المطران جوزيف نفاع: حب الرئيس السيسى أراه فى عينيه عند زيارته للكاتدرائية كل عام..الأزهر والفاتيكان إخوة وأصدقاء وشركاء فى التحديات والمخاطر.. وثيقة الأخوة الإنسانية أبرز ثمار التعاون
حوار- ريم مختار
تصوير- إيمان أحمد
أعلنت أمانة سرّ البطريركية المارونية، المنعقد فى بكركى لعام 2016، بأن ينتخبوا الخورى جوزيف نفاع، من إبراشية طرابلس، معاونًا بطريركيًا فى بكركى، خلفًا للمطران بولس الصياح الذى قدّم استقالته لبلوغ السنّ القانونية فى نفس العام، وقد قبله البابا فرنسيس فى الشركة الأسقفية فلا يوجد أى نص كنسى يحدد مواصفات البطريرك المنتخب من قبل المرشحين له، أو يلزم المطارنة شيئًا محددًا فى عملية الاختيار، ولكن يوجد قاعدة واحدة فى القوانين: لينتخب الأساقفة بحرية من يرونه، أمام الله، أكثر جدارة وأهلية من الآخرين، ومع أن هذا الأمر يعنى أن كل المطارنة مرشحون لملء الكرسى البطريركى وغير أن ذلك لا ينفى وجود مواصفات ترفع حظوظ مطارنة عن غيرهم ففى الكلام الواقعى، على أرض الكنيسة التى تختار بكل دقة فالحظوظ تميل أكثر إلى مطارنة تتوفر لديهم مواصفات معينة، منها العمر، والجنسية، والخبرة والكفاءة، كانت تلك المقومات أسبابًا لتنصيب المطران جوزيف نفاع الذى التقته «البوابة»، وكان الحوار التالى..
* نود إلقاء الضوء على مسيرة المطران جوزيف نفاع؟
- ولدت في طرابلس – التلّ في 14 مايو 1969، ودرست الفلسفة واللاهوت في كلية اللاهوت الحبرية – الكسليك، وتابعت دروس الفلسفة فى الجامعة اللبنانية حينذاك، وحصلت على إجازة تعليم مادة الفلسفة، ثم دراسات عليا فى اللاهوت البيبلى فى الجامعة الغريغورية فى روما ومنها إلى حصاد شهادة دكتوراه فى اللاهوت البيبلى، وسيمت كاهنًا فى 1996، وأنا أستطيع التحدث بالفرنسية والإيطالية والإنجليزية، وعندى معرفة باللغات القديمة: «العبرية البيبلية واليونانية البيبلية والسريانى».
بالإضافة إلى أن لى خبرة تعليمية واسعة فى الحقل البيبلى فى كل من كلية اللاهوت الحبرية- الكسليك، والجامعة الأنطونية، وجامعة الحكمة، وفى كل من إكليريكية غزير وكرمسده، بالاضافة إلى خبرتى الرعوية فى رعية بنشعى منذ سنة 2002.
وأيضًا شغلت مراكز كنسية عدّة فى إبراشية طرابلس، منها: «مسئول عن التعليم المسيحي، عضو في الرابطة البيبلية الكاثوليكية وعضو فى المجلس الكهنوتى، واعظ رياضات ودورات بيبلية ومحاضر في العديد من المؤتمرات وله عده منشورات ومقالات في تلك الشئون».
* ماذا عن البابا فرنسيس؟
- البابا فرنسيس هو أول مواطن من الأمريكتين وأول كاهن يسوعى غير أوروبى يُسمى بابا، وهو طبعًا مدافعًا حقيقيًا عن المحتاجين والمشردين باحثًا عن السلام فى كل مكان، وقد لاحظ ذلك من خلال التزامه بخدمة الفقراء والمحتاجين وسد الفجوات بين الناس من خلفياتٍ وعقائد ومعتقداتٍ مختلفة، وذلك كان طوال حياته ككاهن، اعتبر البابا فرانسيس التواصل الاجتماعى من الأعمال الأساسية للكنيسة، ومنذ حصوله على الكهنوت، حصل البابا فرانسيس على التقدير لموقفه ضد الفقر والاختلافات الاقتصادية، وأبدى رأيًا قويًا ضد الرشوة والتشرد واستغلال العمال.
* كيف ترى علاقة الأزهر حاليًا بالفاتيكان؟
- بدأت الخلافات بين الفاتيكان والأزهر بسبب تصريحات للبابا بنديكتوس 2006 ربط فيها بين الإسلام والعنف، ولكنه لم يقصد ذلك تمامًا لأنه اقتبس حينها البابا مقطعًا من حوار دار فى القرن الرابع عشر بين إمبراطور بيزنطى ومثقف فارسي،بما أُسىء فهمه لكن تدارك الأمر بعد انقطاع العلاقات.
* هل وثيقة الأخوة الإنسانية غيرت فى الأمر شيئًا؟
- بالتأكيد فالأزهر والفاتيكان أخوة وأصدقاء وشركاء في التحديات والمخاطر، ووثيقة الأخوة الإنسانية، لم تكن أمرًا سهلًا، وأنا أرى أننا إما أن نكون إخوة أو سينهار كل شىء، فهذا الأمر هو تحدي القرن الذى نعيشه، وأن الأخوة، تعنى الاحترام والاستماع بقلب منفتح، والقبول الصادق، وعلينا ألا نتخلى عنها.
