السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

فضائيات

داليا عبدالرحيم تكشف عن محطات الصراع الإسرائيلي الإيراني

الإعلامية داليا عبدالرحيم
الإعلامية داليا عبدالرحيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قالت الإعلامية داليا عبدالرحيم، مساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إنه في الأول من شهر إبريل الماضي استهدفت إسرائيل بغارة جوية القنصلية الإيرانية بدمشق والذي أسفر عن مقتل قادة عسكريين إيرانيين كبّار من الحرس الثوري الإيراني، وعلى رأسهم محمد رضا زاهدي، وبعدها بأسبوعين وفي ليلة 14 أبريل وجهت إيران أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة في اتجاه إسرائيل، مستهدفة مواقع وقواعد عسكرية إسرائيلية في صحراء النقب أوقعت خسائر محدودة، وصاحب تلك الهجمات تصريحات ملتهبة واتهامات متبادلة من كبار المسؤولين في البلدين، وارتفعت مؤشرات التوتر والقلق في العالم كله خشية اتساع رقعة المواجهة بين إيران وإسرائيل؛ ولكن سرعان ما خفت حدة التوتر والقلق، مع تصريحات جديدة تحمل بشكل مباشر أو بالتلميح إن كل طرف قد اكتفى بما فعل، وأنه لا رغبة لديه في مزيد من التصعيد وليستمر كل طرف في توظيف عدائه للأخر بما يُحقق مصالحة في داخل مجتمعه وفي محيطه الإقليمي والدولي.

وكشفت “عبدالرحيم”، خلال تقديمها برنامج “الضفة الأخرى”، المذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، عن محطات الصراع الإسرائيلي الإيراني من عام 1979 حتى 2024؛ موضحة أنه ظل الصراع الإيراني الإسرائيلي عبر الوكلاء والشركاء منذ قيام الثورة الإسلامية بإيران في نهاية السبعينات من القرن الماضي وإعلان قيام دولة إسرائيل في عام 1948 دون أن تكون هناك مواجهة مباشرة محدودة ظهرت شواهدها مع الحرب الإسرائيلية على غزة، وتركزت ملامح المواجهة بين إسرائيل وإيران منذ أكثر من سبعين عامًا على هجمات سيبرانية قام بها الطرفين، فضلًا عن الصراع الدبلوماسي الذي يشنه كل طرف على الطرف الآخر فضلًا عن التحريض الدائم دون أي ملامح لمواجهة عسكرية بينهما.

وتابعت: تطور الصراع بين إسرائيل وإيران، حيث نجحت الأخيرة بالدخول في حرب مع إسرائيل مع وكلائها في المنطقة وتحديدًا في العام 2006 عبر حزب الله "اللبناني" والتي عُرفت بحرب تموز، ومنذ هذا التاريخ وهناك مواجهة عسكرية ولكنها عبر وسطاء إيران في المنطقة، وأقنعت إسرائيل واشنطن بضرورة الإنسحاب من الإتفاق النووي الذي وقعته أمريكا مع إيران وتم ذلك في مايو من عام 2018، وهو ما أدى إلى تصعيد دولي وأمريكي ضد طهران وأفسد الكثير من خططها، وعد السلوك الأمريكي هو ترجمة للصراع الإسرائيلي مع إيران، واستغلت إيران وكلائها في المنطقة في صراعها مع إسرائيل بعد أحداث 7 أكتوبر وتحديدًا الحوثيين في اليمن عبر اعتداءاتهم على السفن في الممر الملاحي في البحر الأحمر وعشرات الهجمات التي شنتها ميلشيات إيرانية في العراق على القوات الأمريكية الداعمة لإسرائيل، وشنت إسرائيل غارة إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق في 1 إبريل من عام 2024 والذي أسفر عن مقتل قادة عسكريين إيرانيين كبّار، وقد أدى العدوان إلى تدمير مبنى القنصلية بكامله ومقتل وإصابة كل من بداخله، وبعدها كان هناك رد إيراني في منتصف شهر إبريل استهدف قواعد عسكرية إسرائيلية، في مقدمتها قاعدة نفاطيم الجوية، والتي تقع جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة في منطقة صحراء النقب بالقرب من مدينة بئر السبع، حيث تُعد القاعدة الرئيسية لمقاتلات إف35 لدولة الكيان.

وأكدت أن الصراع الإيراني الإسرائيلي لم يكن مباشرًا ولكن حاول الطرفين احتواء تطور الصراع وعدم الدخول في حرب، خاصة وأن إسرائيل مشغولة بحربها في فلسطين، فضلًا على أنّ إيران لا ترغب في تعطيل قدراتها النووية ولا إمكانية الوصول إلى تصنيع القنبلة نووية، ونستطيع أن نستخلص من العرض السابق أن الصراع الإيراني الإسرائيلي دائما ما كان صراعا منضبطا غير منفلت، وآخر محطات ذلك الصراع في إبريل الماضي وهي الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق ورد إيران الصاروخي على قاعدة عسكرية في النقب خير شاهد على جوهر وأبعاد المواجهة بين إسرائيل وإيران؛ حيث سعى الطرفين لضبط إيقاع الصراع واحتوائه وتجنب "الحرب"، خاصة وأن إسرائيل مشغولة بحربها المستعرة في غزة، وإيران لا ترغب في عرقلة مشروعها النووي ولا إمكانية الوصول إلى تصنيع القنبلة النووية، وأنها في واقع الأمر تستخدم ورقة العداء لإسرائيل و"شعار تحرير القدس للتغطية على ما تواجهه في الداخل الإيراني من صعوبات وأزمات اقتصادية ومعارضة سياسية وتستخدم تلك الأوراق في محيطها الإقليمي لتكريس نفوذ وزعامة ومخطط هيمنة توظفه لصالح تحسين وتقوية شروط تفاوضها وعلاقاتها بدول الغرب والولايات المتحدة، ويبقي في الوقت الراهن على الأقل أن الصراع الإسرائيلي الإيراني قابل للاحتواء وعدم الفوران والاندلاع برغبة الطرفين وبضغوط دولية وإقليمية؛ لكن ما يخرج من هذا البركان الخامد نسبيا من حمم وغازات سامة أمر خطير وقابل للتصاعد، وأقصد هنا تيارات وجماعات التطرف والتشدد والإرهاب في المعسكرين.