القهوة هي المشروب الأكثر انتشارا وتناول بين الناس حول العالم، ولكن كأي مشروب آخر لها بعض الآثار الجانبية لبعض الناس بسبب مادة الكافيين المكون الأساسي في القهوة؛ حيث يعد الكافيين أكثر مكونات القهوة شهرة لذلك اهتم الباحثون بالبحث عن آثاره المفيدة على جسم الإنسان، لكن القهوة ككل مشروب معقد يحتوي على ألف مادة مختلفة، ووضع العلماء علامات تحذيرية تظهر على الجسم وتنذر بأهمية الابتعاد على تناول القهوة.
وأظهرت أبحاث حديثة أن الجرعات العالية من الكافيين قد يكون لها آثار جانبية مزعجة وخطيرة، وأن الجينات لها تأثير كبير على تحمل ذلك، فيمكن للبعض أن يستهلك الكثير من الكافيين أكثر من غيره دون التعرض لآثار سلبية.
وقد يعاني الأفراد الذين لم يعتادوا على الكافيين من بعض الأعراض بعد تناول جرعة معتدلة ومن بعض العلامات التي تحذر بضرورة تقليل القهوة او الامتناع عنها:
-القلق والتوتر.
-الأرق.
-كثرة التبول والإلحاح.
-مشاكل الجهاز الهضمي.
-سرعة ضربات القلب.
-ارتفاع ضغط الدم.
-الإعياء.
-القلق والتوتر.
ويزيد فنجان القهوة من اليقظة كونه يحتوي على الكافيين الذي يقوم بدوره في منع تأثير الأدينوزين التي تساعد في الشعور بالتعب، في الوقت نفسه يؤدي إلى إطلاق الادرينالين هرمون “القتال أو الهروب”، المرتبط بزيادة الطاقة ومع ذلك عند تناول جرعات عالية من القهوة قد تصبح هذه التأثيرات أكثر وضوحًا مما يؤدي إلى القلق والعصبية.
كما أن تناول جرعات يومية عالية للغاية من 1000 مجم أو أكثر يوميًا يسبب العصبية في حين أن تناول كمية طبيعية بشكل معتدل قد يؤدي إلى نفس التأثير للأفراد المصابون بحساسية الكافيين ويسبب أيضًا سرعة في التنفس ويزيد من التوتر.
وقد يؤدي الإفراط في تناول القهوة إلى صعوبة الحصول على قسط كافٍ من النوم مسببة الأرق، وعلى النقيض من ذلك لا يبدو أن الكميات المعتدلة من القهوة تؤثر على النوم بشكل واضح، الجدير بالذكر أيضًا أن كمية الكافيين التي يتم تناولها وتؤثر أو لا تؤثر على النوم تعتمد بشكل أساسي على العوامل الوراثية وعوامل أخرى أيضًا.
أما زيادة التبول هو أحد الآثار الجانبية الشائعة لتناول كميات كبيرة من القهوة وذلك بسبب التأثيرات التحفيزية له على المثانة، بالإضافة إلى ذلك قد يؤدي تناول كميات كبيرة إلى زيادة احتمالية الإصابة بسلس البول لدى الأشخاص الأصحاء، فإذا كنت تتناول الكثير من القهوة وتشعر أن التبول أصبح أكثر تكرارًا وإلحاحًا فقد يكون من الجيد تقليل الكمية لمعرفة ما إذا كانت الأعراض تتحسن.
ومن مشاكل الجهاز الهضمي يجد الكثير من الناس أن فنجان القهوة الصباحي يساعد في تحسين حركة الأمعاء، وذلك يرجع لتأثير القهوة المساعد على إفراز هرمون الجاسترين وهو هرمون تفرزه المعدة يسرع نشاط القولون ومع ذلك، يبدو أن الكافيين نفسه يحفز حركات الأمعاء والانقباضات التي تنقل الطعام عبر الجهاز الهضمي ونظرًا لهذا التأثير فليس من المستغرب أن تؤدي الجرعات الكبيرة من القهوة إلى براز رخو أو حتى إسهال لدى بعض الأشخاص.
وقد تؤدي التأثيرات التحفيزية لتناول كميات كبيرة من القهوة إلى تسريع ضربات القلب مما يؤدي أيضًا إلى تغيير ضربات القلب ويسمى ذلك بالرجفان الأذيني ومع ذلك لا يبدو أن هذا التأثير يحدث لدى الجميع حتى بعض الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب قد يكونون قادرين على تحمل كميات كبيرة من القهوة دون أي آثار ضارة، وبغض النظر عن جميع نتائج الدراسات إذا لاحظت أي تغيرات في معدل ضربات القلب بعد شرب القهوة فكر في تقليل تناولك لها.
وبشكل عام لا يبدو أن القهوة تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية لدى معظم الناس وبالرغم من ذلك فقد ثبت أنها ترفع ضغط الدم في العديد من الدراسات بسبب تأثيرها على الجهاز العصبي، ويعد ارتفاع ضغط الدم عامل خطر للإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية لأنه قد يؤدي إلى تلف الشرايين بمرور الوقت مما يحد من تدفق الدم إلى القلب والدماغ.
