ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة إنعقاد الدورة الخامسة والسبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة كلمة وجهها لكل شعوب وقادة وحكومات العالم وكافة منظمات المجتمع الدولي، إستعرض فيها رؤية ومواقف مصر تجاه القضايا الداخلية والإقليمية والدولية، اعتبرها المتابعون لأعمال هذه الدورة المهمة رسالة سلام ودعوة صادقة للتعاون بين دول العالم لمواجهة التحديات التي تواجه البشرية.
بفهم سياسي راق وواقعي وانطلاقا من تاريخ مصر وموقعها وانتمائها الحضاري والجغرافي متعدد الأصول والروافد، حدد الرؤية المصرية إزاء النهج الذي يتعين اتباعه لتحسين أداء وتطوير فاعلية النظام الدولي متعدد الأطراف وبشكل أخص على الأمم المتحدة، مستعرضا ثلاث ركائز لعمل الأمم المتحدة حتى تتحقق الأهداف المشتركة لدول العالم وشعوبها.
- فيما يتعلق بحفظ السلم والأمن الدوليين بات من الضرورى أن نتبنى جميعا نهجا يضمن تنفيذ ما يصدر من قرارات مع إيلاء الأولوية لتطبيق القواعد والمبادئ المستقرة والثابتة في ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولى وهو ما يستلزم توافر الإرادة السياسية اللازمة لدى الدول لاحترام وتنفيذ القرارات وتفعيل مهام الأمـم المتحـدة على صـعيدين رئيســيين أحدهما: المتابعة الحثيثة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.
- اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لمساعدة الدول لتنفيذ التزاماتها وبناء قدراتها.. مع مراعاة مبدأ الملكية الوطنية والآخر: العمل على محاسبة الدول التى تتعمد خرق القانون الدولى والقرارات الأممية وبصفة خاصة قرارات مجلس الأمن.
- لم يعد من المقبول أن تظل قرارات مجلس الأمن الملزمة في مجال مكافحة الإرهاب والتى توفر الإطار القانونى اللازم للتصدى لهذا الوباء الفتاك دون تنفيذ فعال والتزام كامل من جانب بعض الدول التى تظن أنها لن تقع تحت طائلة المحاسبة لأسباب سياسية.
من المؤسف أن يستمر المجتمع الدولى في غض الطرف عن دعم حفنة من الدول للإرهابيين سواء بالمال والسلاح أو بتوفير الملاذ الآمن والمنابر الإعلامية والسياسية بل وتسهيل انتقال الإرهابيين إلى مناطق الصراعات خاصة إلى ليبيا.. وسوريا من قبلها. ويمتد حرص مصر على إرساء السلم والأمن الدوليين ليشمل تجنيب الشعوب ويلات النزاعات المسلحة من خلال إطلاق عمليات سياسية شاملة تستند إلى المرجعيات التى تضمنتها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
إنها رؤية وخريطة طريق مصرية عرضها الرئيس لتفعيل دور ومهام المنظمة الدولية تصب في دعوات دول العالم لتعديل وإصلاح النظام الدولي الذي أصبح مختلا ويهدد السلم والأمن الدوليين ويعيق أداء الأمم المتحدة ومنظماتها.