قال أسامة الهتيمي، الباحث في الشأن الإيراني، إنه بغض النظر عن مدى صحة ما أشارت إليه بعض التقارير الصحفية حول نجاح الموساد في إحباط ما كان يخطط له عنصر من عناصر الحرس الثوري من عمليات اغتيال في أوروبا، فإنه ليس خافيا على المتابعين أن الإرهاب الإيراني في أوروبا وغيرها يعود للسنوات الأولى من نجاح ثورة الخميني في السيطرة على حكم إيران.
وأضاف في تصريحات لـ “البوابة نيوز” أن هناك بعض التقارير الموثقة أن النظام الإيراني تورط في نحو 360 عملية اغتيال لشخصيات معارضة ومناوئة لهذا النظام في 40 دولة تقريبا منذ عام 1979م على يد الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية وشخصيات موالية أو عميلة، ومن ثم فإن هذا الإرهاب الإيراني لا يعد ظاهرة جديدة على أساسه يمكن أن يكون نقطة تحول في المواقف الأوروبية في التعاطي مع إيران بل إننا لا نتردد عندما نقول إن التراخي الأوروبي في اتخاذ مواقف حاسمة للرد على هذا السلوك الإيراني كان عاملا مشجعا لإيران لمواصلة هذا السلوك.
وأشار إلى أنه في هذا الإطار فإن الكشف عن عنصر من الحرس يعتزم تنفيذ اغتيالات أو عمليات إرهابية في قلب بعض الدول الأوروبية لا ينتظر منه أن ينعكس على مسار المفاوضات الجارية في فيينا بشأن استئناف العودة للاتفاق النووي، مضيفا: “ يؤكد ذلك أن قضية المدعو أسد الله أسدي ومعه آخرين من إيران والذين تم اتهامهم بتدبير عملية تفجير في مؤتمر للمعارضة الإيرانية انعقد بباريس، مما كان سيتسبب في مقتل المئات منهم لم تبرد بعد ومع ذلك فقد كانت المواقف الأوروبية في أغلبها تدفع إلى استئناف مفاوضات فيينا”.
وأكد «الهتيمي» بأنه ترتيبا على ما سبق أيضا فإنه ليس من المتوقع أن يكون لذلك تداعيات قوية على مراجعة أمريكا لموقفها من تصنيف الحرس الثوري باعتباره منظمة إرهابية، فالجميع يعلم أن هذا التصنيف جاء في ظل ظروف سياسية خاصة تزامنت مع مواقف الرئيس السابق دونالد ترامب، وأن مثل هذا التصنيف جاء متأخرا جدا رغم ما توافر من عشرات الأدلة على إرهاب الحرس الثوري على مدار السنوات السابقة عليه وبالتالي فإن تأكيد أمريكا لموقفها أو التراجع عنه بشأن الحرس الثوري لن يتعلق بالأساس بما يقوم به الحرس ولكن بما يتراءى للمسئولين الأمريكيين من مكاسب أو خسائر لصالح بلادهم وإن كان ليس مستبعدا أن تتخذ بعض الأطراف الرافضة لمراجعة قرار التصنيف هذا الحادث كورقة يدفعون بها للضغط من أجل عدم التراجع عن اعتبار التنظيم الإيراني تنظيما إرهابيا.