر فى تاريخ العالم. وهى من النساء التى عاصرن الرسول وتستحقن أن نقتدى بها، وهى أسماء بنت عبس رضى الله عنها، التى عرفت بانها صاحبة الهجرتين فضلا عن أنها لقبت بأم سليم كما أنها من المبشرات بالجنه؛ كما لقبت "بالرميصاء".
نسبها:
أم سليم بنت ملحان بن زيد بن حرام بن جندب الأنصارية الخزرجيه ؛ وتنتمى إلى “بنى الخزرج وتعد من إحدى القبيلتين العربيتين وكانت تسكن يثرب قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ”.
اسمها
اختلف الكثيرين فقيل انها عرفت سهلة وقيل رميلة ومليكة وأثينه وقيل الغميصاء وقيل بالرميصاء وابوها هو ملحان بن خالد وعن أمها هى مليكة أو انيقة بنت مالك بن عدى بن عمرو بن مالك بن النجار.
وعن أختها أم حرام زوجة الصحابى عبادة بن صامت ولها اخت اخرى وهى ام عبد الله بنت ملحان أما من الذكور ا فهم حرام وسليم وقد شهد بدرا واحد وبئر معونة وقتلا عن اسلامها.
كانت واحدة من عظيمات التاريخ اذ اخرجت ابناء صاروا أعلام فى التاريخ الاسلامى كانت من أهل المدينة وكان زوجها مسافر إلى الشام ولما وصل سول الله الى المدينه أسلمت برغم أن زوجها كان صبأ وقد راحت تدعوه للاسلام مع قدوم رسول الله للمدينه لكنه ابى.
عن زواجها:
تزوجت بداية من مالك بن النضر الخزرجى ورفض أن يسلم فتركته وهى فى حملها لانس، وبعد أن أنجبته وربته على الإسلام حتى جاء أحد أشراف المدينة وطلب الزواج منها وهو "أبو طلحة " وكان مشرك فإبت بدايه ثم دعته للإسلام مرار ا حتى أقنعته وجعلت مهرها هو الشهادة والاسلام، وفعلا أسلم وبذلك عرفت بأنها صاحبة أكرم مهر فى العالم.
علاقتها برسول الله صلى الله عليه وسلم:
كان الرسول يحب عائلتها كثيرا ويزورهم كثيرا وكان يدعو لها دوما ويصلى عندها النوافل ودوما كان يدعو الرسول صلى الله عليه وسلم لها ولابنها أنس بن مالك "رضى الله عنه "، وقد تحققت دعوته صلى الله عليه وسلم مؤكدة ذلك بقولها " أصابتني دعوة رسول الله فكنت أكثر الانصار مالا وعشت حتى رأيت من ولدى أولاد ولدى وأحفادهم ما بلغ 120 رجلا، كما يقال أنها كانت تحتفظ بشعيرات من الرسول صلى الله عليه وسلم حينما كان يفضل صلاة النوافل مع عائلتها.
ومن مواقفها:
يقال إنها ولدت من زوجها ابى طلحة ولد يدعى أبا عمير وكان له طير يلعب به ويسميه "النغير "وذات مرة مات طيره بالقفص فرأى رسول الله فنظر إليه ومسح على رأسه صلى الله عليه وسلم، وقد أذهب الحزن عنه، ذلك عن مواقفها فى حضرة رسول الله.
أما عن مواقفها التى يضرب بها المثل:
لأى زوجة مؤمنة ما روى عنها انها فى زواجها من أبي طلحة أنجبت ابنه "أبو عمير "وقد مرض مرضا شديدا حتى توفى ولم يعلم والداه فطلبت أم سليم من أهل البيت عدم أخبار ابى طلحة بموت إبنه وفى تلك الاثناء تزينت واستقبلته لما عاد، فلما سألها عن أبى عمير فقالت "هو أسكن ما يكون " وحصل بينهما ما يكون بين المرء وزوجه.
وفى الصباح أخبرته بوفاة ولده فغضب وشكواها إلى رسول الله على عليه وسلم، فقال " بارك الله لكما فى ليلتكما وبعدها رزقا بمولود آخر أسماه بعبد الله ولما كبر رزقه الله بعشرة من الولد وجميعه حفظوا القرآن كما أن من أبنائها "انس بن مالك " تعلم من رسول الله ودوما كان بقربه.
عن اخلاقها
تميزت أم سليم بالحكمة والصبر وضربت مثالا فى قوة الصبر والإيمان وفى التقوى وقوة العزيمة والصبر وعرفت بكونها صاحبة أكرم مهر قدم آنذاك وهو إسلام زوجها أبي طلحة كما بشرها الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة وذلك كما أورده البخارى حديثا عن جابر بن عبد الله، أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال “ رأيتني دخلت الجنة فإذا بالرميصاء امرأة أبى طلحة وسمعت خشفة فقلت من هذا فقال هذا بلال ورأيت قصرا بفنائه جارية فقال لمن هذا فقال لعمر فأردت أن أدخله فأنظر إليه فذكرت غيرتك وهى شهادة من النبى محمد بأنها من اهل الجنه ”.
روت أحاديث كثيرة عن رسول الله رواية عن ابنها أنس وعبد الله وزيد بن ثابت وأبو سلمة بن عبد الرحمن.
عن وفاتها:
توفيت فى خلافة عثمان بن عفان في 30 من الهجرة نحو 650 م رضى الله عنها وأرضاها ورضى عنا جميعا.