ومن المعروف أن القهوة والشاي والمشروبات الأخرى المحتوية على الكافيين تزيد من مستويات الطاقة في الجسم ومع ذلك يمكن أن يكون لها أيضًا تأثير معاكس، وللاستفادة من فوائد القهوة وتجنب الإرهاق والاعياء يجب تناولها بجرعات معتدلة بدلاً من الجرعات العالية؛ ويمكن التخلص من إدمان القهوة الذي يصيب عدد كبير جداً من البشر حول العالم بإتباع بعض الخطوات تتمثل في الآتي:
-تابع استهلاكك للقهوة بشكل عام، حيث تتمثل الخطوة الأولى لكسر حلقة إدمان القهوة في تحديد مقدار ما تستهلكه وبهذه الطريقة يمكنك التعرف على مقدار ما يجب تقليله كل أسبوع لتقليل الكافيين تدريجيًا.
-اكتب كمية الكافيين القهوة التي تتناولها على سبيل المثال سجل عدد أكواب القهوة وبالتدريج قلل العدد.
-تحتوي بعض الأطعمة مثل الشوكولاتة على كميات ضئيلة من الكافيين، لذلك تأكد من قراءة جميع الملصقات الغذائية حتى بالنسبة للأطعمة التي تعتقد أنها لا تحتوي على الكافيين من أجل موازنة نسبة الكافيين في جسمك يومياً وتقليلها بصورة سليمة.
-ضع أهدافًا لنفسك، يتطلب الإقلاع عن القهوة الكثير من الالتزام لذا ضع لنفسك أهدافًا صغيرة لتحقيقها فيمكنك وضع جدول شامل التعليمات اليومية والأهداف التي يجب الوصول إليها بحلول تاريخ معين، فإذا وضعت أهدافًا صغيرة بمرور الوقت سوف تشعر بإحساس بالإنجاز الذي سيجعلك تستمر.
-على سبيل المثال يمكنك أن تهدف إلى الحصول على كمية معينة من القهوة في شهر معين، وقد يكون الهدف شيئًا مثل “تقليل تناول القهوة إلى كوب واحد يوميًا بحلول الأول من مارس، ويمكن أن تضع أهدافًا أخرى على سبيل المثال يمكن تخطي قهوة الظهيرة ثلاثة أيام من هذا الأسبوع.
-إذا كنت من محبي القهوة فحاول أن تشرب ربع فنجان قهوة أقل كل أسبوع وإذا كنت تفضل المشروبات الغازية أو مشروبات الطاقة فحاول التخلص من نصف علبة كل يومين.
-استبدل كمية صغيرة من القهوة العادية بالقهوة منزوعة الكافيين، عن طريق خلط نصفين من القهوة العادية مع نصف حبوب منزوعة الكافيين.
-ومن فوائد القهوة:
بالرغم من مخاطر الإكثار في تناول القهوة إلا أنها تجمع بين الكثير من الفوائد إذا تم تناولها بصورة معتدلة ومن أبرز فوائدها للجسم:
القهوة تعزز أدائك البدني فتناول كوبًا من القهوة السوداء قبل حوالي ساعة من التمرين يمكن أن يحسن أدائك بنسبة 11-12٪ حيث يزيد الكافيين من مستويات الأدرينالين في الدم.
قد تساعدك القهوة على إنقاص الوزن وتحتوي القهوة على المغنيسيوم والبوتاسيوم مما يساعد الجسم على استخدام الانسولين وتنظيم مستويات السكر في الدم وتقليل الرغبة في تناول الأطعمة السكري والوجبات السريعة.
قد تساعد القهوة في حرق الدهون وتعمل مادة الكافيين الموجودة في القهوة على تحطيم الدهون في الجسم.
القهوة تساعد على زيادة التركيز والبقاء في حالة نشاط: حيث يساعد تناول القهوة بالصورة المعتدلة إلى زيادة نسبة النشاط والتركيز العقلي.
القهوة تقلل من خطر الموت المبكر حيث أظهرت الدراسات أن خطر الموت المبكر لدى شاربي القهوة أقل بنسبة 25٪ من أولئك الذين لا يشربون القهوة.
القهوة تقلل من خطر الإصابة بالسرطان وأظهرت إحدى الدراسات أن القهوة قد تقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا لدى الرجال بنسبة 20٪ وسرطان بطانة الرحم لدى النساء بنسبة 25٪.
القهوة قد تقلل من مشكلات السكتات الدماغية ويرتبط استهلاك القهوة بشكل معتدل وطبيعي بانخفاض نسبة التعرض للسكتة الدماغية.
وتقلل القهوة من خطر الإصابة بمرض باركنسون حيث أظهرت الدراسات أن شرب القهوة بانتظام يقلل من خطر الإصابة بمرض باركنسون بنسبة 25٪، بالإضافة إلى أن القهوة تسبب نشاطًا في الجزء المصاب من الدماغ بمرض باركنسون.
والقهوة تحمي جسمك لانها تحتوي القهوة على الكثير من مضادات الأكسدة التي تعمل كمحاربين يقاتلون ويحميون الجسم من الجذور الحرة.
قد تقلل القهوة من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني حيث يقلل الكافيين من حساسية الأنسولين ويضعف من تحمل الجلوكوز وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع2.
القهوة تحمي وتقوي العقل حيث تقلل القهوة من الإصابة بالزهايمر، بالإضافة إلى مرض الخرف.
القهوة تعدل المزاج وتحارب الاكتئاب وتقلل من خطر الانتحار ويحفز الكافيين الموجود في القهوة الجهاز العصبي والناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين والنورادرينالين مما يؤدي لتحسن المزاج، وفنجانين من القهوة يوميًا قد يمنعان خطر الانتحار بنسبة 50٪.