واصلت وزارة الخارجية خلال عام 2020 تحركاتها النشطة عبر دوائر السياسة الخارجية المصرية على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف، فشهد هذا العام تكثيفًا للتشاور والتنسيق مع الأشقاء العرب لدعم مجالات التعاون في القطاعات ذات الأولوية فضلًا عن تعزيز آليات العمل العربي المشترك في مواجهة مختلف التحديات التي تشهدها المنطقة؛ بما في ذلك تجاه التطورات في سوريا، وسبل دعم لبنان الشقيق في أزمته الحالية، وكيفية تسوية الأزمة اليمنية المُمتدة ومساندة السودان الشقيق خلال المرحلة الراهنة. كما واصلت القاهرة مساعيها لدعم القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني الشقيق والاستمرار في جهود تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية المنشودة.
هذا وقد شاركت مصر في جميع اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة وتقديم المساعدات للدول العربية الشقيقة والتى جاءت كالآتي:
مصر وجامعة الدول العربية
شارك وزير الخارجية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية في دورة غير عادية على المستوى الوزاري، لبحث خطة السلام الأمريكية، حيث صدر عن الاجتماع القرار رقم 8457 الذي أكد على ثوابت الموقف العربي من القضية الفلسطينية، وأكد وزير الخارجية في كلمته خلال الاجتماع على أن محددات تسوية القضية الفلسطينية واضحة ولم تتغير، وهي المحددات المبنية على قرارات الشرعية الدولية وخطة السلام العربية، وصولًا إلى إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على الأراضي المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
كما تم إدراج بند حول سد النهضة الإثيوبي على جدول أعمال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية في دورته العادية على المستوى الوزاري (153)، حيث قدم وزير الخارجية إحاطة مهمة لمجلس الجامعة بشأن تطورات المسألة، تضمنت استعراض خلفيات مفاوضات سد النهضة. وعلى إثر ذلك، اعتمد مجلس جامعة الدول العربية قرارًا مقدمًا من مصر بعنوان "سد النهضة الإثيوبي"، حيث تضمن القرار رفض المساس بالحقوق المصرية التاريخية في مياه النيل، ورفض أية إجراءات أحادية من جانب إثيوبيا بما في ذلك بدء ملء خزان سد النهضة دون التوصل لاتفاق.
وعُقِد اجتماع لمجلس جامعة الدول العربية في دورة غير عادية على المستوى الوزاري، بناء على طلب من مصر عبر وسائل التواصل المرئي، لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا. وقد اعتمد المجلس قرارًا مقدمًا من مصر تضمنت أهم بنوده رفض التدخلات الخارجية التي تسهم في انتشار الميليشيات المسلحة الإرهابية في ليبيا، والمطالبة بوقف إطلاق النار بشكل فوري هناك، وكذلك الترحيب بإعلان القاهرة الذي تضمن مقاربةً شاملة للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية.
كما عُقِدت دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري عبر وسائل التواصل المرئي، بناء على طلب من مصر لبحث مسألة سد النهضة الإثيوبي. وقد اعتمد مجلس الجامعة قرارًا مقدمًا من مصر تضمنت أهم بنوده التأكيد على أن الأمن المائي لكل من مصر والسودان هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، والتأكيد على ضرورة امتناع إثيوبيا عن البدء في ملء السد دون التوصل إلى اتفاق مع مصر والسودان حول قواعد ملء وتشغيل السد، وتشكيل لجنة عربية للتنسيق مع مجلس الأمن بشأن كافة تطورات الملف.
هذا وقد ترأس سامح شكرى وزير الخارجية الاجتماع الأول للجنة الوزارية العربية المعنية بالتدخلات التركية في الدول العربية، على هامش اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية (154) عبر وسائل التواصل المرئي، حيث أعقب ذلك اعتماد مجلس الجامعة قرارًا بشأن هذه المسألة، تضمن إدانة التدخلات التركية في كل من ليبيا وسوريا والعراق.
المساعدات المصرية للدول العربية
شاركت وزارة الخارجية، بالتنسيق مع الجهات المعنية المصرية وسفارات مصر بعدد من الدول العربية، في تنفيذ توجيهات الرءيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بإرسال مساعدات لبعض الدول العربية، حيث جاء أهمها إرسال مساعدات طبية للحكومة الشرعية اليمنية في يوليو 2020 في إطار حرص مصر على الوقوف مع أشقائها في اليمن في محنته ومجابهة جائحة فيروس كورونا، والأوبئة الأخرى المنتشرة في اليمن.
كما تم إرسال طائرة مساعدات طبية إلى العراق لمواجهة آثار جائحة كورونا في 5 سبتمبر 2020.
