الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

سلالة "كورونا" الجديدة تضرب العالم.. الصحة العالمية: رصدنا الفيروس في 8 دول أوروبية.. الدنمارك تعدم 17 مليونًا من حيوان المنك بعد اتهامات بنشر الوباء.. ودراسة بريطانية: أكثر عدوى بنسبة 56 %

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في 14 ديسمبر الجاري كان العالم على موعد مع خبر صادم جديد حول فيروس كورونا المستجد، بعدما أعلن وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، أن علماء بلاده اكتشفوا سلالة جديدة من فيروس كورونا المعروفة باسم "N501Y"، مشيرا إلى أن السلالة الجديدة لها صلة بجنوب أفريقيا، وأكد اكتشاف أول حالتين بالسلالة الجديدة لأشخاص على اتصال بأشخاص قدموا للبلاد من جنوب أفريقيا خلال الأسابيع القليلة الماضية.
ولعل الخطير في السلالة الجديدة هو ما أعلنه العلماء أنها قد تكون أكثر عدوى بنسبة 56 % حسب المعطيات الأولية التي رصدت في بريطانيا، أما منظمة الصحة العالمية فقالت إنه تم رصد السلالة الجديدة لفيروس كورونا المسبب لعدوى "كوفيد-19" في 8 دول بأوروبا، ودعت إلى تشديد الإجراءات الوقائية الضرورية لما لها من أهمية حيوية، ونصحت بضرورة تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات.
وقال مدير المكتب الأوروبي للصحة العالمية، هانس كلوغي، إن "المنظمة تواصل المراقبة وستقدم آخر المستجدات حول السلالة الجديدة التي من الواضح أنها تنتشر بين الفئات العمرية الأصغر".


أهم خصائص السلالة الجديدة
وتحتوي السلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجد على طفرة تسمى "إن 501 واي"، في بروتين شوكة فيروس كورونا، وهو نتوء موجود على سطحه يسمح له بالالتصاق بالخلايا البشرية لاختراقها، ويؤدي بالتالي دورًا رئيسيًا في العدوى الفيروسية. 
وحذرت دراسة أعدها باحثون في كلية لندن للصحة وطب المناطق المدارية، من سرعة انتشار الوباء المتحور ورجحوا أن يزيد عدد الوفيات العام المقبل. وحض الباحثون على توزيع اللقاح بشكل سريع لتجنب المزيد من الوفيات، وقال الباحثون إن السلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجد التي تنتشر في بريطانيا هي بمعدل وسطي معدية بنسبة 56 بالمائة أكثر من النسخة الأولى.
وبحسب الدراسة، فإن النوع المتحور من الفيروس الذي ظهر في جنوب شرق بريطانيا نوفمبر من المرجح أن يزيد من الوفيات العام المقبل وكذلك من حاجة المصابين لدخول المستشفيات لتلقي العلاج، وأضافت الدراسة أن زيادة العدوى من المرجح أن تؤدي إلىزيادة عدد الحالات التي تستدعي النقل إلى المستشفيات، كما نصحت الدراسة بضرورة إغلاق المدارس والجامعات وفرض إجراءات احترازية أكثر صرامة.


البلدان الأكثر تضررا بالسلالة الجديدة 
وبعد إعلان بريطانيا عن السلالة الجديدة أعلنت العديد من الدول الأوروبية تسجيل حلالت إصابة بها، حيث أعلنت السلطات الألمانية، عن تسجيلها أول إصابة بالسلالة الجديدة لفيروس كورونا، وذكرت وزارة الصحة في ولاية بادن-فورتمبيرغ جنوب ألمانيا أن سيدة قدمت إلى مطار فرانكفورت أم ماين من بريطانيا يوم 20 ديسمبر خضعت لفحص خاص بفيروس كورونا كشف إصابتها بالسلالة الجديدة التي تم رصدها لأول مرة في بريطانيا.
كما أعلنت فرنسا اكتشاف أول حالة من السلالة المتحورة لفيروس كورونا، في حين أعلنت إسبانيا تسجيل 4 إصابات بالسلالة الجديدة لأشخاص عادوا مؤخرا من بريطانيا، وفي الدنمارك، سجلت السلطات 5 إصابات بالسلالة الجديدة من الفيروس بين عاملين بمزارع تربية حيوان المنك.
وخارج أوروبا، أعلن وزير الصحة الياباني، "تامورا نوريهيسا"، اكتشاف 5 إصابات بالسلالة الجديدة لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وذلك لخمس أشخاص قادمين من بريطانيا.


حيوان المنك المتهم الأول
وتشير أصابع الاتهام إلى أن حيوان المنك هو السبب وراء السلالة الجديدة، لذا قررت السلطات الدنماركية إعدام 17 مليونا من حيوان المِنك بعد رصد السلالة الجديدة من فيروس كورونا، بسبب ترجيحات بأن الفيروس ينتقل بسرعة إلى البشر في مزارع لتربية هذا الحيوان.
وأوضح مدير الشرطة الدنماركية ثوركيلد فورج إن حيوانات المنك التي ستقتل تنتشر في أكثر من 1000 مزرعة في البلاد.
وفي يوليو الماضي، أعدمت إسبانيا أكثر من 100 ألف من حيوان المنك بعد اكتشاف حالات إصابة بالفيروس في مزرعة بإقليم أراغون، كما أعدمت هولندا عشرات الآلاف بعد انتشار الفيروس في مزارع هناك، وتُجرى دراسات علمية حاليا في محاولة لفهم أسباب إصابة المنك بالفيروس وتسببه في انتقال العدوى.
وبعد انتشار السلالة الجديدة، أعلنت أكثر من 40 دولة حظرت دخول الوافدين من المملكة المتحدة وألغيت الآلاف من الرحلات الجوية من وإلى بريطانيا، كما عقد الاتحاد الأوروبي محادثات تستهدف وضع سياسة مشتركة للتعامل مع الموقف الحالي، كما حظرت السويد دخول الأجانب من الدنمارك عقب اكتشاف مصابين بالسلالة الجديدة من الفيروس هناك.


لقاح جديد خلال 6 أسابيع
ولعل الخبر الأهم هو مدى فعالية اللقاحات المكتشفة ضد السلالة الجديدة من كورونا، إلا أن شركة "بيونتيك" الألمانية، التي طوّرت إلى جانب شركة "فايزر" الأمريكية أول لقاح ضد كوفيد-19 تم ترخيصه، أنها قادرة على توفير لقاح جديد "خلال ستة أسابيع" في حال تحوّر الفيروس كما حصل في بريطانيا. 
وأكد أوغور شاهين، مدير "بيونتيك": "نحن قادرون تقنيًا على إنتاج لقاح جديد خلال 6 أسابيع، فمن حيث المبدأ، تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال تتيح لنا البدء مباشرة بإنتاج لقاح يحاكي تمامًا التحوّل الجديد" للفيروس.