الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محمود على البنا.. سفير التلاوة

الشيخ محمود على البنا
الشيخ محمود على البنا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم ١٧ ديسمبر الذكرى الـ94 على ميلاد أحد رواد مدرسة التلاوة المصرية القارئ الشيخ محمود على البنا، والذي عرف بصوته المتفرد في تلاوة القرآن الكريم.
ولد في الـ17 من ديسمبر لعام 1926، ويعد أحد أعلام دولة التلاوة ومدارسها المتفردة، من مواليد قرية شبرا باص مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية. 
حفظ القرآن الكريم في كتاب القرية على يد الشيخ موسى المنطاش، وأتم حفظه وهو في الحادية عشرة، ثم انتقل إلى مدينة طنطا لدراسة العلوم الشرعية بالجامع الأحمدى، وتلقى القراءات فيها على يد الإمام إبراهيم بن سلام المالكي.

حضر "البنا" إلى القاهرة عام 1945 وبدأ صيته يذيع فيها ودرس فيها علوم المقامات على يد الشيخ الحجة في ذلك المجال درويش الحريري. اختير قارئًا لجمعية الشبان المسلمين عام 1947 وكان يفتتح كل الاحتفالات التي تقيمها الجمعية وفي عام 1948 استمع إليه على ماهر باشا وعبد الكريم الخطابي ( المغربي الذي استجار ب فاروق الأول فأجاره ) وعدد من كبار الأعيان الحاضرين في حفل الجمعية وطلبوا منه الالتحاق بالإذاعة المصرية.
التحق الشيخ البنا بالإذاعة المصرية عام 1948 وكانت أول قراءة له على الهواء في ديسمبر 1948 من سورة هود، وصار خلال سنوات قليلة أحد أشهر أعلام القراء في مصر.
اختير قارئًا لمسجد عين الحياة في ختام الأربعينيات ثم لمسجد الإمام الرفاعى في الخمسينيات وانتقل للقراءة بالجامع الأحمدى في طنطا عام 1959. وظل به حتى عام 1980 حيث تولى القراءة بمسجد الإمام الحسين حتى وفاته.
ترك للإذاعة ثروة هائلة من التسجيلات إلى جانب المصحف المرتل الذي سجله عام 1967 بناء على طلب من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والمصحف المجود في الإذاعة المصرية والمصاحف المرتلة التي سجلها لإذاعات الخليج ومنها السعودية والإمارات.
زار الشيخ البنا العديد من دول العالم وقرأ القرآن في الحرمين الشريفين والحرم القدسى والمسجد الأموى ومعظم الدول العربية وزار العديد من دول أوروبا ومن ضمنها ألمانيا عام 1978. كان الشيخ البنا من المناضلين من أجل إنشاء نقابة القراء واختير نائبًا للنقيب عند إنشائها عام 1984.
وبحسب تصريحات للمتحدث باسم نقابة القراء محمد الساعاتي، فإن الشيخ محمود على البنا، كان سفيرًا للقرآن الكريم، وأحد مشاهير القراء بمصر، وأحد أعلام هذا المجال البارزين في العالم كله، حيث سافر إلى كل دول العالم، لتلاوة القرآن، فكانت رحلته مع كتاب الله عالمية لا يحدها زمان ولا مكان.
وأضاف: ظل يجوب بقاع الدنيا على مدى ما يقرب من أربعين عامًا متتالية ولم يترك قارة إلا وذهب إليها خاصة في شهر رمضان المبارك فكان يشارك الجاليات المسلمة بسماع صوته العذب الفياض، كما اختاره الأزهر الشريف لحضور كثير من المؤتمرات الإسلامية العالمية ممثلًا لأهل القرآن وقراءه، كما أرسلته وزارة الأوقاف إلى كثير من المسابقات العالمية كمحكم وقاض قرآني، كما شارك الملوك والأمراء في كثير من المناسبات.
وأكمل: للشيخ فرساة معروفه عنه، ومنها طلبه للقاء الشيخ محمد متولي الشعراوي ليودعه وهو على فراش المرض، وتنبأ بأن الشعراوي عاد من البحر الأحمر، ولما اتصل الحاضرون بالإمام الشعراوي وجدوه بالفعل قد حضر من السفر بالبحر منذ لحظات، كذلك تنبئه بوفاه شخص يدعي «الجمل» وبالفعل بعد حديثه بساعات مات الرجل بغير مرض.
وأضاف: "قبل الوفاة بأيام استدعى ابنه أحمد وطلب منه إحضار ورقة وقلم وقال له: أكتب ما أمليه عليك.. وأملى عليه نعيه كفقيد للإذاعات العربية والإسلامية، عن عمر يناهز الستين عامًا. فقاطعه نجله أحمد مداعبًا، ولماذا لا نكتبها ثمانين عامًا؟ فقال له الشيخ البنا: لا يابني لقد توقف العمر وقرب الأجل وانتهى، كذلك قام بتوزيع مملتكاته على أبنائه وطلب منهم أن يضعوا معه شريط قرآن ليصاحبه في جنازته ويؤنس وحدته في قبره فلم يسع أحد أن يرد عليه. 

واختتم الساعاتي: قامت الدولة بتكريم الشيخ البنا بعد وفاته حيث منح اسم الشيخ البنا وسام العلوم والفنون عام 1990م في الاحتفال بليلية القدر وتسلمه نجله الأكبر المهندس شفيق محمود على البنا، وكرمته محافظة سوهاج بإطلاق اسمه على الشارع الرئيسي بجوار المسجد الأحمدي بمدينة طنطا. 
وبعد رحلة عطاء حافلة انتقل الشيخ محمود على البنا إلى رحمة الله في 3 من ذي القعدة 1405 هـ /20 يوليو 1985م، ودفن في ضريحه الملحق بمسجده بقريته شبرا باص.