رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

الدلتا الجديدة تعيد الأمل لـ"السياحة الريفية"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لفتت المشروعات القومية التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مجال التنمية الزراعية وتبطين الترع والمصارف، وإنشاء الصوب والمزارع السمكية، الأنظار إلى ضرورة استغلال ثروة مصر في تنمية وتنشيط نمط السياحة الريفية، الذى ظل لسنوات قاصرا على بعض الزوار العرب الذين يفضلون شراء منازل تطل على الأراضى الزراعية، غير أن السياحة الريفية بمفهومها الأكبر يمكن أن تدر على مصر مليارات الجنيهات.
هيئة تنشيط السياحة، لم تلتفت إلى هذا النمط في ظل تركيز الجهود على السياحة الشاطئية والثقافية، ما أضاع فرصا عديدة على مصر، حتى اقتحم الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار هذا المجال بالتعاون مع الجهات المختصة في تطوير الطرق المؤدية للمحافظات الريفية التى تضم نقاطا لمسار العائلة المقدسة، وتحتوى على عدد من المتاحف الزراعية التى تضم أفران وخبز القرى الريفية مثل "العيش الشمسى والبتاو وعيش الذرة والشعير"، فكل آلة وفرن يتم عرضها تجذب أنظار السائحين بالإضافة إلى المستنسخات وكتيبات عن تاريخ الزراعة في مصر وبيعها بكل لغات العالم تحتوى على الصور التى شاهدها بالمتاحف، يقوم بتأليفها أساتذة زراعة الجامعات، لأخذ الزراعة المصرية كقدوة يحتذى بها بالخارج، وهو ما أفصح عنه الخبراء بالمجال لجذب الحركة.
الخبراء قدموا ورقة عمل للوزارة، تضمنت أهمية تمهيد جميع الطرق للأتوبيسات السياحية إلى الأراضى الزراعية والأماكن الخضراء، وكذا تأهيل المراكب النيلية وتوعية المجتمعات المحلية بأهمية السياحة، وكيفية التعامل الأمثل مع السائح، إلى جانب ضرورة إنشاء فنادق صغيرة بجانب الأراضى لقضاء ليلة أو أكثر وسط الطبيعة الخضراء والأماكن الجذابة والمقابر القديمة التى تمتاز بالرسومات الرائعة الجذابة.
وتعد من أشهر منتجعات السياحة الريفية في مصر: تل بسطا بالشرقية، وقرية تونس بالفيوم، ومدينة الإسماعيلية، التى تضم أنماط السياحة الثقافية والريفية والشاطئية.
الدكتورة غادة شلبى نائب وزير السياحة والآثار لشئون السياحة، زارت قرية تونس بالفيوم، والتقت مع الدكتور أحمد الأنصارى محافظ الفيوم، لبحث تنشيط حركة السياحة الريفية، وتناول الاجتماع عرض مطالب ومشكلات أهالى قرية تونس، والتحديات التى تواجه التنمية الشاملة بها، وآليات تجاوز تلك التحديات، والبحث عن الحلول الإيجابية لكل المشكلات بالقرية من نظافة، وتطوير بنية تحتية من طرقٍ ومبانٍ وخدمات عامة، بما يتوائم وطبيعة القرية الريفية، ووسائل المحافظة على هوية المكان.
كما تم استعراض الرؤى المختلفة لتنمية قرية تونس، مع المحافظة على البعدين البيئى والجمالى لها، وآليات استغلال الميزات النسبية للموقع، وتطوير المهن اليدوية والتراثية بها، والعمل على الارتقاء بالمنتجات الحرفية بالقرية، والتوسع في فتح ورش جديدة لصناعة الخزف، وكذلك مدارس تعليم تلك الصناعة، وتقنين أراضى أملاك الدولة، والاشتراطات البنائية بالقرية.