* ما رؤيتك لتجول البابا فرنسيس حول العالم وهل يحصد العالم سلامًا بعدها؟
- تساهم تلك الجولات الرعوية فى إشاعة قيم الأخوة والسلم والتسامح بين الشعوب والأمم، وتعزيز الحوار والتفاهم والتعايش بين الديانات.
* وبعد زيارتك لمصر مرتين، ما رأيك فى العلاقة بين مسلميها وأقباطها؟
- تطور هذا البلد سريع جدًا وأنا واضح لى مستوي أوروبى في البناء وإنشاء أيضًا مدن جديدة وهذا أراه حياة جديدة، مصر تعرضت لكثير من الضغوطات والحروب ولكنها لا تقع ولا تحتضر ودوله يهابها الجميع.
* وما تقييمك لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للأقباط فى عيد الميلاد؟
- لم ألتفت لأى أمر سوى محبته الواضحة بعيونه، احترامه وحبه وتقديره للبابا تواضروس، فهذا السلام أمر رائع.
* ماذا عن زيارته للبنان؟
- عند قدومه للبنان سوف نحصد أمور اقتصادية رائعة وأنا أتوقع ذلك جدًا، ويوحنا بولس زار لبنان وحصدنا خير كبير من تلك الزيارات، لبنان هو بلد غنى لكل الشرق الأوسط لأن المسيحيين والمسلمين هم من يتعايشون سويا في لبنان، وعلينا أن نتعود على التواصل سويًا، لذلك زيارة البابا فرانسيس للبنان هى تعزيز للعلاقات المميزة بين المسيحين والمسلمين في بلد سماها يوحنا بولس الثاني بلد الرسالة.
* ما رأيك فيما طلبه اللبنانيون من «ماكرون»؟
- رغبة الآلاف فى وضع لبنان تحت الانتداب الفرنسي لمدة عشر أعوام كان ذلك بسبب انتشار الفساد، لأن لبنان تموت، ولكن تلك المطالبات لاقت تعليقًا من «ماكرون» نفسه، والذى أكد خلالها أنه لن يتعدى على سيادة لبنان مما جعلنا نشعر بالأسى أكثر.
* ماذا عن تشكيل حكومة جديدة بلبنان؟
- بالبداية كان السبب وراء تشكيل الحكومة هو الوضع المأساوي في البلد بحيث تتمكن الحكومة التي يقودها الرئيس نجيب ميقاتي من العمل بتصميم في سبيل تحقيق الاستقرار والوحدة والازدهار في لبنان ومن أجل كافة اللبنانيين.
* هل هناك أمل فى فض النزاع بين الخلافات على معمودية الكاثوليك من الكنيسة الأرثوذكسية؟
- الخلاف ليس بسبب المعمودية أو طريقتها ولكن هو اتهام الأرثوذكس للكاثوليك باختلاف إيمانهم.
* كيف ترى الحروب الصليبية التى شنتها الكنيسة الكاثوليكية؟
- طلب سابقًا البابا يوحنا بولس الثانى الصفح عن الأخطاء التى ارتكبتها الكنيسة الكاثوليكية، وقال: «نطلب الصفح عن الانقسامات في صفوف المسيحيين واستخدام العنف الذى لجأ إليه بعض المسيحيين لخدمة الحقيقة والسلوك العدوانى الذى اعتمد إزاء اتباع الديانات الأخرى فى الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش ضد المنشقين واعتذر عن سلوكنا وعن الأعمال التى أدت إلى تشويه صورة الكنيسة نطلب الصفح بكل تواضع»
وأضاف: «نحن نصفح ونطلب الصفح»، وقام خمسة كرادلة وأسقفان بالاعتذار نيابة عن الكنيسة الكاثوليكية.
فالكاردينال الفرنسى «روجيه اشيغار» اعترف بأن الأخطاء هى التى خرقت وحدة المسيحيين وأعرب عن أمله بأن يمهد الله الطريق أمام المصالحة، وأقر رئيس الأساقفة اليابانى «ستيفن فوميوهاماو» بالأخطاء التى ارتكبتها الكنيسة ضد الحب والسلام وحقوق الشعوب واحترام الثقافات والديانات، أما كاردينال النيجر «فرانسيس أرينزى» فقد تحدث عن الأخطاء التى مست كرامة المرأة ووحدة الجنس البشرى، واعترف رئيس الأساقفة الفيتنامى «فرانسوا كزافييه تغوين» بالأخطاء التى ارتكبت فى مجال الحقوق الأساسية للإنسان، أما الكاردينال الألمانى «جوزيف راتزينغر» فقد دعا البابا والكهنة إلى الاعتراف بالأخطاء التي ارتكبت باسم الحقيقة وبأساليب بعيدة عن الأناجيل فى إشارة إلى الحملات الصليبية وحقبة المحاكم الدينية.
فرد البابا طالبا بقوة صفح الله عن كون المسيحيين متعارضين ومنقسمين وعن قرارات تبادل إلقاء الجرم، إن الهدف كما يقول البابا هو التطهير وغسل الأرواح من ذنوبها التي ترزح تحتها ومن الكراهية التي سكنت النفوس ولا تزال والتي أدت على مدى تلك القرون إلى أنهار من الدماء والخراب والمآسي والتي يطلب البابا بتواضع الصفح عنها ، فنحن دائما نقدم اعتذرات عن ما صدر منا من أخطاء.
* لماذا لم تتصرح الكنيسة الكاثوليكية بالطلاق فى علة الزنا؟
- ما يجمعه الرب لا يفرقه إنسان ونحن نرى أن تلك الأزمات تمت مناقشتها لصدور قانون أحوال شخصية بمصر.