الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

واقع معقد للنازحين فى سنجار العراقية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أعلنت بعض الفصائل المسلحة فى قضاء سينجار العراق رفضها لـ"وثيقة الوئام" التى جرى توقيعها قبل أيام بين مكونات قبلية ودينية، عربية وإسلامية وإيزيدية، بهدف إحلال السلام المجتمعى والتعايش بين الأطراف المختلفة، لأنها فى نظر الرافضين محاولة لتجاهل الجرائم المرتكبة من قبل البعض فى حق المكون الإيزيدي. 
 


ربع مليون إيزيدى يعيشون فى مخيمات بعد فشل العودة إلى الديار
هجمات «داعش» تدفع «التحالف الدولى» لتعزيز علاقاته مع شركائه المحليين
إلى جانب هذه الأزمة، فإن النازحين الحالمين بالعودة إلى مناطقهم وقراهم فى سينجار، يواجهون واقعا معقدا بعدما نجحوا فى التخلص من تنظيم داعش الإرهابى الذى ارتكب بحقهم إبادة جماعية، لكن المنطقة ضجت من الوعود الحكومية بضرورة إعمار سينجار، إلا أن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السودانى كشف عن تخصيص الحكومة نحو ٥٠ مليار دينار لصندوق إعمار سنجار وسهل نينوى، فى اجتماع لمجلس محافظة نينوى، عُقد فى قضاء سنجار غرب المحافظة، مطلع الشهر الماضي. 
وبالرغم من المخاوف والتحديات التى تشهدها المنطقة، فإن المواطنين الإيزيديين احتفلوا قبل أسبوع بعيد رأس السنة الإيزيدية، فى مهرجان موسيقى احتفالي، شاركت فى تنظيمه مبادرة الناشطة الإيزيدية نادية مراد، ضمن عدد من الخطوات الهادفة نحو احتواء الناجين وتخفيف آلام صدمتهم، وسرعة تعافيهم من الأهوال التى شاهدوها عن قرب من التنظيم الإرهابي، وأبرز هذه الخطوات تمثل فى حديقة ونصب الناجيات الإيزيديات، وهو تكريم قوى لصمود الناجين وتسهيل شفائهم الجماعى بعد تحملهم للألم والخسارة التى لا يمكن تصورها خلال الإبادة الجماعية الإيزيدية عام ٢٠١٤، وفقا لما تذكره المبادرة.
تحديات الإيزيديين 
ويواجه الإيزيديون تحديات جمة أبرزها الخوف من نشوب أى صراعات محلية بين الفصائل المسلحة فى المنطقة، وهى فصائل مختلفة الولاءات، بعدما فشل تطبيق اتفاق سينجار والذى يهدف إلى إخراج كافة الفصائل المسلحة بعد هزيمة التنظيم الإرهابى وعودة الاستقرار النسبى إلى المنطقة، وتسليم الأمور الأمنية إلى وحدات أمنية حكومية، وهو ما لم يحدث حتى الآن. 
ويرى مراقبون أن الآمال المعقودة على الإعمار وعودة النازحين بالكامل تظل قائمة دون تحقيق لأسباب تتعلق بالصراعات السياسية بين أطراف محلية، تعوق جهود إعادة الإعمار بشثيها المادى والنفسي، وأنه من واجب الحكومات أن تعمل على توطين النازحين وتقديم خدمات الدعم الأساسية خاصة وأن أهالى المنطقة تعرضوا لجرائم وحشية وتهجير قسرى من قبل التنظيم الإرهابي، كما يجب على الحكومة أيضا العمل على تحقيق الأمن والاستقرار الشامل لمدينة سنجار من خلال مكافحة ظاهرة الإرهاب الذى استهدف الأقليات الدينية بشكل عام والإيزيدين بشكل خاص. 
وتشير التقارير ذات الصلة أن قرابة ربع مليون إيزيدى نازح ويعيش فى مخيمات بعد فشل العودة إلى الديار، خاصة وأن القرى والمناطق التى اجتاحها التنظيم الإرهابى باتت مهدمة ويستحيل العودة إليها إلا بعد إعادة بناء بيوتها وإحياء المرافق والخدمات بها، وأيضا إعادة الأمان، خاصة أن المنقطة تشهد نشاطا لجماعات مسلحة منها حزب العمال الكردستانى التركي. 
أما فيما يتعلق بمحاسبة الجناة، فيؤكد التحالف الدولى ضد داعش بصورة دائمة التزامه الدائم بمحاسبة عناصر التنظيم الإرهابى على ما ارتكبوه من جرائم، وفى هذا الإطار عمل فريق للتحقيق تابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب تنظيم داعش، على جمع الأدلة لإثبات التهم ضد أفراد وعناصر محددة من أعضاء التنظيم الإرهابي، إلا أن الحكومة العراقية أعلنت رغبتها فى عدم استكمال الفريق الأممى لمهامه فى العراق خاصة بعد رفض الفريق مشاركة جهات التحقيق العراقية الأدلة التى تدين العناصر الإرهابية. 
فى ذات السياق، كانت الناشطة الإيزيدية نادية مراد، ناقشت فى لقاء سابق لها مع أنتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، أوضاع المجتمع الإيزيدى فى العراق والحاجة إلى تحقيق العدالة للناجين من الصراع فى المنطقة والعالم. وناقشت أيضا ضرورة استمرار عمل فريق التحقيق الدولى يونتاد لجمع الأدلة ورفع الرفاة من المقابر الجماعية فى سنجار.