وأكد محافظ الفيوم خلال الاجتماع، أن مطالب أهالى قرية تونس مطالب مشروعة للارتقاء بقريتهم ذات الميزات النسبية المتنوعة، مؤكدًا أهمية العمل كفريق متكامل للوصول إلى تلبية تلك المطالب وهذه الاحتياجات بشكل مناسب يتلائم وطبيعة المنطقة الريفية، مع وضع خطة واضحة المعالم للعمل المشترك بين كل الجهات المشاركة، بجانب مسئولى التضامن الاجتماعي، ومسئولى جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، لافتًا إلى سرعة عقد لقاء في أسرع وقت بين أهالى القرية ومسئولى التضامن الاجتماعي لوضع رؤية واضحة لإنشاء كيان مؤسسى لتنمية قرية تونس.
وأشار المحافظ، إلى أهمية إعداد مخطط عمرانى لقرية تونس، بشكل محدد ومقومات واضحة، يتوائم وطبيعتها الريفية والسياحية، مع الاهتمام بالوضع المؤسسى خلال تنفيذ أعمال التطوير بالقرية، والتشبيك المتبادل بين القطاعين الحكومى والمدنى بجانب القطاع الخاص، من خلال العمل التشاركى لجعل القرية مقصدًا سياحيًا متنوعًا عالى الجودة.
وأكد أن المحافظة تعمل على تطوير قرية تونس من خلال إحكام التعامل ووضع التشريعات والاشتراطات البنائية الخاصة بالقرية بما يحفظ هويتها، فضلًا عن توفير الخدمات ووضع القواعد المنظمة للاستثمار بالقرية، والحفاظ على الكيان القائم، والعمل على الامتدادات العمرانية، لافتًا إلى ضرورة وضع خطة تنمية شاملة للقرية خلال 3 أشهر بالتنسيق والتشارك بين كل الجهات المعنية.
وفى السياق نفسه، أوضح نائب محافظ الفيوم، أن قرية تونس بها العديد من الصناعات الحرفية والبيئية المتنوعة، ويأتى على رأسها صناعة الخزف، لافتًا إلى أهمية تنظيم معارض لتلك المنتجات بالمعارض المختلفة، مع تنظيم معرض دائم بالقرية، وتبنى المحافظة لتلك المعارض للتسويق والترويج لهذه المنتجات، موضحًا أن القرية تشارك بمعرض نادى الزهور بالقاهرة الذى ينطلق اليوم.
وقالت نائب وزير السياحة والآثار، إنه رغم التحديات ومواجهة فيروس كورونا أن العمل بالقطاع السياحى يسير بخطى متسارعة، وخاصة في قطاع السياحة الداخلية لتنمية الأماكن السياحية برؤية جديدة ومختلفة ومنها قرية تونس، لجعلها منطقة جذب سياحى، من خلال تسليط الضوء على ميزاتها النسبية وأنشتطها المتنوعة وتطور منتجاتها.
وأكدت أهمية مواكبة التكنولوجيا والتحول الرقمى وإنشاء منصات الإلكترونية للتسويق والترويج لمنتجات القرية، والعمل على تطوير المناطق الأثرية والمتاحف، مشيرة إلى أن وزارة السياحة والآثار تعمل على تنظيم سلسلة معارض "تراث مصر" مع إتاحة الموقع بشكل مجانى لعرض المعروضات التراثية، مع فتح المواقع الأثرية والمتاحف للعرض، مع وجود ورش حية بالمعارض، لافتةً إلى أهمية إعداد فيلم وثائقى عن قرية تونس.
بذكر أن منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، كانت قد خصصت احتفالها بيوم السياحة العالمى في ٢٧ سبتمبر الماضى، لإطلاق عام "السياحة الريفية"، معلنة ضرورة الاهتمام بهذا النمط البيئى في عام ٢٠٢١ مع تزايد الحاجة لبيئة خضراء تكون صالحة لقضاء الإجازات في ظل تفشى الفيروس التاجى كورونا المستجد، وشاركت مصر في الاحتفال بتنظيم رحلة لنحو ٣٠ سفيرا إلى المجتمع البدوى بجنوب سيناء للاطلاع على حياة المجتمعات المحلية المتاخمة لأماكن السياحة، والجهود المبذولة لإشراكها في الصناعة بتقدم أجواء مصرية محلية ريفية يستمتع بها السائح.