«الموهبة» قد يظن البعض أنهم خلقوا بدونها، ويعيش آخرون طوال حياتهم ويرحلون عنها دون معرفة إذا ما كانوا يمتلكونها، كما يتجاهلها الكثيرون من أجل العمل أو ممارسة روتين الحياة الجاد والممل فيضلون خوض المعارك الدنيوية ولا يتذكرون أنفسهم ومتعتهم الخاصة إلا بعد فوات الأوان.
وبين أولئك وهؤلاء وضعت «نانيس» موهبتها في كفة بينما كانت الوظيفة في الكفة الأخرى، ورغم تفوق الفتاة دراسيًا والتحاقها بكلية الهندسة حتى التخرج والعمل بمجال الدراسة كمهندسة مدنية بإحدى الشركات لمدة ١٤ عامًا، إلا أن كفة الموهبة رجحت في النهاية، فكان لها متعة خاصة وكأن الفتاة ولدت من جديد.
وعن قصتها مع الفن تقول «نانيس كريم»: «مش بس بعمل شخصيات وفلكلور مصري للاستهلاك المحلي لكن طموحي له حدود وأتمنى إن المنتج بتاعي ينافس أي منتج من المنتجات المستوردة على المستويين المحلي والعالمي وتقدم منتجاتنا كهدايا وغيرها لنشر ثقافتنا».
وأضافت: «أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي، أنا مكنتش أعرف موهبتي، لكن كنت دايما بحس بشغف ناحية الرسم والموسيقى، ومن نحو سنتين عرفت الصلصال الحراري، وحسيت أن النوع دا من الفن جذبني ناحيته، فبدأت في نحت وتشكيل قطع من الصلصال وتحويلها لتصميمات معينة كتجربة، ممكن أعلقها ميدالية، أو تلصق على مج خاص بالشرب، أو للديكور، وبصراحة لقيت النتيجة عجبتني جدا وعجبت أصدقائي كمان وبدأوا يدوني أفكار».
وتتابع الفتاة الموهوبة: «كتير نصحوني أنشر صور شغلي، وبالفعل عملت صفحة على السوشيال ميديا خاصة بيا وعرضت عليها تصميماتي بالصلصال، وانبهرت بالنتيجة وتشجيع الناس، خصوصا أني معرفهمش حسيت كلامهم صادق وخالي من المجاملات، أنا مش بدور على الربح المادي قد منا عاوزة أن كل بيت يكون فيه قطعة فنية من روحي وعليها بصمتي، لو حد عاوز تصميم معين بعمله له، وكمان بعمل شخصيات الفولكلور المصري والكارتون والأفلام، وفي شخصيات مرتبطة بالمناسبات يعني رمضان بعمل بوجي وطمطم وفطوطة».
