الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"السريان الأرثوذكس» اختصرت صوم الميلاد في 25 يومًا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد الأب فيليبس عيسى، كاهن كنيسة العذراء مريم السريان الأرثوذكس بالقاهرة، أن تاريخ وضع صوم الميلاد يرتقي إلى ما قبل القرن الرابع للميلاد، ويتضح ذلك من قراءة ميامر مار أفرام السرياني وأناشيده التي نظمها في القرن الرابع، موضحًا أن هذا الصوم يُمارس استعدادًا لاستقبال ذكرى ميلاد السيد المسيح.
وأضاف "عيسى"، أن عدد أيام هذا الصوم كانت قديمًا أربعين يومًا، ولكن خففته الكنيسة إلى خمسة وعشرين يومًا، بدءًا من الأول من شهر ديسمبر حتى الرابع والعشرين من شهر ديسمبر، بينما الاحتفال بعيد الميلاد المجيد يأتي في الخامس والعشرين من شهر ديسمبر.
وأشار راعي الكنيسة السريانية بمصر، إلى أن البابا خريستوذولس البطريرك السادس والستين من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (1046- 1077) هو أول من فرض صوم الميلاد بصفة رسمية في الشرق، في قوانينه التي حدد بها الأصوام المفروضة.
وأوضح "عيسي"، أن العقيدة والإيمان تجمع الطوائف الثلاث، حيث لا يختلف أحد بينهم في الإيمان والعقيدة باعتبارها إيمانًا مشتركًا واحدًا، مدللًا على ذلك بأنه يمكن أن يحضر أبناء طائفة الأقباط والروم والأرمن والسريان الأرثوذكس صلاة القداس، في كنيسة واحدة تابعة لإحدى هذه الكنائس على نفس الطقس.
واختتم "عيسى"، أن صوم الميلاد هو صوم انقطاعي من الدرجة الثانية يمتنع فيه الصائمون عن تناول أي شيء فترة من الوقت ثم يفطرون فيه على أطعمة نباتية، ويمتنعون تمامًا عن أكل اللحوم ويسمح فيه بأكل السمك - كنوع من التخفيف لكثرة الأصوام خلال السنة - كل أيام الأسبوع ما عدا يومي الأربعاء والجمعة.
فيما بدأت كنيسة الروم الأرثوذكس، صوم الميلاد يوم 15 نوفمبر وينتهى الصوم يوم 25 ديسمبر، الموافق لعيد الميلاد، ولم يعرف صوم الميلاد الصرامة التى للصوم الكبير، بل كان منذ البدء يسمح فيه للرهبان الذين يعملون خارج بناء الدير أن يتناولوا وجبتين في اليوم (ظهرًا ومساءً) وليس وجبة واحدة فقط، وكان يسمح أيضًا بأكل السمك باستثناء يومى الأربعاء والجمعة، والممارسة الحاليّة تسمح بثلاث وجبات لمن يريد.
وكان الأب ديمسكينوس، راعى كنيسة رؤساء الملائكة لطائفة الروم الأرثوذكس بالقاهرة في تصريحات له يقول: "إن هذا الصوم ملزم لمن وعى التزامه وكان قادرًا جسديًّا على ممارسته، وهناك بعض الأيام المتفرقة التى نعفّ فيها عن أكل الزفرين (اللحوم والبياض) وهى يوما الأربعاء والجمعة من كل أسبوع (باستثناء الأسبوعين اللذين يليان الفصح والعنصرة، وما بين عيد الميلاد وبرامون الظهور الإلهي، والأسبوع الذى يلى أحد الفريسى والعشار)، عيد رفع الصليب الكريم (14 سبتمبر)، ذكرى قطع رأس السابق يوحنا المعمدان (29 أغسطس)، وكأن هذه الأصوام مجتمعة تشير إلى طبيعة كنيسة الروم الأرثوذكسية التى تتطلع إلى الإنسان بكلّيته نفسا وجسد، إنها صائمة في العالم وعنه وشاهدة لملكوت الله الذى ليس هو «طعاما وشرابا» وقداسته.
فيما أوضح الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، أن كنيسة الروم الأرثوذكس مدة الصوم أربعين يومًا، بدءًا من الخامس عشر من شهر نوفمبر حتى الرابع والعشرين من شهر ديسمبر؛ الاحتفال بعيد الميلاد المجيد في الخامس والعشرين من شهر ديسمبر.
وتابع: أن ممارسة الصوم وجدت في حياة الشعوب القديمة كوسيلة للسمو الروحي والترفع عن الدنيويات والملذات الجسدية، وليس الصوم هو هدف بحد ذاته إنما وسيلة لبلوغ الهدف، ولا الصوم هدفه الاختطاف النفسي والديني وليس هو حرمانا ولا كبتا ولا جوعًا وعطشا ولا جهادا ضد النفس أو تعذيبا للجسد، إنما الصوم وسيلة لنتجه نحو الله قبل القيام بمهمة صعبة أو لطلب الصفح عن الخطأ أو التماس الشفاء.
وأشار إلى أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حافظت على مدة الصوم الأربعين يومًا مع إضافة ثلاثة أيام لصوم حادثة نقل جبل المقطم بذلك تكون مدة الصوم 43 يوما بدءًا من 25 نوفمبر وحتى 6 يناير على أن يكون الاحتفال بعيد الميلاد المجيد في 7 يناير، مضيفًا: أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تعتمد في تقويها على الأشهر القبطية.
واختتم: أن صوم الميلاد لا ينتهى بحلول عيد الميلاد، لأن كل الجهادات الروحية التى يعملها المؤمن الحقيقى تنتهى عندما لا يبقى شيء يُنتظر، أى عندما يصبح الله "الكل في الكل"، وذلك لأن مجيء الله إلى العالم ليس حدثا وقع مرة في التاريخ ومرّ عليه الزمن فطواه.