الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

نينوي.. كيف أصبحت المدينة رمز العودة إلى الله؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دخلت مدينة «نينوى» التاريخ وتعد من أشهر المدن في العصور القديمة، وصفها الكتاب المقدس بـ«المدينة العظيمة» واختارتها اليونسكو من ضمن ١٢ مدينة عالمية من ضمن التراث العالمى.
ووصفها المؤرخون بأنها مدينة السلطة والدمار تقع في الجانب الشرقى من مدينة الموصل وكان ملوك الأشوريين يعنون بإحضار الغنائم معهم إلى نينوى وتركها هناك لتنمو المدينة وتزداد قوة ونفوذ وغنى وإلى جانب القصور الشاهقة والتى عرفت نينوى بها، بنى أشور بانيبال (نحو سنة 650 ق.م.) مكتبة عظيمة.
للأسف حصلت نينوى على لقب "مدينة الدمار" وكانت كلها ملآنة كذبًا وخطفًا. (نا 3: 1) وذلك بسبب الحروب الضارية التى خاضها شعب نينوى ضد الدول المجاورة وللمعاملة القاسية التى عاملوها بها المهزومين والأسرى فقد كان ملوكها يقومون بجذع أنوف الأسرى وقلع عيونهم وقطع أيديهم وآذانهم، وحملها إلى العاصمة وعرضها أمام الشعب من أجل التنكيل بالأعداء.
ولكن الإمبراطورية الأشورية أخذت في التقهقر والانحلال في أواسِط القرن السابع قبل الميلاد وفى سنة 625 ق.م. أعلن نابوبلاسر، حاكم بابل، استقلاله عن نينوى. ثم في سنة 612 ق.م. تحالف مع جيرانه أهل مادى وهاجم نينوى نفسها ودمرها وساعده على ذلك فيضان دجلة.
وتحولت المدينة العظيمة إلى مجرد أسطورة، وتحول عمرانها إلى آثار ولم يكتشف بقاياها إلا بعض الأثريين والمؤرخين في منتصف القرن الماضي. ومن أشهر الملوك الذين وجدت آثارهم في نينوى شلمناصر وتغلث فلاسر وسنحاريب وآسرحدون واشور بانيبال. وقد أدت هذه الاكتشافات إلى قيام جدل طويل على حجم المدينة، فقيل أن طولها يبلغ عشرين ميلًا، وعرضها أربعة عشر ميلًا، وأنها تضم كوبونجل ونمرود وخرسباد وكرملس، والحقيقة أن هذه المدن كانت في منطقة نينوى وليس في المدينة نفسها، وأن المساحة الكبيرة هى للإقليم كله.
مع عوامل الزمن غرقت آثارها في أطلال لتخفى معظمها عن الأنظار، خلال ٢٤ قرنًا من الزمان نحو ٢٥٠٠عام، واتخذها أحد الملوك ويدعى «أسر حدون» مخزنًا للأسلحة وأسطبلات للخيول، وأنشأ فيها قصرًا عظيما بمساندة ٢٣ ملكًا من ملوك الحيثيين الذين أسرهم في حروبه. وبعد سقوط نينوى، دمرت المدينة مع ما كان فيها من القصور والمعابد، وكان لقصر «أسر حدون» نصيبه من التدمير.
كانت « نينوى» تقع على بعد نحو نصف الميل إلى الشرق من نهر دجلة، ويذكر سفر التكوين أن نمرود أو أشور هو الذى بناها، وقد كانت في أيام اليونان مدينة عظيمة تبلغ مساحتها نحو خمسة كيلومترات طولًا، ونحو اثنين ونصف كيلومتر عرضًا، محاطة بسور يبلغ طوله نحو ١٣ كيلومترا، وكان يلزم مدة ٣ أيام لاختراقها والمرور بكل أحيائها، وكانت عاصمة للإمبراطورية الأشورية في أوج عظمتها وهذه الإمبراطورية هى التى أفنت مملكة إسرائيل سنة ٧٢٢ ق.م.
ويقول الباحث أمجد سمير شفيق، إن قصة يونان في الكتاب المقدس تدور حول أن الله يأمر يونان النبى ليذهب إلى مدينة نينوى وينادى أن الله سيهلك المدينة بعد ثلاثة أيام ﻷن شرهم صعد إلى الله ولكن يونان بدلا من أن يركب سفينة لنينوى في الشرق ركب سفينة لمدينة ترشيش (أسبانيا حاليا) وهرب ونام في جوف السفينة، فأرسل الله رياح جعلت السفينة معذبة في البحر وحاول الركاب تخفيف اﻷحمال وألقوها في البحر وصرخوا ﻷلهتم ولم يكن من مجيب ونذروا نذورا.
ويضيف: قالوا ليونان قم اصرخ ﻹلهك، وألقوا قرعة ووقعت على يونان وحكى قصته لهم وعرفوا أنه بسببه وقعت هذه البلية وحاولوا التجديف والرجوع ولكن دون جدوى، فقال لهم ألقونى في البحر فيهدأ عنكم، فألقوه في البحر، فأعد الله حوتا وابتلع يونان ومكث في جوفه ثلاثة أيام وثلاث ليال، وبعد ذلك قذفه الحوت عند مدينة نينوى، وكانت مدينة عظيمة مسيرة ثلاثة أيام، فقام وطاف فيها قائلا: "بعد ثلاثة أيام تنقلب المدينة" فصاموا أهل المدينة ولبسوا المسوح فغفر الله لهم وسامحهم.